كيف دفعت هجمات 7 أكتوبر المجتمع الإسرائيلي للتحول نحو القلق والخوف؟

الخميس 14 ديسمبر 2023 09:53 م

الأطفال الإسرائيليون الذين كانوا يتمتعون بحرية التجول لفترة طويلة، أصبحوا الآن تحت حراسة روتينية، وارتفعت طلبات ترخيص السلاح بمقدار 8 أضعاف، كما أن دورات تعليم طرق الدفاع عن النفس باتت مكتظة.

هكذا يسلط تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، ترجمه "الخليج الجديد"، الضوء على التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي بعد هجوم "حماس" الكبير في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مستوطنات غلاف غزة، والذي تحول إلى حرب على القطاع.

ويقول التقرير، إن مشاهد الهجوم لا تزال تطارد المجتمع الإسرائيلي، الذي تمتع خلال الـ15 الماضية بفترة من الهدوء والازدهار.

ويشير التقرير إلى أن الإسرائيليين أصيبوا بصدمة نفسية بسبب الخوف من أن الآلاف من مسلحي "حماس" قد يعاودون الكرة مرة أخرى، ويعبرون الحدود، وأن أجهزتهم الأمنية قد تفشل مرة أخرى في التصدي لهم.

وفي الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر/تشرين الأول، خشي بعض الناس أن يكون بعض ناشطي "حماس" قد توجهوا شمالاً، وفي تل أبيب امتلأت الخطوط الساخنة بمكالمات حول شخصيات مشبوهة.

وفقا لإحصاءات رسمية، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على تراخيص السلاح خلال الشهرين الماضيين إلى 260 ألف شخص، مع تجاوز حجم الطلبات اليومية تلك التي تم تلقيها كل أسبوع قبل بدء الحرب.

وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية وسعت نطاق الأهلية للحصول على الرخصة، فإن معايير الموافقة لا تزال صارمة، وفقا للتقرير، حيث جرى قبول 26 ألف طلب خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، بينما رفضت طلبات 16 ألف آخرين لعدم صلاحيتهم لحمل سلاح ناري.

تقول تارا، شابة تعيش في القدس، وطلبت عدم استخدام اسمها الكامل، وهي واحدة من كثيرات ممن حصلن على رخصة سلاح: "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أشعر بجنون العظمة أكثر بكثير.. إذا كنت عند الإشارة الحمراء فلا أدير ظهري لأي شخص".

من جانبه، يفسر أستاذ الدراسات المستقبلية في جامعة بار إيلان ديفيد باسيغ، الطريقة التي يسارع بها المواطنون العاديون إلى تسليح أنفسهم، بالقول: "هذا رد فعل طبيعي على الصدمة التي نمر بها".

ويضيف أنه كان يحمل سلاحا منذ 35 عاما، وكان محفوظا في مكان مغلق، باستثناء جلسات التدريب الإلزامية، متابعا: "أما الآن أنا أتجول به".

وعلى الرغم من أن نسبة السكان الذين يحملون الأسلحة ستظل أقل بكثير من العديد من البلدان الأخرى، حيث تقترب من 2%، مقارنة بـ 32% في الولايات المتحدة، إلا أن المجموعات النسائية وأولئك الذين يدعون إلى التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين أعربوا عن قلقهم وسوف يؤدي الارتفاع إلى مزيد من العنف.

يقول النائب المعارض إيدان رول، إن إصدار أسلحة جديدة يتطلب مراقبة وتنظيمًا وتثقيفًا وثيقًا.

ويضيف رول، النائب عن حزب "يش عتيد" المعارض، أن السماح لمزيد من المواطنين الذين يجتازون التدقيق الحكومي بحمل الأسلحة أمر ضروري لمساعدة الناس على الشعور بالأمان.

ويتابع أن الحكومة قد تلغي التراخيص بمجرد استعادة السلام، قبل أن يزيد: "لا أحد يتوقع أن يكون ذلك قريباً".

وفي شأن مقارب، فإنه في دولة الاحتلال، جرت العادة أن يتم تجهيز المباني بملاجئ للحماية من الصواريخ التي تطلقها الجماعات الفلسطينية كحماس وغيرها.

ولكن نفس هذه الملاجئ تحولت لمصائد للإسرائيليين خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث تحدثت تقارير أنها لم تكن تحتوي على أبواب مقفلة، مما ممكن مسلحي "حماس" الدخول إليها وقتل أو اختطاف من فيها.

الآن، يريد الإسرائيليون أن يعرفوا أن بإمكانهم تأمين غرفهم الآمنة، حتى بدأت العديد من السلطات المحلية في بلدات عدة، باستخدام أقفال مستوردة وأخرى محلية الصنع لاستخدامها في حالات الطوارئ.

وفي مجتمع تسيلافون الصغير في وسط إسرائيل، ابتكر رئيس المجلس المحلي إسحاق أبو قيراط، جهازًا مؤقتًا لقفل الأبواب السميكة والمرهقة، وبدأ في عمل نسخ مع جيرانه.

وقال عن قطع الخشب المجهزة بالجيري والتي تعمل كقفل: "لقد قمنا بتركيبها في 60 منزلاً".

في المقابل، تؤكد منظمات مدنية معنية بمنح دروس الدفاع عن النفس أن نسب الإقبال ارتفعت بشكل مضطرد بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

يقول المدير التنفيذي لمنظمة "إيل هاليف إسرائيل" آدي ويمر، إن المنظمة كانت تركز في السابق على منح الدورات المتعلقة بضحايا العنف الجنسي، لكن على خلفية الطلب المتزايد بدأت باقامة دورات تتعلق بآليات الدفاع عن النفس.

ليس هذا وحسب، فوفقا لـ"بلومبرج"، ظهرت أخيرا فرق مراقبة الأحياء التي تم تشكيلها حديثا، وهي عبارة عن جهد شعبي مدعوم من قبل السلطات المحلية يرتدي أعضاؤها ملابس مميزة.

تسير هذه الفرق دوريات في الشوارع من الساعة الثامنة مساء وحتى منتصف الليل، إما سيرا على الأقدام أو بالدراجات، يحمل أعضاؤها أجهزة اتصال لاسلكية وأسلحة شخصية.

وهناك 50 مجموعة من هذا القبيل في منطقة تل أبيب تضم حوالي 1500 متطوع، كما ظهرت فرق مماثلة في أماكن أخرى أيضًا، وغالبًا ما تدعمها البلديات.

ووفق الوكالة، فقد أنتجت كل هذه التطورات بعض الهدوء، باستثناء البلدات العربية الإسرائيلية، حيث يعاني السكان من قلق أكبر من نظرائهم اليهود، وفقا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي.

من جانبه، يقول المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس دان أورباخ، إن المزاج المظلم للأمة يعكس مستوى من التهديد غير معروف للجمهور الإسرائيلي منذ سنوات عديدة.

ويضيف أن الناس كانوا مدفوعين بالقلق من أن "الجيش الإسرائيلي القوي المزعوم غير قادر على حمايتك، حتى بالمعنى الأساسي".

ويتوقع أورباخ استمرار ذلك بالقول: "سيتبع الخوف والضعف المجتمع لبعض الوقت".

وتظهر استطلاعات الرأي خيبة الأمل تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتحول الدعم إلى زعيم المعارضة الأكثر وسطية بيني غانتس، وهو جزء من حكومة الحرب المشكلة حديثًا.

ولكن هناك شهية قليلة للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، كما حث كثيرون في الخارج.

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل هجمات حماس حماس خوف قلق المجتمع الإسرائيلي

20 ثانية فقط للحصول رخصة السلاح في إسرائيل بعد طوفان الأقصى