معهد بريطاني: تدمير حماس خط أحمر لحزب الله.. وحرب 2006 ستكون نزهة مقارنة بما قد يحدث

السبت 18 نوفمبر 2023 01:22 م

"ما دامت إسرائيل ملتزمة بتدمير حماس، فإن حزب الله سوف يبقي إصبعه على الزناد، وخط حزب الله الأحمر هو تدمير المنظمة الفلسطينية الإسلامية القوية"، هكذا يلخص بلال صعب، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد "تشاتام هاوس" البريطاني، الوضع فيما يتعلق بالقلق المتنامي إقليميا ودوليا من إمكانية انخراط "حزب الله" اللبناني في الحرب الحالية.

ويقول الكاتب إن الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله يقود جيشا يضم أكثر من 100 ألف مقاتل متفانين ومتمرسين في القتال ومجهزين بآلاف الصواريخ والقذائف والطائرات المسلحة بدون طيار التي يمكنها ضرب أهداف في عمق إسرائيل بدقة كبيرة، لذلك فهو يلهم ويحظى بولاء الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء العالم العربي.

نوايا حسن نصر الله

ويضيف: "لذا، فعندما يقول حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني وأقوى جهة فاعلة غير حكومية في العالم، إنه لا يرغب في توسيع نطاق الحرب في غزة لمساعدة حليفته الفلسطينية حماس، ينبغي على المنطقة أن تتنفس الصعداء".

لكن نوايا نصر الله وحدها لا تكفي لمنع التصعيد الإقليمي، حيث يتبقى أهمية استعداد إسرائيل لتجنب مثل هذه الحرب الكارثية، ومع ذلك فإن الأمر غير مضمون، قياسا إلى حكومة الحرب المتطرفة الإسرائيلية الحالية.

ويرى الكاتب أن هناك أشخاص في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف جالانت، يريدون معاقبة "حزب الله" بشكل أكثر صرامة بسبب قصفه المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود.

وعلى نحو أكثر طموحاً، فإنهم يرون أيضاً فرصة لتحييد التهديد الذي تواجهه الجبهة الشمالية لإسرائيل مرة واحدة وإلى الأبد.

ولم يتوصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى هذا الاستنتاج بعد، ولكن إذا هدد جالانت وآخرون بالاستقالة بسبب هذه القضية، فقد يغير رأيه لضمان بقائه السياسي.

جيش الاحتلال يدفع للحرب

وداخل قوات جيش الاحتلال، يعتقد العديد من كبار الضباط أن الحرب في الشمال أمر لا مفر منه، الأمر الذي يزيد من احتمالات توجيه ضربة إسرائيلية استباقية، مما يؤدي إلى رد فعل قوي من "حزب الله"، كما يقول الكاتب.

ويضيف: لكن آخر ما يريده الرئيس بايدن خلال موسم إعادة انتخابه هو حرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى الصراع وتؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إيران.

ولن يكون هذا الأمر فظيعاً من الناحية الاستراتيجية فحسب، بل من الناحية السياسية أيضاً، ولذلك تمارس الدائرة الانتخابية التقدمية لبايدن بالفعل ضغوطًا شديدة على إدارته لإنهاء الحرب في غزة.

وفي محاولة لردع "حزب الله" عن شن هجمات أكثر دموية ضد شمالي الأراضي المحتلة، أمر بايدن بنشر كمية كبيرة من الأصول العسكرية الإضافية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة طائرات وسفن حربية وسفينة تعمل بالطاقة النووية ومروحيات هجومية وطائرات مقاتلة و5 آلاف من مشاة البحرية.

التزام ليس ثابت

ويرى الكاتب أن التزام حسن نصر الله بعدم التصعيد ليس ثابتا على حجر، وهو كان واضحاً في هذا الشأن في خطاباته الأخيرة في 3 و11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وليس هناك سبب للاعتقاد بأنه كان يخادع.

ويؤكد أن خط حسن نصر الله الأحمر سيكون تدمير "حماس" كمنظمة عسكري في غزة، وكلما اقتربت إسرائيل من تحقيق هذا الهدف، كلما زاد احتمال أن يأمر نصر الله قواته بتكثيف هجماتها ضد دولة الاحتلال وتوسيع نطاق الحرب.

وبغض النظر عن نوايا إسرائيل و"حزب الله"، فإن التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية مرتفعة بالفعل.

فقد قُتل 10 جنود ومدنيين إسرائيليين، وكذلك 70 مقاتلاً من "حزب الله" و10 مدنيين لبنانيين، نتيجة القصف.

ويتزايد أيضًا عمق وتعقيد الهجمات التي ينفذها الطرفان.

وقد اتسع نطاق المواجهة من ميل واحد إلى 25 ميلاً في غضون أسابيع.

الحرب الجديدة ستكون شرسة

ويقول بلال صعب إن فرص سوء التقدير والحوادث لا حصر لها، وعلى سبيل المثال، في عام 2006، لم يكن "حزب الله" ولا إسرائيل راغبين في الحرب، لكن انتهى بهم الأمر إلى الاشتباك بشراسة في صراع دام 34 يوماً.

وألحقت إسرائيل أضرارا جسيمة بالبنية التحتية المدنية اللبنانية وشردت ما يقرب من مليون لبناني.

وضرب حزب الله أهدافا في عمق إسرائيل وأدى إلى إجلاء ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي. وأدى الصراع إلى مقتل 1300 لبناني و165 إسرائيليا.

ويقول الكاتب مستدركا: إن حرب 2006 تلك ستكون ضئيلة مقارنة بأي حرب محتملة قادمة، وذلك بسبب القدرات العسكرية التي تحسنت كثيراً لدى "حزب الله"، والميول اليمينية المتطرفة لدى الساسة الحاكمين في إسرائيل.

ماذا عن إيران؟

يقول الكاتب إن إيران لديها مصلحة في الحفاظ على قوة الردع الاستراتيجية لــ"حزب الله" ضد أي ضربة إسرائيلية لبرنامج إيران النووي، وهي تفضل ألا ترى حليفها اللبناني يضعف أو ينزع سلاحه بعد قتال مع إسرائيل.

لكن إيران لا تملك سيطرة صارمة على "حزب الله"، ولم تكن قادرة على منعه من قتال إسرائيل في عام 2006.

ويحافظ أعضاء شبكة وكلاء إيران ــ في اليمن، والعراق، والبحرين، وسوريا، وفلسطين، ولبنان ــ على درجة كافية من الاستقلال العملياتي، وخاصة أثناء الحرب.

ولهذه الجهات الفاعلة حساباتها وتفضيلاتها المحلية الخاصة التي تتوافق في الغالب مع رغبات إيران الاستراتيجية، كما يقول الكاتب.

ويردف: لذلك عندما تنشر الولايات المتحدة المزيد من القوة النارية في الشرق الأوسط لإرسال رسالة قوية إلى إيران لكبح جماح حزب الله، فليس من الواضح على الإطلاق أن ذلك سينجح.

ويرى أن "حزب الله" يستطيع  أن يتخذ قراراته بنفسه، وخاصة إذا أدرك أن سلامته معرضة للخطر، وهو يعلم أيضا أن القادة الإسرائيليين قادرون على تدمير لبنان، كما فعلوا في عام 2006.

دور أمريكي مفترض

ويقلول بلال صعب إنه من الأهمية بمكان أن تبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لمنع حرب مدمرة أخرى بين "حزب الله" وإسرائيل.

ويضيف: "استقرار الشرق الأوسط برمته على المحك، ومن الممكن أن تؤدي الدبلوماسية الأمريكية الأكثر فعالية لتحقيق تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل إلى نزع فتيل الأمور قليلاً على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

ويختم بالقول: "لكن هذا قد لا يكون كافيا، وما دامت إسرائيل ملتزمة بتدمير حماس، فإن حزب الله سوف يبقي إصبعه على الزناد".

المصدر | بلال صعب / تشاتام هاوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حزب الله حماس لبنان غزة حسن نصر الله حرب 2006

نحو حرب أكثر تدميرا.. إسرائيل تستفز "حزب الله" بضربة في عمق لبنان

أحدهما "ساعة الحساب".. هدفان لنتنياهو من التصعيد مع حزب الله

لتورطه في المجازر.. بريطانيات مع أطفالهن يقتحمن مصنعا يزود إسرائيل بالأسلحة

محلل عسكري: 5 أسباب تمنع تسوية غزة بالأرض من الجو