جنرال كبير في ناتو يحذر من حرب شاملة مع روسيا.. لماذا؟

الجمعة 19 يناير 2024 08:14 م

حذر مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، من إمكانية نشوب "حرب شاملة مع روسيا في السنوات العشرين المقبلة"، داعيا السكان المدنيين في دول الحلف بالاستعداد لهذه "الحرب الشاملة".

ونقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، الجمعة، عن رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الجنرال روب باور، قوله إنه "بينما تستعد الجيوش لإمكانية اندلاع الحرب، فإنه يجب على المدنيين العاديين أن يكونوا مستعدين أيضاً للصراع الذي يتطلب تغييراً شاملاً في حياتهم".

وأضاف باور، وهو ضابط في البحرية الهولندية، بعد اجتماع لقادة الدفاع بـ"ناتو" في بروكسل، الخميس: "يجب أن نفهم أن وجودنا السلمي ليس أمرًا مسلّمًا به، ولهذا السبب يجب علينا الاستعداد للصراع مع روسيا. علينا أن نكون مستعدين لكل شيء".

ولفت إلى "الحاجة لإنشاء نظام يسمح لنا بتدريب المزيد من الأشخاص في حالة نشوب الحرب، بغض النظر عما إذا كانت ستحدث أم لا".

وأشاد رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، بما قامت به السويد؛ إذ طلبت من جميع مواطنيها الاستعداد للحرب قبل انضمام البلاد رسمياً إلى الحلف.

وأدت خطوة ستوكهولم، التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري، إلى زيادة عدد المتطوعين لمنظمة الدفاع المدني في البلاد، وارتفاع حاد في مبيعات الكشافات، وأجهزة الراديو التي تعمل بالبطاريات.

وأضاف: "كل شيء يبدأ بهذا، إدراك أنه لا يمكن التخطيط لكل شيء، ولن يكون كل شيء جيدًا خلال العشرين عامًا المقبلة".

بالإضافة إلى ذلك، دعا باور إلى تحديث الصناعة حتى يمكن إنتاج الأسلحة والذخائر بشكل أسرع، مشيراً إلى أنه "يجب على الحكومات وضع أنظمة لإدارة العملية".

ومضى باور: "نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر استعداداً في جميع المجالات، ويجب أن يكون لدينا نظاماً يساعد على العثور على المزيد من الأشخاص في حالة الحرب، ثم نتحدث بعدها بالتفصيل عن التعبئة أو جنود الاحتياط أو التجنيد الإجباري".

وتابع: "كما يجب أن نتمكن من الاعتماد على قاعدة صناعية قادرة على إنتاج الأسلحة والذخائر بسرعة كافية لتتمكن من مواصلة الصراع في حال خضناه".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دعا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أيضًا إلى الاستعداد لصراع محتمل في أوروبا.

وردًا على ذلك، قال النائب الروسي في مجلس الدوما عن شبه جزيرة القرم ميخائيل شيريميت، إن "السلطات الألمانية بسياساتها العدوانية، تدعو الدول الأوروبية إلى الحرب".

ووفقًا له، فإن "علاقات حسن الجوار الودية مع روسيا هي وحدها التي يمكن أن تكون مفتاح السلام والازدهار في المنطقة".

وأكدت موسكو، مرارًا، أنها لا تشكل تهديدًا لأي من دول "الناتو"، لكنها لن تتجاهل الإجراءات التي قد تشكل خطرًا على مصالحها.

ومن المقرر أن يبدأ نحو 90 ألف جندي من قوات حلف شمال الأطلسي، الأسبوع المقبل، أكبر مناورة عسكرية للكتلة منذ الحرب الباردة تحت اسم "المُدافع الصامد 2024"، والتي تضاعف حجمها منذ الإعلان عنها العام الماضي، وهي مُصمَمة بشكل واضح للاستعداد لأي غزو روسي محتمل.

وقال القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي، الخميس، إن التدريب "المدافع الصامد" (Steadfast Defender)، سيستمر حتى أواخر مايو/آيار.

وحسب معلومات حصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية، الخميس، فإن سيناريو تدريب "المدافع الصامد" الذي من المقرر أن يبدأ في فبراير/شباط، هو هجوم روسي على أراضي الحلفاء وهو الأمر الذي يؤدي بدوره لتفعيل البند (5) من معاهدة "ناتو" التي تنص على تعهد بالدفاع الجماعي.

ولم يتم تفعيل البند (5) إلا مرة واحدة، عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي نفذها تنظيم "القاعدة" على برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة.

وجرى تنظيم أكبر تدريبات للناتو ما بعد الحرب الباردة في 2018، وكانت تلك التدريبات تسمى "ترايدنت جنكشتر"، التي أجريت بشكل كبير في النروج وشارك فيها نحو 51 ألف جندي.

المصدر | تليجراف - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناتو روسيا حرب