خارطة الانتشار العسكري بالشرق الأوسط ترسم ملامح المشاركة الأمريكية في حرب غزة (تحليل)

الخميس 2 نوفمبر 2023 01:09 م

سلط موقع المحلل السياسي، بيشوي بنيامين، الضوء على انتشار قوات القوى العالمية في الشرق الأوسط في ظل اشتعال الحرب في غزة، واصفا تلك الحرب بأنها "بمثابة لحظة كاشفة لمختلف الديناميكيات الإقليمية والدولية، فضلاً عن الأدوار النسبية لكل طرف في المعادلة التي تتجاوز الأمن الإقليمي إلى الأمن الدولي".

وذكر بنيامين، في تحليل نشره بموقع "مودرن دبلوماسي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والآسيويين لا مصلحة لهم في فتح جبهة جديدة للمواجهة العسكرية خارج نطاق أوكرانيا والمحيط الهادئ، إذ تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها بالكاد التغلب على هذه الساحات الصعبة، وهم يتنافسون في لحظة حرجة من ديناميكيات القوة الدولية التي يمكن أن تغير النظام العالمي وقواعده والتسلسل الهرمي للجهات الفاعلة فيه.

وأضاف أن اندلاع صراع إضافي سيكون بمثابة حصان طروادة للتحالف الأمريكي وسيعود بالنفع المباشر على الصين وروسيا، مشيرا إلى أن النظام الأمني في شرق البحر المتوسط يعاني من خلل شديد، ويتفاقم بسبب الفجوة المتزايدة بين روسيا وإسرائيل منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

فإسرائيل امتثلت للعقوبات المفروضة على روسيا، وتلاها التدخل العسكري الروسي في سوريا، والذي بلغ ذروته في الأزمة الأوكرانية في ربيع عام 2022، وخلال هذه الأزمة، قدمت إسرائيل أسلحة ومعدات وخبرات كبيرة للأوكرانيين في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد روسيا.

وأدى تزايد وتيرة التفاهم الإيراني العربي، خاصة بعد الاتفاق الإيراني السعودي الذي رعته الصين، إلى اندماج إيران في الفضاء السياسي العربي، ما يشكل مخاطر على مسار اتفاقيات السلام التي تشرف عليها الولايات المتحدة بين إسرائيل والدول العربية.

ويمثل دخول منطقة الشرق الأوسط، وخاصة شرق البحر المتوسط، نقطة حاسمة في مسارات المشاريع الجيوسياسية الكبرى في المنطقة، وأبرزها طريق الحرير والممر الاقتصادي بين الهند وأوروبا، ما أدى إلى تصاعد معدلات الاصطدام بين هذه المشاريع عند نقاط حرجة، وأدى ذلك إلى زيادة تكلفة أي صراع.

بناءً على ما سبق، يشير بنيامين إلى فهم الموقف الأمريكي الداعم علناً لإسرائيل وما يترتب على ذلك من فقدانه لدور الوساطة ضمن بعض الديناميكيات السياسية في الولايات المتحدة.

ويضيف أن الدعم الأمريكي العلني لإسرائيل يمكن أن يُعزى إلى 4 ركائز رئيسية تحدد التوجه السياسي لإدارة الرئيس، جو بايدن، تجاه الحرب في غزة، وهي:

أولا: الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل وإعادة الالتزام بأمن حليفها التاريخي الأكبر والأقوى، مع وقف أي محاولات لتغيير المعادلة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

 ويأتي ذلك تزاما مع توقع أضرار جانبية مثل العلاقات المتوترة مع بعض الدول العربية أو المزيد من التراجع في سمعة الولايات المتحدة، المشوهة بالفعل بين السكان العرب.

 ثانيا: اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي سيترشح لها بايدن، واهتمامه الشديد بحشد الدعم من جماعات الضغط اليهودية والإنجيلية. ومن ثم، فإن إظهار الدعم الواضح لإسرائيل أمر ضروري في هذا السياق.

ثالثا: قضية الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات؛ بالنظر إلى التجربة التاريخية المريرة للرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي لم تنقذه إنجازاته الكبرى من أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، ومني بهزيمة ساحقة أمام الرئيس الجمهوري رونالد ريجان.

رابعا: تمرير حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومنطقة المحيط الهادئ، وإعادة هيكلة المجمع الصناعي العسكري المتأثر بشدة بسبب الأزمة الأوكرانية، والتي تم رفضها لفترة من الوقت من قبل الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

فق دمج إسرائيل في حزمة الدعم العسكري الأمريكي، التي تقدر بـ 105 مليارات دولار، حيث حصلت على ما يقرب من 9 مليارات دولار، وهو ما قد يحد من اعتراضات الجمهوريين، خاصة أولئك المعروفين باهتمامهم والتزامهم بالعلاقات مع إسرائيل.

وإذا تم إقرار هذه الحزمة، فسيكون ذلك بمثابة انتصار لبايدن، ما يضمن ولاء المجمع الصناعي العسكري ويمنحه مرورًا سلسًا إلى الجولة الانتخابية التالية.

الانتشار الأمريكي  

ولمعالجة هذه القضايا، اتخذت الإدارة الأمريكية قرارات مهمة، مثل نشر حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" في شرق البحر المتوسط، وإعلانها وعدا بنقل حاملة طائرات أخرى إلى نفس المنطقة، وهي "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور".

وإذا حدث هذا، فسيكون أحد الحالات النادرة في تاريخ الصراع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، التي تشهد نشرا لمجموعتين من حاملات الطائرات في نفس المنطقة.

أما بالنسبة لنشر حاملة الطائرات "جيرالد فورد"، وهي أحدث حاملة طائرات في الأسطول الأمريكي، فإن نصف مجموعتها الضاربة على الأقل تبقى في البحر الأدرياتيكي لضمان الأمن الإقليمي.

ويرافق الحاملة الطراد "نورماندي" والمدمرات "توماس هدنر"، و"راماج"، و"روزفلت"، و"كارني"، وجميعها سفن حديثة نسبيًا من فئة أرلي بيرك.

وبحسب البيانات المقدمة، فإن المجموعة الضاربة للحاملة تعرف باسم "الحاملة الضاربة الثانية عشرة".

وتم نشر المجموعة (12 CSG) في مواقع ومهام مختلفة في شرق البحر المتوسط. بل إن بعضها تمركز خارج شرق البحر، مثل المدمرة "يو إس إس كارني"، التي تم تسجيل مرورها عبر قناة السويس صباح يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول، واعتراضها الصواريخ التي استهدفت إسرائيل بالقرب من البحر الأحمر في وقت لاحق من اليوم ذاته.

ومن غير المعروف ما إذا كان هذا التواجد في البحر الأحمر يرجع إلى معلومات استخباراتية مسبقة حول إطلاق صواريخ أو إذا كان جزءًا من دوريات منتظمة في المنطقة.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول، تم اكتشاف مدمرة أخرى، هي "توماس هودنر"، على بعد 107 كيلومترات من السواحل السعودية في شمال البحر الأحمر، لتنضم إلى الأسطول الخامس وترتبط بحاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس كارني".

ومع ذلك، فإن الانتشار الواسع النطاق للمجموعة الثانية عشرة من حاملات الطائرات في المنطقة لا يشير بالضرورة إلى الاستعداد الأمريكي لتوجيه ضربة عسكرية، بحسب بنيامين.

فتنوع المهام التي قامت بها هذه المجموعة الهجومية أدى إلى بقاء حاملة الطائرات "جيرالد فورد" بمفردها لفترات طويلة، وهو ما أكدته عمليات رصد الأقمار الصناعية المتعددة، ما يشير إلى انخفاض مستوى المخاطر في المنطقة.

وفي سياق متصل، شوهدت حاملة الطائرات "جيرالد فورد" في شرق البحر الأبيض المتوسط يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر، وجرى رصد الحاملة بالقرب من جزيرة كريت باليونان، في 22 أكتوبر/تشرين الأول، على بعد حوالي 1000 كيلومتر من سواحل شرق البحر المتوسط.

ويرى بنيامين أن سيناريوهات قد تفسر إعادة التموضع الأمريكي، منها: إعادة التزود بالوقود من محطة الإمداد اللوجستي التابعة للبحرية الأمريكية في خليج سودا في جزيرة كريت، بسبب غياب سفن الدعم اللوجستي المصاحبة لفرقة العمل 12 في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وثمة احتمال آخر، يتمثل في زيادة تأمين حاملة الطائرات ومجموعتها من خلال الحفاظ على مسافة مريحة من سواحل شرق البحر المتوسط، حيث تتصاعد تهديدات حزب الله اللبناني، الذي يُعتقد أنه يمتلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز قادرة على ضرب حاملة الطائرات، أو على الأقل إتلافها، على مسافة لا تقل عن 600 كيلومتر.

وكشفت صور الأقمار الصناعية أيضًا عن نشاط مكثف لطائرات الاستطلاع والإنذار المبكر الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط، مع مشاهدات متعددة لطائرة الاستطلاع البحري Boeing P-8 Poseidon.

ولم يكن مسار رحلة الطائرة مرئيًا بالكامل على خدمات التتبع؛ إذ قامت بتنشيط وضع التخفي قبل الظهور في شرق البحر المتوسط، ثم اختفت مرة أخرى لتظهر في النهاية بالقرب من جزيرة صقلية بإيطاليا.

ويشير ذلك إلى أن الطائرة تعمل من القاعدة الجوية البحرية الأمريكية "سيغونيلا" في صقلية، بحسب بنيامين، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى مراقبة مسار طيران طائرة أخرى تقوم بمهام مماثلة في 22 أكتوبر/تشرين الأول، ما يوفر نظرة ثاقبة للاعتبارات الاستراتيجية الأمريكية الحالية.

كما يشير المحلل السياسي إلى تسجيل مسار الرحلة الكامل لطائرة استطلاع أمريكية من طراز RC-135V/W Rivet Joint في 22 أكتوبر/تشرين الأول، حيث انطلقت من خليج سودا إلى شرق البحر المتوسط واتخذت مسارًا عموديًا على طول ساحل البحر الشرقي قبل العودة إلى جزيرة كريت.

وتشير كل هذه التفاصيل إلى احتمال تمركز حاملة الطائرات "جيرالد فورد" بالقرب من سواحل جزيرة كريت، حيث لا يعتبر ذلك ضروريا حاليا في أي مكان آخر، مع الاستفادة من رحلات الاستطلاع والإنذار المبكر المتوفرة من قواعد البحر المتوسط وجنوب أوروبا، وهو ما يتماشى مع التحولات الأخيرة في الخطاب السياسي الأمريكي، وفق بنيامين.

وعلى المنوال ذاته، شوهدت طائرات نقل تابعة للقوات الخاصة الأمريكية وهي تقلع من لاجيس فيلد في جزر الأزور بالبرتغال بالقرب من مضيق جبل طارق، وكان آخر موقع تمت ملاحظته بالقرب من ساحل جزيرة كريت.

وتشير هذه التفاصيل إلى احتمال استخدام المنشآت العسكرية والبحرية في جزيرة كريت كموقع قيادة خلفي بينما تستمر المراقبة المستمرة للتطورات الأرضية.

ومع ذلك، يرى بنيامين أن هناك نقطة جديرة بالذكر، وهي أن مجموعة حاملات الطائرات "جيرالد فورد" دخلت مؤقتًا المجال التشغيلي للقيادة الأوروبية (EUCOM) وخرجت من نطاق اختصاص القيادة المركزية الأمريكية، ما يسلط الضوء بشكل رمزي على الأهمية الحاسمة للمسرح الأوروبي لعمليات الأسطول السادس الأمريكي.

يحدث ذلك في الوقت الذي تشير صور الأقمار الصناعية لمجموعة حاملة الطائرات "أيزنهاور" إلى الاتجاه نحو الخليج العربي، ومن المرجح أن تعبر قناة السويس في 3 أو 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قادمة من ميناء نورفولك بولاية فيرجينيا.

وبالتزامن مع الوجود العسكري الأمريكي، ينتشر الجيش البريطاني أيضًا، وهو ما أكده البيان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع البريطانية. وشوهدت سفينتا دعم لوجستي، لايم باي وآرغوس، في القاعدة البحرية البريطانية في ديكيليا، بقبرص، في 20 أكتوبر/تشرين الأول.

وبدا أن الهدف الأساسي للقوات المسلحة البريطانية حاليا هو إجلاء المواطنين البريطانيين في حالة تصاعد الحرب إلى صراع إقليمي موسع.

الانتشار الصيني

من جانب آخر، أرسلت الصين 6 سفن حربية إلى الشرق الأوسط، وأجرت تدريبات مشتركة مع البحرية العمانية قبل التوجه إلى مكان غير معلوم.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، فإن مجموعة المهام الرابعة والأربعين للمرافقة والحماية وصلت إلى غرب خليج عدن في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأجرت تمرينًا تدريبيًا مشتركًا مع مجموعة المرافقة رقم 45 قبل التوجه نحو خليج عمان لإجراء تمرين مشترك مع البحرية العمانية في 11 أكتوبر/تشرين الأول، ثم غادرت المياه العمانية إلى الكويت في 16 أكتوبر/تشرين الأول.

ويشير نشر مجموعات المرافقة البحرية من قبل بحرية الجيش الصيني، بحسب بنيامين، إلى تحول استراتيجي يهدف إلى تحدي هيمنة البحرية الأمريكية في عمليات الأمن البحري الدولية، وهو مجال يقع تقليديًا ضمن اختصاص الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين، ولا سيما المملكة المتحدة وفرنسا. ويشير بنيامين إلى أن تفعيل هذه الاستراتيجية جرى في عام 2021، بالتزامن مع زيادة كبيرة في إنتاج الفرقاطات الصينية، وبالتالي تعزيز قدرة بكين على الأمن البحري المحلي وعمليات النشر في الخارج.

ويرتبط إعطاء الأولوية للشرق الأوسط في عمليات الانتشار البحري بالقاعدة البحرية الصينية الوحيدة في الخارج، والتي تقع في جيبوتي، ويؤكد على الأهمية الاستراتيجية للمنطقة بالنسبة للصين، وخاصة في حماية طرق تجارة النفط.

ويحتفظ الجيش الصيني حاليًا بـ 3 مجموعات مرافقة بحرية، تتكون كل منها من مدمرة، وزوج من الفرقاطات، وسفينة دعم لوجستي. وتم نشر مجموعة المرافقة الرابعة والأربعين في الكويت ومن المقرر إعادة تكليفها بالقرن الأفريقي قبل عودتها المقررة إلى الصين في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وفي الوقت نفسه، تتمركز المجموعة 45 في القرن الأفريقي، وتخطط للعودة إلى الصين بعد إعفائها من قبل المجموعة 44 في نهاية الشهر.

وتم نشر المجموعة 43 في البداية بخليج غينيا في يوليو/تموز الماضي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية الصينية مع دول غرب إفريقيا، ثم أعيد تكليفها بعد ذلك بالمحيط الهادئ اعتبارًا من سبتمبر/أيلول الماضي.

أما بالنسبة لاحتمال نشوب صراع تشمل هذه المجموعات الصينية المرافقة، فإن الاحتمال يظل ضئيلا، حسب تقدير بنيامين، الذي توقع أن تستمر المؤسسة السياسية الصينية في سياستها المتمثلة في عدم المشاركة في الصراعات الدولية.

وإضافة لذلك، فمن غير المرجح أن تعمل هذه المجموعات البحرية خارج جنوب البحر الأحمر، وفي حالة وقوع أعمال عدائية من جانب قوات الحوثيين، فمن المتوقع أن تلتف هذه المجموعات حول مضيق باب المندب لتجنب الاشتباكات غير المقصودة مع القوات الأمريكية.

التوسع الروسي

وفي السياق الأوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أعربت روسيا عن موقف واضح بشكل لم يسبق له مثيل في مشاركتها التاريخية بالمنطقة. وتنقسم هذه السياسة إلى إطارين رئيسيين، هما: إدانة تصرفات إسرائيل بشكل قاطع، والتوظيف الاستراتيجي للخطاب المتعاطف تجاه المحنة الفلسطينية، بهدف إثارة التضامن العربي وبالتالي إطالة أمد الصراع، والامتناع عن المشاركة الاستباقية في أي حل محتمل، حيث أن امتداد الصراع يتماشى مع المصالح الجيوسياسية لروسيا.

وفي هذه البيئة، فإن قيام روسيا بتسيير دوريات استطلاع في البحر الأسود، والتي نفذتها طائرات من طراز ميج 31 مسلحة بصواريخ كينجال، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والقادرة على الوصول إلى أهداف في شرق البحر المتوسط، يخدم غرضين مزدوجين، فهي بمثابة استراتيجية دقيقة لعملياتها المستمرة في أوكرانيا، وفي الوقت ذاته تمثل إشارة تحذيرية من أن التزام روسيا العسكري تجاه أوكرانيا لا يحول دون قدرتها على التدخل في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وإضافة لذلك، وبصرف النظر عن وجود غواصة من طراز "كيلو" تم اكتشافها في مضيق دوفر بالقناة الإنجليزية، في طريقها من البحر الأسود إلى بحر البلطيق، تظل الأنشطة العسكرية الروسية في البحر المتوسط ضعيفة نسبيًا، بحسب بنيامين، مشيرا إلى أن موسكو تحافظ أيضًا على رحلات جوية روتينية من القوقاز إلى إفريقيا عبر منشآتها العسكرية في سوريا.

وبالاستناد إلى رؤى المؤرخ بول كينيدي في كتابه "صعود وسقوط القوى العظمى"، يبدو أنه لا توجد نية علنية لإدخال شرق البحر المتوسط في صراع عالمي، وبدلاً من ذلك، تهدف القوى العالمية الناشئة، مثل روسيا والصين، إلى عزل الولايات المتحدة من خلال استراتيجية "التمدد الإمبراطوري المفرط"، ما يجبر الولايات المتحدة على التراجع الاستراتيجي في كل من المسارح الأوروبية والمحيط الهادئ، وبالتالي خلق فرص لإعادة التشكيل الجيوسياسي.

ولذا يخلص بنيامين إلى أن إدراك الولايات المتحدة لهذه الاستراتيجية الشاملة جعلها تختار "المشاركة الخطابية" في أزمة حرب غزة، مع ميل إلى القيام بدور رسمي "مقيد" في حالة تصاعد الصراع.

المصدر | بيشوي بنيامين/مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط إسرائيل غزة جو بايدن فلاديمير بوتين حماس