هيرست: خطر علاقات الإمارات مع روسيا أبعد من المال والاقتصاد

الأربعاء 27 سبتمبر 2023 03:50 م

سلط الكاتب الصحفي، ديفيد هيرست، الضوء على سياسات الإمارات الإقليمية، وعلاقتها مع روسيا، وتأثير ذلك على سياسة الدولة الخليجية، مشيرا إلى أن هذا التأثير ظهر في إطلاق يد أبوظبي لشن تدخلات عسكرية ودعم الانقلابات العسكري في المنطقة.

وذكر هيرست، في مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن وزارة الخزانة الأمريكية أصبحت في حالة من الذعر بشأن العلاقات التجارية بين الإمارات وروسيا، خاصة بعد زيادة الصادرات الإلكترونية من الإمارات إلى روسيا بسبعة أضعاف، وفقا لبيانات الجمارك الروسية التي حللتها مؤسسة "روسيا الحرة".

وأضاف أن صادرات الرقائق الإلكترونية من الإمارات إلى روسيا، في العام الماضي، زادت بمقدار 15 ضعفا، والعديد منها مصنوع في الولايات المتحدة، وأعيد تصنيعه بالإمارات، مشيرا إلى أن إمارة دبي تمتلئ بأموال الروس، كما أن 100 طائرة مملوكة للروس متوقفة في مطارها بعد أن منعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الشركات من ضمانها وصيانتها.

وهنا يلفت هيرست إلى أن الاهتمام الغربي بالعلاقات الاقتصادية لروسيا والإمارات يعبر عن وجه واحد من الحقيقة، بينما ينطوي الوجه الآخر على "شبكة العناكب العملاقة التي ألقاها الرئيس الإماراتي محمد بن زايد" إلى الشرق، حسب تعبيره، في إشارة إلى السياسة الإماراتية في اليمن، ودعمها لفصل شمال اليمن عن جنوبه، وسيطرتها على ميناء عدن الاستراتيجي وجزيرة سقطرى.

وأضاف أن دعم الإمارات للمجلس الانتقالي الجنوبي مكنها من السيطرة على العديد من الموانئ والجزر اليمنية، مع إمكانية الوصول إلى مضيق المندب والقرن الأفريقي.

وفي الجنوب، دعم الإماراتيون محاولة الانقلاب التي قام بها أمير الحرب، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، للاستيلاء على السلطة في 15 أبريل/نيسان الماضي، ورغم فشل هذا الانقلاب، إلا أن أشعل حرب أهلية شرسة أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 4000 شخص، ونزوح 4.5 مليون سوداني إلى الغرب، بحسب هيرست.

وتابع: "دعم بن زايد أمير حرب آخر ملطخ بالدماء، هو خليفة حفتر، للاستيلاء على طرابلس وغرب ليبيا في عام 2019، وقد فشل ذلك، لكن المحاولة أدت إلى انقسام بين الشرق والغرب وإلى شل ليبيا".

ويشير هيرست إلى أن معظم هذه الصراعات ترتبط بالسعي نحو أكبر نفوذ لامتلاك الذهب، فقد جمع حميدتي، على سبيل المثال، ثروة شخصية ضخمة من خلال نهب مناجم الذهب غير القانونية في السودان وشحنها إلى سوق الذهب في أبو ظبي.

وينطبق الشيء نفسه على الدعم الإماراتي للعنصر الأكثر تطرفا في طالبان، ممثلا في شبكة حقاني، بحسب هيرست، الذي أكد أن "كل تدخلات بن زايد، سواء كانت في اليمن أو السودان أو ليبيا، يمكن اعتبارها عملا ضد المصالح الغربية الرئيسية، ويضيف كل منهما إلى قائمة الانتظار المتزايدة للمهاجرين على شواطئ ليبيا وتونس".

وتساءل: "ألم يحن الوقت لأن تفهم واشنطن وبروكسل أنه لا يمكن أن يكون هناك مستوى قياسي من عدم الاستقرار، وانهيار الدولة، والحرب الأهلية في السودان وليبيا وتونس ومنطقة الساحل، دون تسجيل أعداد قياسية من المهاجرين المتجهين إلى أفريقيا؟".

وخلص هيرست إلى أن ما يجري إقليميا يمثل "علامة أخرى على أن عدم الاستقرار في المنطقة لا يرجع إلى أعداء أمريكا. بل يرجع في المقام الأول إلى القرصنة التي يقوم بها حلفاؤها".

المصدر | ديفيد هيرست/ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات روسيا إليزابيث روزنبرج محمد بن زايد