إيكونوميست: نصيب الفرد من مياه وكالات الإغاثة في غزة 29 مل

الخميس 9 نوفمبر 2023 07:37 ص

سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي، مشيرة إلى أن نصيب الفرد في غزة من توصيل وكالات الإغاثة لمياه الشرب هو 29 مل فقط.

وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الحياة في غزة، بالنسبة للكثيرين، أصبحت تدور حول المشي والانتظار، إذ يسير الناس إلى صهاريج المياه والآبار، وإلى المخابز، وإلى من لديه بعض الطعام ليوزعه، ثم ينتظرون لساعات في كثير من الأحيان، وفي بعض الأحيان يعودون إلى منازلهم دون مياه أو طعام، وفي الليل ينتظرون الفجر، الذي عادة ما يؤدي إلى هدوء في القصف الإسرائيلي للقطاع، وفرصة للنوم لبضع ساعات،

ويتحمل سكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، أكثر من شهر من الحرب والحصار شبه الكامل، ويعيش بعضهم حالة نزوح لأكثر من شهر مضى. فمنذ 13 أكتوبر/تشرين الأول، طلبت إسرائيل مراراً وتكراراً من سكان شمال غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة أن يهربوا إلى الجنوب، ويعتقد أن حوالي ثلاثة أرباعهم قد استجابوا للتحذير.

وهناك عدد أقل من الضربات الإسرائيلية في جنوب غزة، لكنه ليس آمنًا، ففي 7 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل فلسطيني وأصيب 9 آخرون في غارة على مدرسة في خان يونس، أول مدينة تقع جنوب خط الإخلاء.

ويلجأ معظم النازحين إلى مرافق الأمم المتحدة والمستشفيات والمباني العامة الأخرى، وكلها تكاد تنفجر من الزحام.

وفي مركز التدريب المهني في خان يونس، وهو ملجأ الأمم المتحدة الأكثر ازدحاماً، يملك كل مقيم مساحة شخصية تقل عن مترين مربعين، ويتقاسم كل مرحاض ما لا يقل عن 600 شخص.

وقبل الحرب، كان الشخص العادي في غزة يحصل على 80 لترا من الماء يوميا. وفي حالات الطوارئ، تقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 15 لترًا للشرب والطهي والنظافة. وتبلغ الحصة اليومية النموذجية الآن 3 لترات فقط، معظمها مياه قذرة تأتي من الآبار الزراعية، ولذا أصبح الاستحمام رفاهية لا يمكن تصورها بالنسبة للعديد من سكان غزة، كما أصبح الجفاف شكوى شائعة. ويقول العاملون في مجال الصحة إن هناك آلاف حالات الإسهال الناجمة عن سوء الصرف الصحي.

وتشير "إيكونوميست" أيضا إلى أن الغذاء نادر في القطاع، إذ يكافح المتسوقون للعثور على الأساسيات مثل البيض والأرز وزيت الطهي، ويصطفون طوال الليل أمام عدد قليل من المخابز التي لا تزال تعمل لتأمين بضعة أرغفة من الخبز.

الوجبة النموذجية للغزاوية هي المواد الغذائية الجاهزة للأكل، مثل: التونة المعلبة والبصل النيئ، وربما مع القليل من الخبز، والقليل من الخضروات، وتستخدم بعض الأمهات المياه الملوثة لتحضير حليب الأطفال.

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني، نفى الجيش الإسرائيلي وجود نقص في الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى في غزة، وزعم أن 665 شاحنة تحمل 3000 طن من المواد الغذائية و1.15 مليون لتر من المياه دخلت إلى القطاع منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول.

وتعلق "إيكونوميست" على الإعلان الإسرائيلي: "تبدو الأرقام مثيرة للإعجاب، إلى أن يتم تقسيمها على 2.3 مليون شخص على مدار 18 يومًا. تصل الشحنات إلى 76 جرامًا فقط من الطعام و29 مل من الماء للشخص الواحد يوميًا".

وأشارت المجلة البريطانية إلى أن الوضع أسوأ في شمال غزة، فنحو 300 ألف شخص إما لم يستطيعوا أو لم يستجيبوا لأمر الإخلاء الإسرائيلي. وتكافح وكالات الإغاثة لتوصيل الإمدادات إلى المنطقة، التي عزلتها القوات الإسرائيلية الآن عن الجنوب.

وتقول الأمم المتحدة إنه لا توجد مخابز لا تزال تعمل في الشمال، وأن بعض الفلسطينيين الذين حاولوا الفرار من المنطقة في وقت متأخر وجدوا أن الرحلة محفوفة بالمخاطر، فقد وردت تقارير عديدة عن تعرض مدنيين للقصف أثناء سيرهم.

المصدر | إيكونوميست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة الإغاثة المياه خانيونس الأمم المتحدة