وسط التحديات.. هل تستطيع أوبك+ تعزيز أسعار النفط خلال العام المقبل؟

الجمعة 8 ديسمبر 2023 05:00 م

خيب تحالف "أوبك+" الآمال من خلال الإعلان عن التخفيضات الطوعية من العديد من المنتجين، وفشلهم في الاتفاق على تخفيض العرض على مستوى المجموعة، على الأقل للربع الأول من عام 2024، عندما يكون الطلب عادةً في أدنى مستوياته.

هرع التحالف وأبرز أعضائه، السعودية وروسيا، إلى تهدئة السوق، حيث كانت أسعار النفط تنزلق بالفعل في أعقاب الاجتماع الأسبوع الماضي، أن "أوبك+" يمكن أن يتدخل مرة أخرى، وتوسيع أو تعميق التخفيضات في حالة توزيع أرصدة الطلب.

واتفق كبار منتجي النفط في "أوبك+"، الخميس الماضي، على تخفيضات طوعية للإنتاج بإجمالي نحو 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف بيان للمنظمة أنه بعد الربع الأول، ستعود أحجام إنتاج النفط التي خفضتها دول "أوبك+" تدريجياً إلى السوق العالمية، اعتماداً على وضع السوق.

وبعد أسبوع من اجتماع التحالف، بلغت الأسعار أدنى مستوى لها في 6 أشهر، الأربعاء، وسط مخزونات الولايات المتحدة، ومخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، ومخاوف من إضعاف نمو الطلب على النفط العالمي.

ووفق تقرير لموقع "أويل برايس"، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه يتعين على "أوبك+"، مواجهة كل تلك الإشارات والتركيز على الطلب بدلاً من العرض.

وكان وزير الطاقة السعودية الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قال الإثنين، إن تخفيضات إنتاج "أوبك+" قد تمتد إلى ما بعد مارس/آذار 2024، إذا كان السوق يتطلب ذلك.

كما انتقد وزير الطاقة السعودي المعلقين لفشلهم في فهم صفقة الإخراج، وتوقع أن يغير الجميع قناعته "بمجرد أن يروا حقيقة الصفقة".

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك، إن مجموعة "أوبك+" مستعدة لتخلف تدابير إضافية، وتعميق التخفيضات في إنتاج النفط، لتجنب التقلب والتكهنات في السوق.

نظرًا لأن "الاستقرار" هو كلمة "أوبك+" المفضلة لدعم أسعار النفط، فقد يحاول التحالف التدخل مرة أخرى إذا انزلقت الأسعار، وتحولت إلى خيبة أمل، وفق "أويل برايس".

ولكن كما أظهر اجتماع الأسبوع الماضي، فإن الخلافات في "أوبك+" تتعمق، وقد يكون الوصول إلى قرار بالإجماع أكثر صعوبة في الوصول إلى العام المقبل.

وعلى أي حال، فإن إدارة سوق النفط من "أوبك+" ستكون مفتاحًا للمكان الذي ستذهب فيه الأسعار في العام المقبل، كما كتب وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "ING"، في مذكرة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال باترسون: "تعتمد نظرة سوق النفط إلى حد كبير على سياسة (أوبك+)".

وتابع: "التخفيضات التي تم الإعلان عنها ستكون كافية لمحو الفائض المتوقع سابقًا في السوق للربع الأول من عام 2024".

وزاد باترسون: "ومع ذلك، لا يزال توازننا يظهر فائضًا صغيرًا في 2Q24، مما يعني أن السوق متوازنة إلى حد كبير.. وهذا يمكن أن يتغير ومن المحتمل أن يتغير، اعتمادًا على كيفية تفكيك أعضاء (أوبك+) في استرخاء هذه التخفيضات الطوعية".

وبعد أسبوع من اجتماع "أوبك+"، وأحدث إعلانات التخفيضات في الإنتاج، فقدت أسعار النفط حوالي 10%، حيث كان السوق يتوقع تخفيضًا أكبر في الإمداد، وقد تم تسعيره بالفعل في نوع من التخفيضات.

يشار إلى أن المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، وارتفاع إنتاج النفط الخام الأمريكي، وارتفاع المخزونات التجارية الأمريكية والصادرات الخام، قد تم وزنها جميعها على الأسعار.

ووفق "أويل برايس"، يواجه "أوبك+" نفس المعضلة القديمة، وهو كيفية مواجهة الإنتاج الأمريكي المتزايد، ومنعه من كشف جهود التحالف لدعم الأسعار.

من جانبه، صرح بول سانكي من شركة "سانكي" للأبحاث لشبكة "سي إن بي سي"، بعد اجتماع "أوبك+"،، بأن إنتاج النفط الأمريكي المرتفع يمثل "مشكلة كبيرة" للتحالف.

وأضاف سانكي أن "الحلّ بالنسبة للمملكة العربية السعودية قد يكون مجرد التخلص من الإنتاج المرتفع من خارج أوبك بلس عن طريق إغراق السوق بالنفط الخام وبالتالي انخفاض أسعار النفط إلى مستويات أقل من عتبة الربح الأمريكي".

ويُعتقد أن السعودية لديها طاقة إنتاجية تبلغ نحو 11.5 مليون برميل يوميا، وتنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل يوميا.

لهذا السبب، يمكن للسعودية زيادة إنتاجها النفطي بنحو 2.5 مليون برميل يوميا، إذا قررت ذلك، في غضون 6 أشهر، وذلك حسب تقديرات سانكي.

وأوضح أن إغراق السعوديين السوق بالنفط لا يعد أمرًا مفاجئًا، فقد اتبعت هذه الخطة في سنة 2014 ومرة أخرى في حرب الأسعار في أوائل جائحة (كوفيد) في سنة 2020، عندما أصبحت أسعار خام غرب تكساس الوسيط سلبية.

ولهذا السبب، أقر سانكي بأن ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي أصبح "مشكلة حقيقية لـ(أوبك+)".

وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة يوم الخميس، سجل إنتاج النفط الخام الأمريكي رقما قياسيا شهريا جديدا بلغ 13.236 مليون برميل يوميا في أيلول/سبتمبر.

فيما أوضح فرانسيسكو بلانش رئيس أبحاث السلع العالمية والمشتقات في "بنك أمريكا"، أن "النمو لم يكن مصحوبا بإنتاج الحوض البرمي. إننا نشهد ازدهار العديد من أحواض النفط الصخري".

واختتم تقرير "أويل برايس"، تقريره بالقول: "سيتعين على (أوبك+) التعامل مع العديد من المتغيرات في سياسات إدارة السوق العام المقبل، بما في ذلك التهديد الجديد لحصتها في السوق من ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة وغير (أوبك+)".

((5))

المصدر | أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط النفط أوبك أوبك+ إمدادات أمريكا

رغم مخاوف تخمة المعروض.. النفط يواصل مكاسبه

ضبط الأسعار.. تحد كبير يواجه تحالف أوبك+