ما حدث بالموصل "لعب أطفال" بالنسبة لما يحدث بغزة.. كاتبة أمريكية تطرح 7 اختلافات حاسمة

الجمعة 17 نوفمبر 2023 06:24 م

ما حدث في الموصل عام 2016 مقارنة بما يحدث في غزة الآن هو "لعب أطفال"، ومقارنة المعركتين في تقارير وتحليلات هي مجرد "محاولات كسولة وغير منطقية"، هكذا ترى الصحفية الأمريكية أروى ديمون، بحكم معايشتها لعملية اقتحام الموصل من قبل قوات عراقية بغطاء جوي أمريكي كاسح في عام 2016 لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها للأبد.

أروى ديمون دونت وجهة نظرها القائمة على التجربة، في تقرير نشرته بموقع "المونيتور"، وخلصت إلى أن غزة لا تتشابه أبدا مع الموصل، إلا في حصيلة القتلى من المدنيين، وفي هذه أيضا تتفوق غزة، التي سقط فيها ما لا يقل عن 11500 شهيدا بعد مرور نحو 6 أسابيع فقط، وهو نفس العدد – تقريبا – الذي سقط في الموصل، ولكن على مدار حوالي عام.

اختلافات حاسمة

وتقول الكاتبة إنها كانت مراسلة في شبكة "CNN" الأمريكية، ورافقت طلائع القوات العراقية التي كانت تقتحم الموصل، آنذاك، وهي تقر بوجود أمور متشابهة بين معركتي الموصل 2016 وغزة 2023، لكن هناك أيضا "اختلافات حاسمة"، تغفلها ما وصفتها ـ"المقارنات الكسولة" بين الحالتين.

ولكن ما هي هذه الاختلافات؟

الاختلاف الأول: 3 سنوات مقابل 30

تقول الكاتبة إنه كان لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" نحو 3 سنوات فقط في الموصل لإنشاء شبكته الدفاعية تحت الأرض، لكن "حماس" في غزة كان لديها نحو 30 عاما للإعداد لهذه المعركة على أرضها التي تتجذر بها وتنحدر منها ولم تأت لها من  الخارج، مثل تنظيم "الدولة" الذي جاء للموصل من عدة جنسيات حول العالم.

ووفقا لما سبق، تقول أروى ديمون فإن ما تواجهه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة سيجعل ما واجهته القوات العراقية على الأرض في الموصل يبدو وكأنه "لعبة أطفال".

الاختلاف الثاني: لا احتجاز للمدنيين

في الموصل، تقول الكاتبة، إن مسلحي تنظيم "الدولة" احتجزوا حوالي مليون مدني كرهائن؛ في كثير من الحالات احتجزوهم حرفيًا تحت تهديد السلاح، وهذا معروف من قصص الناجين، ومن بينهم عائلات تقول أروى إنها التقت بها في الموصل بعد أن انقشع الغبار.

لكن، في حالة غزة، لا يستطيع أحد أن يقول – ولو همسا – بأن "حماس" احتجزت المدنيين تحت تهديد السلاح، حيث شاهد الجميع عشرات الآلاف من سكان شمالي غزة يفرون إلى الجنوب، دون أن تعترضهم "حماس"، لكن المشكلة هو أن الجنوب أيضا يتعرض لقصف وإبادة.

الاختلاف الثالث: لا طريق لهروب المدنيين أو المقاتلين

في الموصل، كان هناك طريق هروب تم تركه عمدا للمدنيين وحتى مقاتلي تنظيم "الدولة" الذين أرادوا الفرار من المعركة، إلى الصحراء أو مدن أخرى كان التنظيم لا يزال مسيطرا عليها.

لكن هذا الخيار غير موجود في غزة، كما تقول الكاتبة، بسبب محاصرتها وغلق كافة منافذها مع جيرانها، لذلك لن يكون أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى سحق القطاع بمن فيه، في حال أراد هزيمة "حماس"، لكنه سيواجه قوة لن تستسلم، لأنه ببساطة لا يوجد مكان سيفرون إليه.

الاختلاف الرابع: الأسرى

لم تكن القوات الأمريكية والدولية التي صبت حمم طائراتها على الموصل تواجه ديناميكية الأسرى المعقدة التي يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث تحتجز المقاومة عشرات الأسرى الإسرائيليين والأجانب منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إن أهالي الأسرى المتواجدين في غزة، يشعرون بالقلق على نحو متزايد بشأن مصير أحبائهم، ويدركون تمام الإدراك أن القنابل التي تسقط على غزة قد تودي أيضاً بحياة الرهائن.

الاختلاف الخامس: حصار غزة

ولعل أحد أبرز الاختلافات بين الحملتين يمكن رؤيته في حصار غزة، حيث عمدت إسرائيل إلى قطع المياه والغذاء والكهرباء والإمدادات الطبية والوقود عن 2.3 مليون شخص، وهو ما لم تفعله القوات الأمريكية أو العراقية مع أهالي الموصل.

وتعلق أروى ديمون على ذلك بالقول: "طوال العقدين اللذين قضيتهما في تغطية الحرب، لم أسمع قط عن دولة قومية منتخبة ديمقراطيًا (إسرائيل) تتخذ مثل هذا الإجراء ضد السكان المدنيين".

وبحسب الكاتبة، شهدت معركة الموصل تطويق القوات العراقية المهاجمة للمدينة، لكنها لم تكن على الإطلاق قريبة من التسبب في هذا المستوى من الأزمة الإنسانية.

ولم يتم قطع الماء والكهرباء، وتمكن الناجون من القنابل والحرب البرية من الوصول إلى المساعدات الإنسانية والمأوى.

الاختلاف السادس: "حماس" ليست تنظيم "الدولة"

وفق ما تقوله الكاتبة الأمريكية، فإن "حماس" ليست مثل تنظيم "الدولة" ولا حتى قريبة منه، حيث صعدت "حماس" للواجهة واكتسبت القوة والشعبية كرد فعل على احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وقمعها للسكان الفلسطينيين.

وتضيف: على هذا النحو، لا يمكن مقارنة علاقة حماس بسكان غزة بتنظيم "الدولة" وعلاقته بالشعب الذي كان يحكمه.

بالإضافة إلى ذلك، هناك دول لها علاقة بـ"حماس"، مثل مصر وتركيا.

ويقع المقر السياسي لـ"حماس" في قطر، وهو مكتب أنشئ عام 2012 بمباركة الولايات المتحدة.

الاختلاف السابع: ما بعد الحرب

هنا، تقول الكاتبة إنه بخلاف الهدف المعلن المتمثل في القضاء على "حماس"، هناك نقص مخيف في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب من جانب إسرائيل، وهو ما يرى العديد من الخبراء العسكريين أنه لا يقل أهمية عن العمليات العسكرية نفسها.

وتضيف: في الموصل، كانت هناك حكومة عراقية يتم التنسيق معها؛ معيب وفوضوي، نعم، لكنه كان موجودا.

لكن في غزة، لا يوجد شريك محلي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا تنسق تل أبيب مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

لا يوجد ما يعادل الجيش العراقي ولا توجد قوة فلسطينية - ناهيك عن قوة يمكن الشراكة معها أو تسليم المهام لتأمين "السلام"، على افتراض أنه في نهاية الأمر، سيتبقى أي شيء من غزة لتأمينه.

التشابه الأبرز: حرب غزة مثل غزو العراق

وفي الأخير، ترى الكاتبة أن أكثر ما يميز حرب غزة الحالية فهو أنها تشبه الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والذي خلق تداعيات كارثية، بسبب مقتل مئات الآلاف من المدنيين.

وتضيف: "كانت سياسة مكافحة الإرهاب التي انتهجتها أمريكا في العراق عبارة عن فوضى متواضعة في أحسن الأحوال، حيث فشلت على مر السنين في الأخذ في الاعتبار الدوافع الرئيسية التي دفعت الناس إلى حمل السلاح والانضمام إلى التمرد، مثثل تنظيم القاعدة، ثم تنظيم الدولة الإسلامية في وقت لاحق".

وتردف: "إن أفضل وسيلة لضمان الدعم لمنظمة مسلحة هي قتل المدنيين وتدمير الأمل، وهو ما تفعله إسرائيل حاليا في غزة".

المصدر | أروى ديمون / المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة الموصل حماس داعش تنظيم الدولة الإسلامية معركة الموصل معركة غزة

محرقة غزة.. شهداء القصف الإسرائيلي يتجاوزون 12 ألفا بينهم 5 آلاف طفل