حلفاء إسرائيل الغربيين يطالبونها بإثبات مزاعم مخابئ حماس تحت المستشفيات أو وقف القتال

الخميس 16 نوفمبر 2023 07:56 م

قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل تتعرض لضغوط مكثفة من حلفائها الغربيين لوقف القتال في غزة أو إثبات مزاعمها بوجود مخابئ لحركة المقاومة حماس تحت المرافق الصحية، ولاسيما مستشفى الشفاء أكبر المرافق الصحية في القطاع.

والخميس، واصلت قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي عمليات الاقتحام والتفتيش الوحشية وغير القانونية للمستشفى دون الإعلان عن أدلة دامغة على ادعاءاتها التي وصفتها حركة حماس بالمفبركة.

وفي هذا الصدد، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس أنه من غير المقرر الإعلان في الوقت الحالي عن أي دليل آخر على أنشطة حماس في المستشفى، بعد نشره الأربعاء صور ومقاطع فيديو تظهر مخابئ صغيرة للبنادق وأجهزة الكمبيوتر المحمولة التي حددها الجيش الإسرائيلي على أنها مواد تابعة لحماس.

وخلاف ذلك، ولم يظهر الجيش أدلة على وجود أنفاق أو مركز قيادة قال إنه موجود تحت المستشفى.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الخميس: أستطيع أن أؤكد الآن أن العملية لا تزال مستمرة.. تم الإفراج عن جميع الأدلة القابلة للنشر"

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنود القوات الخاصة يواصلون تفتيش مجمع الشفاء مبنى تلو الآخر، طابقًا تلو الآخر.

وجاء في بيان: "تم تشكيل العملية بناءً على فهمنا لوجود بنية تحتية إرهابية مخفية جيدًا في المجمع".

بدورها، اتهمت حماس إسرائيل بالكذب حول الأدلة على وجود نشاط عسكري لعناصرها داخل مستشفى الشفاء.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة إن إسرائيل فشلت بتقديم دليل ملموس رغم أن "العالم كله" كان يتوقع "أن يُظهر الجيش الإسرائيلي خرائط لمواقع قيادة حماس ومراكز السيطرة".

كما اتهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزّت الرشق، إسرائيل في بيان على تليجرام بـ"تنظيم لعبة مخزية" للدخول إلى المستشفى.

واتهم كل من الرشق والثوابتة إسرائيل بفبركة الأدلة المقدمة من داخل المستشفى.

ووصفت إسرائيل اقتحام المستشفى بأنه مهمة “دقيقة وموجهة” لإبعاد حماس عن أحد مراكز قيادتها الرئيسية.

وقالت إسرائيل إن العملية كانت متوافقة مع القانون الدولي، لأن الجيش أعطى الموظفين إنذارا بأيام لإجلاء المرضى، كما أن أنشطة حماس هناك جردت المستشفى من وضعه المحمي بموجب اتفاقيات جنيف.

وقف إطلاق النار

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله إن إسرائيل كانت تأمل في أن يؤدي اقتحامها المثير للجدل للمستشفى إلى ظهور أدلة دامغة على وجود نشاط مسلح كبير في مجمع الشفاء.

وأضاف الدبلوماسي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الوضع، إن غياب أدلة واضحة حتى الآن دفع الحلفاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى زيادة الضغط على إسرائيل لقبول وقف القتال.

وبحسب الصحيفة فقد كان التوغل في منطقة الشفاء متوقعاً – ومخيفاً – لعدة أيام باعتباره حدثاً فاصلاً في ما يقرب من 6 أسابيع من الحرب المكثفة.

وأدانت الجماعات داعمة لحقوق الإنسان التوغل الإسرائيلي قائلة إن تصرفات جيش الاحتلال تسلط الضوء على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وهي الدعوات التي رفضتها إسرائيل والولايات المتحدة.

وحذرت جماعات الإغاثة من أن غارة مستشفى الشفاء أدت إلى تفاقم انهيار الرعاية الطبية المتاحة داخل القطاع.

وقال محمد زقوت، رئيس شبكة مستشفيات غزة والذي لا يتواجد في المستشفى، إن انقطاع الاتصالات منع فريقه من تحديد حالة وموقع حوالي 650 مريضاً في مستشفى الشفاء، بينهم أطفال ومرضى غسيل الكلى في حالة خطيرة.

وقال في اتصال هاتفي: "نحاول منذ الصباح التواصل والتنسيق مع الصليب الأحمر لنقلهم إلى مستشفيات جنوب قطاع غزة، لكن لا نتيجة حتى الآن".

وأضاف: "نحاول إخراج بعضهم إلى مصر، لكن لا يوجد تنسيق أيضًا حتى الآن، وهذا يعرض حياتهم للخطر".

تقديم أدلة

وذكرت الصحيفة أن الاستراتيجيين الإسرائيليين كانوا يأملون أن تؤدي العملية البرية على قلب مدينة غزة إلى الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن.

ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون علناً على التقارير التي تفيد بأن الجماعة المسلحة وافقت على إطلاق سراح بعض الأسرى، ربما 50، مقابل هدنة إنسانية لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام والإفراج عن عدد غير محدد من سجناء حماس المحتجزين لدى إسرائيل.

وقال معلقون في إسرائيل إن الجيش سيحتاج إلى تقديم المزيد من الأدلة لدعم التأكيدات على أن الشفاء كانت معقلا لحماس لأكثر من عقد من الزمن، وهو ما نفاه الأطباء العاملون هناك.

صدع سياسي

في حين أن التأييد للحرب لا يزال مرتفعا بين الجمهور الإسرائيلي، يبدو أن الصدع السياسي اتسع يوم الخميس مع المطالبة بتنحي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ودعا زعيم المعارضة يائير لابيد، للمرة الأولى، حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إلى استبداله كرئيس للحزب، وهو ما يعني إقالته من منصب رئيس الوزراء دون الحاجة إلى إجراء انتخابات جديدة.

  وقال لابيد إن أحزاب المعارضة ستكون مستعدة للعمل في حكومة مع الليكود تحت قيادة مختلفة.

وقال لابيد في مقابلة مع محطة إخبارية إسرائيلية: "عليه أن يرحل الآن لأننا لا نستطيع، من حيث الأمن والمجتمع، تحمل رئيس وزراء فقد ثقة الجمهور".

وكان الغضب من نتنياهو مرتفعا حتى أن بعض أنصاره ألقوا اللوم عليه في الفشل في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم وسياسته طويلة الأمد المتمثلة في دعم حماس في المقام الأول، في محاولة استراتيجية فاشلة منه لزرع الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت في الأسابيع التي تلت الهجوم أن ثلثي الإسرائيليين يريدون استبدال نتنياهو. ويتزايد التأييد لبيني جانتس، المنافس الرئيسي لنتنياهو الذي انضم إليه في تشرين الأول/أكتوبر على رأس حكومة حرب الطوارئ.

المصدر | واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مجمع الشفاء مخابئ حماس مزاعم إسرائيل ضغوط غربية وقف القتال بين إسرائيل وحماس