لا انتصار إسرائيلي وشيك على حماس.. نيويورك تايمز: القضاء عليها هدف غير واقعي

السبت 23 ديسمبر 2023 09:27 ص

التوقعات الإسرائيلية بانتصار وشيك على "حماس" قاتمة، وبات الهدف بالقضاء على الحركة الفلسطينية على المدى القصير "غير واقعي"، وسط توقعات باستمرار القتال في غزة لسنوات.

هكذا يتحدث تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى تخفيض المعلقين السياسيين وبعض الخبراء العسكريين توقعاتهم لـ"تحقيق نصر سريع وحاسم".

وثمة فجوة بين تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب، وواقع ميدان المعركة في قطاع غزة، ففي الوقت الذي يشدد السياسيون على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها، إلا أن الجيش متعثر ولا أحد يريد الاعتراف باستحالة تحقيق أهداف الحرب والقضاء على "حماس"، وفق تقارير عبرية.

ويقول تقرير "نيويورك تايمز"، إن إسرائيل حققت سيطرة عملياتية في بعض المناطق في الشمال، لكن التقدم البطيء دفع بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين البارزين والمعلقين السياسيين إلى الإشارة إلى فجوة آخذة في الاتساع بين الواقع على الأرض وخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وتعهد الأربعاء بأن الحرب "ستستمر حتى يتم القضاء على حماس – حتى النصر".

وينقل عن غابي سيبوني، وهو كولونيل احتياط وزميل في معهد القدس للاستراتيجية والأمن ذي الميول المحافظة: "لا ينبغي لأحد أن يتخيل أنه سيكون هناك موقف حيث نضع العلم على قمة التل ونقول: حسنًا، لقد انتصرنا، والآن ستصبح غزة سلمية وآمنة، لن يحدث ذلك".

ويضيف: "الحقيقة هي أننا سنقاتل في غزة لسنوات مقبلة".

وردد آخرون هذا التقييم، حيث كتب كاتب العمود السياسي بن كاسبيت، في صحيفة "معاريف" العبرية، " “لن تكون هناك (صورة نصر)".

وأضاف بن كاسيت المنتقد منذ فترة طويلة لنتنياهو، أن "إدراك أن القضاء على حماس هو هدف غير واقعي على المدى القصير يتسلل إلى ذهننا".

من جانبه، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، بأن الحملة الإسرائيلية ستكون طويلة "وتتطلب الصبر".

وفي شمال غزة، قال في بيان بالفيديو، إن الجيش "يحقق تدريجيا الأهداف التي حددناها، وأولها تفكيك كتائب حماس وتجريد حماس من قدراتها السرية".

قبل أن يقول كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري، الخميس: "تواصل قواتنا تكثيف العمليات البرية في شمال وجنوب غزة".

وهدف الجيش هو إسقاط حكم "حماس" في غزة، وتدمير أو إضعاف قدراتها العسكرية إلى درجة أنها لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل وإعادة حوالي 120 رهينة ما زالوا في غزة.

ولكن، مع ارتفاع عدد الشهداء في غزة، ودفع المدنيين إلى زاوية جنوبية صغيرة من القطاع، تعرضت إسرائيل لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة ودول أخرى لتقليص عملياتها والانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من القتال في القطاع.

يشار إلى أن كبار قادة حماس تمكنوا حتى الآن من الإفلات من القصف أو الاعتقال، كما واصلت المقاومة في غزة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك صاروخان وصلا إلى تل أبيب وضواحيها هذا الأسبوع.

ورفض عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، تصريحات نتنياهو بشأن القضاء على "حماس"، ووصفها بأنها "سخيفة".

وقال الرشق في بيان الجمعة: "نتنياهو يرفع شعار النصر والقضاء على حماس.. إنه وهم وسراب لن يتحقق، وسيتحطم بصمود شعبنا".

يشار إلى أن إسرائيل استخدمت آلاف الغارات الجوية والقنابل الثقيلة والمدفعية في محاولتها تفكيك "حماس" وبنيتها التحتية.

وقالت وزارة الصحة في غزة الخميس، إن عدد القتلى في غزة تجاوز 20 ألف شخص.

خلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب، استخدمت بانتظام قنابل زنة 2000 رطل، وهي من أكبرها وأكثرها تدميراً، في المناطق التي خصصتها آمنة للمدنيين، وفقًا لتحليل الأدلة المرئية الذي أجرته "نيويورك تايمز".

ولم يذكر الجيش الإسرائيلي سوى القليل عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة، ولكن من خلال شظايا الانفجارات التي تم العثور عليها في شتى المواقع وتحليل لقطات الغارات، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على الجيب المحاصر هي أمريكية الصنع.

وبينما تستخدم العديد من الجيوش الغربية قنابل بهذا الحجم، يقول خبراء الذخائر إن القوات الأمريكية لم تعد تسقطها أبدًا في المناطق المكتظة بالسكان.

وفي معرض الرد على الأسئلة بشأن استخدام هذه القنابل في جنوب غزة، قال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الهم الأول لإسرائيل هو "تدمير حماس"، مضيفا: "يُنظر في الأسئلة من هذا النوع في مرحلة لاحقة".

وزعم أن جيش الاحتلال "يتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين".

ويقول سكان غزة الذين تركوا منازلهم وانتقلوا جنوبًا إنهم لا يشعرون بالأمان هناك، وإنه لا توجد مناطق محظورة على القصف الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى صباح الجمعة 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب مصادر فلسطينية وأممية.

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس إسرائيل الحرب على غزة غوة حرب غزة فلسطين

هل انتصرت حماس في حربها ضد إسرائيل بغزة؟.. ميدل إيست آي: ربما ذلك

رئيس الشاباك السابق: الفلسطينيون لن يستسلموا وإسرائيل لن تخرج بصورة للنصر في غزة