وسط تساؤلات عن المستقبل.. المغاربة ينتظرون المساعدات بفارغ الصبر

الأحد 17 سبتمبر 2023 05:25 ص

كان المبنى الذي كانت تعيش فيه نعيمة آيت إبراهيم والي، في شقة من الطابق الثالث مع أطفالها الخمسة واحداً من العديد من المباني التي دمرها الزلزال الذي أودى بحياة ما يقرب من 3000 شخص في المغرب الأسبوع الماضي.

وسقطت نعمية هي وابنتها، التي تعمل كمنظفة منزل، على الدرج عندما دمر الزلزال الطابق العلوي من المبنى، وألحق الدمار بجزء كبير من الحي الذي يعيشون فيه في بلدة أمزميز، بالقرب من مركز الزلزال.

ومثل الأطفال في أجزاء كثيرة من العالم، كان أصغر أطفال نعيمة قد بدأ للتو عامه الدراسي.

والآن، بعد أن تم نقلهم مع بقية حي سور جديد إلى مدينة خيام في وسط المدينة، بدأ الخوف في حوالي الساعة 11 مساءً كل ليلة في الوقت الذي وقع فيه الزلزال.

تقول نعيمة عن أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و25 عاماً: "لقد رأوا الموت"، فيما تعاني إحدى بناتها الآن من كوابيس.

 

يتناول تقرير "إي بي نيوز" الذي ترجمه "الخليج الجديد"، معاناة نعيمة نيابة عن الأسر النازحة في المغرب، وسط تساؤلات عما يخبئه المستقبل، خاصة مع اقتراب فصل الخريف وبرودة الليل.

ويشير التقرير أنه بالرغم من أنه يتم تزويد العديد من القرويين بالغذاء والماء، إلا أن المسؤولين قالوا إن الأمر قد يستغرق 5 أو 6 سنوات لإعادة بناء مجتمعات جبل الأطلس مثل أمزميز، التي تبعد أكثر من ساعة بالسيارة عن أقرب مدينة كبيرة، مراكش.

وبلغ عدد القتلى من الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة نحو 2946 شخصا، حسب بيانات رسمية الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى عدة آلاف من الإصابات.

ولا تنشر الحكومة عدد الوفيات حسب النطاقات الجغرافية، ولكن في أمزميز، يبدو أن كل شخص يعرف على الأقل شخصًا قُتل.

وفقا للتقرير، فقد بدأت بالفعل عملية إعادة البناء في الحي اليهودي القديم في مراكش، والأجزاء المتضررة الأخرى من المدينة التي يرتادها السياح.

وفي الحوز، المحافظة التي تضم أمزميز والتي كانت الأكثر تضرراً من الزلزال وتوابعه، لا تزال الجهود تركز على الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وبعد أن ترأس العاهل المغربي محمد السادس، اجتماعا للاستجابة لحالات الطوارئ الخميس، قال مسؤولون مغاربة إن الحكومة ستمول الإغاثة الطارئة وإعادة البناء في المستقبل لسكان ما يقرب من 50 ألف منزل تضررت أو دمرت من خلال تخصيص أموال اعتمادا على مستوى الدمار.

ويشير التقرير أنه قد يغادر البعض في البلدات والقرى الجبلية بمنطقة الحوز، لكن نعيمة قالت إنها ملتزمة بالبقاء، ولكن ليس في نفس النوع من المباني السكنية متعددة الطوابق المبنية من الطوب.

وكما هو الحال مع معظم سكان هذا الجزء من المغرب، فإن عائلتها أمازيغية، وهي أكبر مجموعة من السكان الأصليين في البلاد، وهي تشك في أنهم سيحصلون على ما يكفي من المساعدة الحكومية حتى يتمكنوا من شراء منزل كبير في مراكش، بما يكفي لجميع أفراد الأسرة.

وحسب التقرير، قدرت منظمة "اليونيسيف"، وهي وكالة الأمم المتحدة التي تقدم المساعدات للأطفال، هذا الأسبوع أن ما يقرب من 100 ألف طفل تأثروا بالزلزال.

وهذا يتماشى مع 300 ألف شخص من جميع الأعمار الذين تأثروا حسب تقديرات الأمم المتحدة، حيث أن ما يقرب من ثلث سكان المغرب هم من الأطفال.

وقال المتحدث باسم "اليونيسف" ريكاردو بيريس، إنه خلال الكوارث الإنسانية، تشعر المنظمة بالقلق بشأن صدمة النزوح، وكذلك الاحتياجات الأساسية للأطفال، مثل الحصول على المياه النظيفة والإمدادات الطبية.

ومثل كثيرين في أمزميز، قال السباك رشيد العشون، البالغ من العمر 40 عاماً، إن عائلته تخطط للبقاء وإعادة البناء.

وانهار نصف منزل العشون الواقع بالقرب من الحي اليهودي القديم في المدينة، خلال الزلزال.

كما أن الخيمة الصفراء التي أعطيت لعائلته في وسط المدينة ليست كبيرة بما يكفي لاستيعاب الجميع، لذلك بقي العشون في الخلف، وهو يتنقل بين الأنقاض والأسلاك المكشوفة للوصول إلى مطبخه وحمامه.

والأربعاء، قام بطهي الدجاج والجزر والزيتون في وعاء من الفخار على موقد الغاز في منطقة من المنزل كان يحافظ عليها مرتبة.

ويعد الطهي بالغاز تحت سقف من الطوب محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص عند حدوث هزات ارتدادية، مثل زلزال بقوة 4.6 درجات صباح الخميس.

وتم إخبار عائلته السبت، أن المساعدات في الطريق.

وسرعان ما وصل الطعام والماء، لكنهم كانوا يفتقرون إلى المأوى حتى حصلوا على الخيمة.

وأضاف: "قالوا لنا ألا نأتي للحصول على الإمدادات وأن الإمدادات ستأتي"، بينما قالت شقيقته لبنى، من الخيمة المطلية بالبوليستر التي تتقاسمها مع أخ آخر وأب وأم وصديق مقرب للعائلة: "نحن ننتظر".

المصدر | إي بي نيوز – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

زلزال المغرب مراكش إعادة البناء