الشايع الكويتية وتبريد الإماراتية توقفان عملياتهما في مصر بسبب أزمة الدولار.. ماذا يعني؟

الأربعاء 17 يناير 2024 07:49 م

تحت ضغط الواقع الاقتصادي وتراجع قيمة الجنيه المصري، أقدمت مجموعة "الشايع" الكويتية إحدى أكبر مشغلي العلامات التجارية للبيع بالتجزئة في الشرق الأوسط، على تقليص كبير لتواجدها في مصر وإغلاق عدد من متاجرها الشهيرة، بينما ألغت الشركة الوطنية للتبريد المركزي الإماراتية "تبريد" عقدا كان مبرما مع المدينة الطبية الجديدة في مصر (كابيتال ميد).

ووفقا لرسالة وصلت إلى موظفي متاجر مجموعة "الشايع" في مصر، قالت المجموعة الكويتية العملاقة إنه "نتيجة الوضع الاقتصادي على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة، والصعوبات التي تواجهها أعمالنا التجارية في مصر، بما في ذلك انخفاض العملة، وضغوط سعر الصرف، والتضخم المرتفع، اضطررنا لاتخاذ القرار الصعب بتقليص عملياتنا في البلاد".

وأضافت الرسالة أن المجموعة قررت سحب العلامة التجارية "دبنهامز" من مصر، سواء لناحية إقفال المتاجر الفعلية أو نشاط التجارة الإلكترونية، بنهاية شهر فبراير/شباط 2024.

كما أبلغتهم المجموعة بقرار إغلاق متاجر أخرى، مثل "ذا بودي شوب"، "مذر كير" ، "بينك بيري"، بينما سيكون هناك إغلاق جزئي لمتاجر "إتش آند أم"، "فيكتوريا سكريت"، "أميريكان ايجل"، "باث آند بادي".

لماذا الإغلاق؟

وأكدت الرسالة أن التحديات الرئيسية التي واجهت العمل في متاجر المجموعة بمصر خلال الفترة الماضية تمثلت في صعوبة الحصول على الدولار، وتحويل الأموال (الأرباح) إلى خارج البلاد.

تأسست مجموعة "الشايع" عام 1890 وتُعتبر من أقدم شركات الكويت، وهي واحدة من أكبر مشغلي العلامات التجارية الشهيرة للبيع بالتجزئة في الشرق الأوسط.

وتدير "الشايع" أكثر من 4000 متجر في جميع أنحاء المنطقة من دبي إلى تركيا وروسيا، وتضم ما يقرب من 70 علامة تجارية. وتشمل بصمتها الرقمية أيضاً أكثر من 100 موقع وتطبيق.

وتوظف الشركة أكثر من 50 ألف شخص.

"تبريد" الإماراتية

بدورها، أعلنت الشركة الوطنية للتبريد المركزي الإماراتية "تبريد"، إلغاء عقد تبريد المناطق المتعلقة بالمدينة الطبية الجديدة في مصر (كابيتال ميد)، الذي تم توقيعه سابقا بين شركة تبريد مصر وإحدى مقدمي خدمات الرعاية الصحية.

وقالت الشركة، في بيان توضيحي لها على سوق أبوظبي للأوراق المالية، إن سبب إلغاء العقد يرجع إلى انخفاض قيمة العملة في مصر.

وأكدت الشركة أن التخارج من المشروع تم بالتراضي قبيل بدء الأعمال فيه.

وأوضحت أن التخارج من المشروع ليس لأي سبب آخر مثل الإخفاق أو الإخلال التعاقدي، موضحة أنها تخارجت من المشروع لكي تتجنب الأثر السلبي المحتمل الذي قد ينتج عن البقاء في المشروع.

وذكرت أن عملياتها التشغيلية متواصلة في مصر، مع التقييم المستمر للفرص المتاحة في هذه السوق الواعدة، التي يمكن من خلالها خلق قيمة لمساهمي الشركة.

وكانت "تبريد" الإماراتية أعلنت في عام 2022، إبرام اتفاقية مع شركة المصريين لخدمات الرعاية الصحية بقيمة 306.4 مليون درهم (84 مليون دولار)، لتقديم خدمات تبريد المناطق لمشروع المدينة الطبية الجديدة (كابيتال ميد) المشروع التابع لشركة المصريين لخدمات الرعاية الصحية.

ماذا يعني ذلك؟

يقول الخبير في إدارة المخاطر المالية ماجد عبيدو، إن قرار مجموعة "الشايع" الكويتية بالتخارج جزئيا من مصر وإغلاق عدد كبير من متاجرها يحمل رسالة سلبية للغاية لأي مستثمر يفكر في الدخول إلى السوق المصرية، كون "الشايع" شركة ضخمة تستطيع تحمل الصدمات، ومع ذلك أعلنت عن تقليص أعمالها بسبب صعوبة تدبير العملة الصعبة والأزمة الاقتصادية في البلاد.

أما قرار "تبريد" الإماراتية إلغاء مشروعها مع (كابيتال ميد)، فهذا يعني أن مصر ستضطر إلى إلغاء المشروع أو استمراره مع تدبير المخصصات التي كانت ستدفعها "تبريد" من داخل مصر، وهو ما يشكل حملا إضافيا على الدولار.

وتعيش مصر وسط أزمة اقتصادية صعبة، تفاقمها التوترات الجيوسياسية في دول محيطة، إلى جانب شح شديد في السيولة الدولارية لديها، بسبب تراجع تحويلات العاملين في الخارج، وإيرادات السياحة، وقناة السويس، والصادرات.

ويبلغ سعر الصرف الرسمي 30.9 جنيه للدولار في البنوك، بينما تجاوز السعر في السوق السوداء مستوى 58 جنيها.

وتنتظر مصر، وفقا لتلك التطورات، خفضا رسميا جديدا لقيمة العملة، وهو ما يعرف بـ"التعويم"، ما يثير مخاوف من موجة تضخمية جديدة بالبلاد بسبب الارتفاع المتوقع الكبير في أسعار السلع والخدمات.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر الأزمة الاقتصادية في مصر أزمة الدولار الدولار مقابل الجنيه الجنيه المصري الشايع الكويتية تبريد الإماراتية

برئاسة محمد الصباح.. مجلس الوزراء الكويتي يعقد أولى جلساته