سفيرة السعودية بأمريكا: لا سلام مع إسرائيل دون وقف النار في غزة والتحرك نحو دولة فلسطينية

الجمعة 19 يناير 2024 07:24 م

السلام مع إسرائيل مشروط بوقف إطلاق النار في غزة، والتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية.. هكذا قالت سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس".

وقالت الأميرة السعودية، الخميس، إن أي اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل سيكون مشروطا بوقف إطلاق النار في غزة، وإنشاء طريق "لا رجعة فيه" نحو إقامة دولة فلسطينية، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد".

ورددت ما قالته إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن مؤخرًا علنًا وبشكل خاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإن واشنطن والرياض متفقتان تمامًا على إقامة هذا الارتباط.

وسبق أن قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الثلاثاء، إن استراتيجية إدارة بايدن لغزة ما بعد الحرب تتمثل في ربط التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بخلق أفق سياسي للفلسطينيين.

وقالت الأميرة ريما: "دون وقف إطلاق النار في غزة، من المستحيل الحديث عما يحدث بعد الحرب".

وأضافت أن السعودية مدت يدها للسلام مع إسرائيل، لكنها تتحمل أيضا مسؤولية تجاه الفلسطينيين.

وتابعت: "الشعب الفلسطيني يستحق دولة.. يستحق طريقًا لا رجعة فيه.. نحن ندرك حاجة إسرائيل إلى الشعور بالأمان، ولكن لا يمكن أن يكون ذلك على حساب الشعب الفلسطيني".

وزادت الأميرة ريما، بالقول إن المملكة تدرك أن هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول كان "فظيعًا وخسيسًا"، لكن هناك صدمة وألمًا على كلا الجانبين".

واستطردت: "ما يمكننا فعله هو وقف إطلاق النار الآن".

ولم تعترف السعودية بإسرائيل أو تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" لعام 2020، التي توسطت فيها الولايات المتحدة وشهدت إقامة جارتيها الخليجيتين البحرين والإمارات إضافة الى المغرب علاقات رسمية مع إسرائيل.

ولكن قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، ضغطت إدارة بايدن من أجل التوصل إلى صفقة ضخمة مع السعودية من شأنها أن تشمل اتفاق سلام تاريخيًا بين المملكة وإسرائيل.

وكان من الممكن أن تتضمن الصفقة أيضًا رفع مستوى العلاقات الأمريكية السعودية من خلال معاهدة دفاع تتضمن ضمانات أمنية أمريكية، واتفاقًا بشأن برنامج للطاقة النووية المدنية على الأراضي السعودية.

لكن الحرب في غزة أعاقت إلى حد كبير التقدم في هذه الجهود، وأضافت تحديات جديدة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، حاولت إدارة بايدن إحياء الجهود للتوصل إلى اتفاق، على أمل استخدام احتمال التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإسرائيل كوسيلة ضغط لإقناع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالخطة الأمريكية لما يحدث في غزة بعد الحرب.

وإذا وافق نتنياهو، فيمكن أن يحصل على اتفاق تاريخي باسمه.

ولكن إذا لم يفعل ذلك، وفق "أكسيوس"، فمن المرجح أن يكون في مسار تصادمي مع إدارة بايدن، ويمكن تركه بمفرده للتعامل مع الأزمة في غزة.

وتواجه مساعي البيت الأبيض المتجددة للتوصل إلى اتفاق تطبيع معركة شاقة.

وتضم حكومة نتنياهو قوميين متطرفين يعارضون حتى المبادرات الصغيرة تجاه الفلسطينيين، ومن المستبعد للغاية أن يتفقوا على مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.

وكان مسؤولون أمريكيون قد اعترفوا في السابق بأن التوصل إلى اتفاق يتضمن أفقًا سياسيًا للفلسطينيين هو أمر "بعيد المنال"، لكنهم قالوا إنهم يريدون تقديم رؤية بديلة لما يخشى الكثيرون أن تكون حربًا لا نهاية لها في غزة.

والخميس، سلط تقرير مطول نشرته شبكة "إن بي سي" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، الضوء على الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بدعم من الولايات المتحدة.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تدفعان باتجاه التوصل لخطة شاملة، تتضمن أيضا إنهاء الحرب الدائرة حاليا في غزة بين إسرائيل وحماس.

وأضاف التقرير أن القضية الرئيسية في المحادثات تتمثل في مسألة إنشاء دولة فلسطينية، وهي خطوة يتردد العديد من الإسرائيليين في اتخاذها خاصة بعد هجوم السابع من أكتوبر.

التقرير نقل عن أشخاص مطلعين على المحادثات القول أن الخطط التي يناقشها المسؤولون السعوديون والأمريكيون والإسرائيليون، توفر إطارا لإعادة بناء غزة بدعم كبير من الدول العربية المجاورة.

كذلك تشمل الخطط إنشاء قيادة فلسطينية معتدلة في غزة، بالإضافة إلى التصديق على معاهدة دفاع بين الولايات المتحدة والسعودية من شأنها أن توفر تحالفا ضد عدوهما المشترك إيران.

ويبين التقرير أن السعودية تصر على أن تتضمن أي خطة مسارا واقعيا لقيام دولة فلسطينية.

بالمقابل، يقول التقرير إن المستشار ومسؤولون إسرائيليون آخرون حذروا من أن التحرك الأميركي سابق لأوانه، لأن الجمهور الإسرائيلي ليس مستعدا لمناقشة إقامة دولة فلسطينية في أعقاب هجوم "حماس".

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير آخر للشبكة إن "موضوع الدولة الفلسطينية ساخن للغاية بحيث لا يمكن التطرق إليه في إسرائيل في الوقت الحالي".

وأضاف أن "الناس يتحدثون عن الحرب والرهائن، وليس عن مكافأة الفلسطينيين.. ومن غير الواضح أيضا متى وكيف ستنتهي الحرب".

وترجح الشبكة أن تشهد السعودية المزيد من الاجتماعات خلال الأشهر القليلة المقبلة لمناقشة التوصل لاتفاق التطبيع مع إسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون مطلعون على الصفقة، إن هناك مسعى لإنجازها أثناء فترة وجود بايدن في منصبه، لتأمين أصوات الديمقراطيين للمعاهدة الأمنية الأمريكية السعودية.

ويسيطر الديموقراطيون على مجلس الشيوخ، المكون من 100 عضو، بفارق ضئيل، بينما يحتاج التصديق على المعاهدة لأصوات 67 عضوا داخل المجلس.

المصدر | أكسيوس/ إن بي سي - نرجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل التطبيع دولة فلسطينية حرب غوزة وقف إطلاق النار ريما بنت بندر أمريكا بايدن