كيف تُدار حرب المعلومات في الولايات المتحدة لصالح إسرائيل؟

الخميس 21 ديسمبر 2023 05:35 م

تقوم مجموعة من أكثر من 300 شخصية ذات نفوذ ومؤيدة للصهيونية، بالتنسيق فيما بينها لتوجيه الرأي العام لصالح إسرائيل، والتحكم بتدفق المعلومات ومصادرها، وممارسة الضغوط والابتزاز والتهديد والطرد من العمل من وراء ستار ضدّ معارضي السياسة الإسرائيلية والمتعاطفين مع فلسطين.

هكذا كشف تقرير استقصائي مهم، قام بترجمته مركز "الزيتونة"، مُرفق ببيانات تُنشر للمرة الأولى، أن هذه الشخصيات تضمها مجموعة "واتسآب" يشارك فيها مستثمرون ومسؤولون تنفيذيون وناشطون أمريكيون في وادي السيليكون ومجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى مسؤول حكومي إسرائيلي على الأقل، وأفراداً مرتبطين بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك)، تحمل اسم "مجموعة كيبوتس العالمية للمشاريع الريادية".

وهذه المجموعة تابعة لشركة "المشاريع الريادية"، وهو صندوق استثمار أمريكي إسرائيلي يصف نفسه بأنه "كيبوتس رأسمالي".

والتقرير من إعداد المحققين الصحفيين "جاك بولسون" و"لي فانج"، وقد نُشر على موقع "سابستاك"، قبل أيام.

وتعمل مجموعة "واتسآب" هذه مع مختلف الأطراف على تبادل الأفكار، والتعاون في سبل ما يُسمى "الدفاع عن إسرائيل" في وسائل الإعلام، والأوساط الأكاديمية، وعالم الأعمال.

ويعكس محتوى مجموعة "واتسآب" هذه مدى التنسيق المتزايد بين القوى الداعمة لإسرائيل، في وادي السيليكون وقطاع التكنولوجيا العالمي، وكيفية استغلال إسرائيل وحلفاؤها الأمريكيون لقطاع التكنولوجيا المؤثِّر لحشد الدعم العالمي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، ولتتبّع أي نشاط عالمي داعم للفلسطينيين والضغط لإيقافه أو إفشاله، وللتغطية على جرائمها في القطاع.

وتكشف محادثات المجموعة عن التكتيكات التي يتّبعها أفرادها مع أهدافهم، والتي غالباً ما تكون من العيار الثقيل ومثيرة للجدل، مثل مضايقة منتقدي إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، كما حصل مع رجل الأعمال في وادي السيليكون بول جراهام، وفصل موظفين وأكاديميين في أبرز الجامعات والمؤسسات الأمريكية.

وهناك فرق عمل محددة مهمتها "إقالة الأساتذة الذين يعلمون الأكاذيب لطلابهم"، وفق زعمهم.

وتشمل القائمة أكاديميين في جامعة كورنيل، وجامعة كاليفورنيا ديفيس، والحرم الجامعي لجامعة نيويورك في أبوظبي، وغيرها.

كما يعمل أعضاء المجموعة مباشرة مع مدراء تنفيذيين في مجال التكنولوجيا على مستوى عالٍ لإقالة موظفين مؤيدين للفلسطينيين، وإلغاء المجال للتحدث في الجامعات.

كما حصل عبر الضغط على جامعة ولاية أريزونا لإلغاء مشاركة للنائبة رشيدة طليب في فعالية تقيمها، والضغط على جامعة فيرمونت لإلغاء محاضرة محمد الكرد، وهو كاتب فلسطيني في مجلة "ذا نايشن" والتحقيق في مصادر تمويل الهيئات الطلابية مثل "موديل آراب ليج".

كما ركَّزت العديد من الرسائل في المجموعة على كيفية تشكيل حياة الطلاب في جامعة ستانفورد، بما في ذلك دعم نشطاء مؤيدين لإسرائيل، وتشويه سمعة الصحفيين من جهة والضغط على وسائل الإعلام البارزة من جهة أخرى لإقالتهم ولضبط وتوجيه رسائلهم الصحفية.

وأشارت إلى أنه تمت إقالة كاتب في الموقع الإخباري "فيلي فويس"، ورئيس تحرير موقع "آرت فوروم"، ومتدرب في شركة "آكسل سبرينجر" الألمانية العملاقة، ورئيس تحرير مجلة "إي لايف" مايكل آيزن، وهي مجلة علمية بارزة، بسبب التعبير عن آراء مؤيدة للفلسطينيين.

ومن الجمعيات المؤيدة لإسرائيل، التي قامت بحملات للضغط على وسائل الإعلام الرئيسية لتقديم تغطية إيجابية عن إسرائيل خلال حرب غزة، المركز البريطاني الإسرائيلي للاتصالات والبحوث (بايكوم)، الذي يموّله بوجو زابلودوفيتش، وهو ابن مؤسس شركة أسلحة إسرائيلية مملوكة حالياً من "ألبيت سيستمز".

وتشمل إحدى الجهود الحالية للمركز حملة رسائل إلى أعضاء البرلمان البريطاني، تطالبهم بالتحكم في تغطية "بي بي سي" للصراع.

ومن ضمن الجهود الأخرى لمجموعة "واتسآب"، ضمن دفاعها عن إسرائيل، انتقاد وتشويه صورة منظمات حقوق الإنسان كـ"هيومن رايتس ووتش"، وذلك لانتقاداتها الصريحة لسجل إسرائيل في الأراضي المحتلة وسلوكها العسكري.

كما تدخلت المجموعة بمطالبة شخصيات حكومية باتخاذ إجراءات ضدّ "نتفليكس،  بسبب بثها لفيلم "الفرحة"، والضغط على سوق "أمازون" عبر الإنترنت لإزالة القمصان والسلع الأخرى التي تحمل شعار "من النهر إلى البحر.. ستكون فلسطين حرة".

وأكّدت إحدى المشاركات في مجموعة "واتسآب" أن إنجازات "ديجيتال دوم.آي أو"، التي تبرّعت لها شركة "المشاريع الريادية" بمبالغ كبيرة من المال، وهي مبادرة تروّج لنفسها كنسخة عبر الإنترنت من نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية ، تشمل الرقابة على قنوات "حماس" على تطبيق "تليجرام" الخاص بهواتف "أندرويد"، وذلك من خلال إجبار "تليجرام" على الامتثال لإرشادات "جوجل بلاي".

كما ساعدت شبكة المانحين الواسعة التابعة لشركة "المشاريع الريادية"، أيضاً في تمويل لوحات إعلانية في كندا، وأمريكا، ولندن، ونجحت في تأمين التمويل لبث إعلان تلفزيوني خاص على قنوات رئيسية في برامج "تونايت شو"، و"أم أس أن بي سي"، و"فوكس نيوز"، و"سي إن إن"، يدعو إلى الإفراج عن الأسرى لدى حركة "حماس".

وهذه هي المرة الأولى خلال عملية "طوفان الأقصى"، التي تُكشف فيها بالأسماء عن محادثات داخلية، ما وراء الستار، بين متنفذين أمريكيين داعمين لإسرائيل تفضح تشبيكاتهم وسعيهم للضغط والتأثير والتغيير سواء في الشركات أم الجامعات أم المجال الإعلامي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دعم إسرائيل إسرائيل فلسطين اليهود أمريكا