بعد أشهر من المداولات بشأن توريد طائرات مقاتلة متقدمة إلى أوكرانيا، اتفقت الدنمارك وهولندا قبل أيام على إرسال طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" إلى كييف بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستدعم عملية النقل، بحسب كليمنتين ستارلينج وجاكوب ميزي وهولي رايان في تقرير بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council) ترجمه "الخليج الجديد".

التقرير أفاد بأن "الجدول الزمني لاستلام أوكرانيا لهذه الطائرات الأسرع من الصوت يعتمد على استكمال الطيارين الأوكرانيين والطاقم الأرضي التدريب على الطائرة، بالإضافة إلى إنشاء مرافق الصيانة للتعامل مع الإصلاحات، وكلاهما لا يبدو محتملا في المستقبل القريب".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وتابع التقرير أن "إضافة طائرات "إف-16" وحدها من غير المرجح أن يكون له تأثير استراتيجي حاسم على مسار الصراع نظرا للتحديات التشغيلية التي تواجهها أوكرانيا (...)، وفي ظل قدرات الدفاع الجوي الروسي، فإن التأثير التشغيلي لهذه الطائرات سيكون محدودا".

فوائد المقاتلة

بالنسبة لفوائد "إف-16"، قال التقرير إن تلك "الطائرات ستعوض أوكرانيا عن الخسائر التي تكبدتها على مدار الحرب (...) إذ فقدت ما لا يقل عن 32  مقاتلة".

وأوضح أن "هذه الخسائر ترجع جزئيا إلى حقيقة أن روسيا تمتعت حتى الآن بميزة حاسمة في قدرات الرادار والصواريخ جو-جو، إذ تمتلك الطائرات الروسية أنظمة رادار متقدمة يمكنها إطلاق النار على الطائرات الأوكرانية قبل أن تتمكن الأخيرة من اكتشافها، كما تستخدم الطائرات الروسية صواريخ موجهة بالرادار النشط تتفوق بكثير على الصواريخ شبه النشطة التي تحملها المقاتلات الأوكرانية".

وأردف: "ستتفوق طائرات إف-16 على الطائرات الأوكرانية القديمة، بفضل راداراتها الأكثر قوة ومقاومتها الأفضل للتشويش، وستكون قادرة على اكتشاف الطائرات الروسية على مسافات أطول وتسمح للطيارين الأوكرانيين بالبقاء بعيدا عن نطاق الدفاعات الجوية الروسية في الخطوط الأمامية".

و"من المرجح أيضا أن تكون طائرات إف-16 مجهزة بصواريخ "أيه آي أم- 120 أمرام" (AIM-120 AMRAAM)، وهي صواريخ جو-جو لها أداء مماثل وربما متفوق، مقارنة بالطائرة الروسية "آر 77" (R-77)"، وفقا للتقرير.

وزاد بأن "تشغيل طائرات "إف-16"  سيوفر لأوكرانيا منصة قادرة على دمج مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة المتطورة بسهولة إذا اختارت الولايات المتحدة ودول أخرى توفيرها في المستقبل".

واستطرد: "أخيرا، قد يوفر نقل هذه الطائرات فائدة غير مباشرة تتمثل في تحرير أنظمة أوكرانية إضافية مضادة للطائرات للدفاع ضد الهجمات الروسية بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية، مع توفير طائرات أكثر قدرة لتغطية قواتها في الخطوط الأمامية من الهجوم الجوي".

قدرات روسية 

"على الرغم من مجموعة الفوائد التي قد تتمتع بها طائرات "إف-16" مقارنة بالطائرات الأخرى التي تستخدمها أوكرانيا، إلا أنه يجب تخفيف التوقعات بشأن تأثيرها الإجمالي على الحرب"، كما تابع التقرير.

وأضاف أن "الوجود الواسع النطاق للدفاعات الأرضية المضادة للطائرات أدى إلى الحد بشدة من قدرة القوات الجوية على لعب دور حاسم في دعم المناورة الهجومية على جانبي الصراع".

وزاد بأن "استخدام روسيا لنظام صواريخ أرض جو "إس-400" (S-400) يمثل تهديدا كبيرا لجميع الطائرات الأوكرانية، بما في فيها "إف-16"، إذ يمكنها استهداف الطائرات على ارتفاعات متوسطة وعالية عبر جزء كبير من البلاد حتى أثناء تواجدها في بيلاروسيا أو شبه جزيرة القرم أو الأراضي الروسية".

التقرير أوضح أن "الطائرات الأوكرانية ستظل بحاجة إلى العمل على ارتفاعات منخفضة، وذلك باستخدام تأثير التضاريس الرادارية لزيادة قدرتها على البقاء، وهذا التكتيك سيستمر في وضع طائرات"إف-16" في وضع غير مناسب في الاشتباكات مع المقاتلات الروسية".

وشدد على أنه "يمكن للطائرات الروسية التي تعمل على ارتفاعات أعلى أن تضفي طاقة حركية أكبر على صواريخ جو-جو التي تطلقها، مما يزيد من سرعة أسلحتها ومداها وفتكها، بينما على "إف-16" أن تتعامل مع قوانين الفيزياء إذا كانت تقاتل من الأسفل، فصواريخها ستتباطأ بسبب الجاذبية والهواء الأكثر كثافة قبل أن تصل إلى أهدافها".

وأفاد بأنه "بصرف النظر عن التهديد الذي تشكله مقاتلات العدو وصواريخ "إس-400" بعيدة المدى، فإن انتشار أنواع مختلفة من الدفاعات الجوية قصيرة المدى والمحمولة عبر ساحة المعركة سيشكل أيضا تهديدا لطائرات إف-16 العاملة لدعم القوات البرية القريبة إلى الخط الأمامي".

واستطرد: "وأخيرا، حتى عندما لا تكون طائرات "إف-16" الأوكرانية في الجو، ستكون عرضة للضربات الصاروخية الروسية على الأرض، والتي دمرت العديد من الطائرات الأوكرانية في الماضي".

و"على الرغم من التوقعات المنخفضة بأن تلعب طائرات إف-16  دورا يغير قواعد اللعبة في الصراع، فإن الجهود المبذولة في تدريب الطيارين الأوكرانيين والأطقم الأرضية واللوجستيين لتشغيل وصيانة هذه الطائرات ستكون لها قيمة طويلة المدى؛ لأن الحرب للأسف قد تستمر في المستقبل المنظور"، وفقا للتقرير.