أفاد موقع "ميدل إيست مونيتور"، الخميس، بأن قناة TV5Monde الفرنسية فصلت المذيع التليفزيوني ذي الأصل الجزائري، محمد قاسي، بسبب طرحه سلسلة من الأسئلة على المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفرنسية حول الوضع الإنساني في غزة ومقارنته بين الأعمال العسكرية لإسرائيل وحركة حماس.

وخلال المقابلة، سأل قاسي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أوليفييه رافوفيتش، عن ما إذا كان بإمكان إسرائيل تنفيذ عمليات ضد حماس دون مداهمة المستشفيات أو قتل المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي والقواعد الإنسانية، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".

كما سأل قاسي ضيفه عن ما إذا كان يرى أن اقتحام المستشفيات في غزة جريمة حرب، وبعد أخذ ورد قال رافوفتيش إن "حركة حماس قتلت الأطفال والنساء واقتحمت بيوتاً وسرقتها"، فرد عليه قاسي سائلاً: "هل تقول إذاً أنكم تتصرفون مثل حركة حماس؟".

وأثار رد قاسي غضب رافوفيتش، الذي انحرف عن موقفه، واتهم حماس بذبح المدنيين، وشكك في حياد المذيع، قائلاً إنه يتحدث كسياسي وليس كصحفي.

وإزاء ذلك، قررت إدارة القناة الفرنسية فصل قاسي من العمل في خطوة أثارت الكثير من القلق حول حرية الصحافة في أوروبا.

وفور انتهاء المقابلة، بدأ مناصرو الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا بحملة ضد قاسي وضد القناة التي أصدرت اليوم بياناً، انتقدت فيه أداء الإعلامي، الذي فصلته فيما بعد.

وجاء في البيان: "في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، حل أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، أوليفييه رافوفيتش، ضيفًا على برنامج 64’ Le Monde en Français، للحديث عن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وبشكل خاص التي استهدفت مستشفى الشفاء. وفي نهاية المقابلة التي أجراها مقدم الحلقة محمد قاسي، لم يتم احترام القواعد الصحافية المطبقة على أي مقابلة. وأدى ذلك إلى إعطاء انطباع، في السؤال الأخير، بأن أساليب عمل الجيش الإسرائيلي تعادل استراتيجيات حركة حماس، وهي منظمة تعتبرها العديد من الدول إرهابية".

وأشار البيان إلى أن "المقابلة لم تنته وفقًا لمعايير التحكم في الهواء، بل انتهت بشكل مفاجئ جدًا، وهو ما يأسف له قسم الأخبار في TV5 MONDE بشدة".

وتعهد القناة الفرنسية باتخاذ "جميع التدابير اللازمة لضمان استمرار التغطية المتوازنة في سياق التوتر الكبير".