في ختام أسبوع الموضة الباريسي لأزياء الرجال، وقبل انطلاق أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية، توجّهت الأنظار إلى عرض دار (GmbH) لمجموعة الرجال لموسم خريف وشتاء 2024، والرسالة القوية التي قررت الدار توجيهها داعيةً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإحلال السلام.

وقد تُرجمت هذه الرسالة من خلال تصاميم مستوحاة من الثقافة الفلسطينية العريقة مثل الكوفية الفلسطينية التي زيّنت الأزياء والأوشحة التي غطت رأس عارضي وعارضات الأزياء، إضافة إلى رسمة البطيخ الأحمر الذي يُعتبر رمزًا من رموز النضال الفلسطيني.

وأثبتت علامة (GmbH)، ومقرها برلين، أن الموضة جزء لا يتجزأ من القضايا الانسانية العالمية، ولهذا السبب قدّمت ضمن أسبوع الموضة في باريس لأزياء الرجال مجموعة بعنوان "Untitled Nations" وترجمتها بالعربية "أمم بلا عنوان"، لموسم شتاء وربيع 2024، وفق تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد".

وقال مؤسِّسا الشركة بنجامين هوسبي وسرهات إيشيك، في خطاب تضامني مع فلسطين، الأحد، إن زملاءهم في الصناعة يخشون التعبير عن احتجاجهم على حرب إسرائيل على غزة.

وحين سُئلا عن استجابة صناعة الأزياء للحرب على غزة، قالا: "نعم.. كان صمتاً مطبقاً".

وأضاف المصممان: "نعلم أن لدينا الكثير من الداعمين خلف الكواليس، لكن الجميع خائفون، خائفون من فقدان أعمالهم ومصدر رزقهم. ونحن نتفهم هذا الخوف، ولكن ليس لدينا خيار سوى المقاومة".

خلال العرض الأخير في أسبوع الموضة الرجالية في باريس الأحد، افتتح هوسبي وإيشيك عرضهما لأزياء فصلي الخريف والشتاء بخطاب يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وقال الثنائي في العاصمة الفرنسية: "نطالب بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وبفلسطين حرة، وبإنهاء الاحتلال، ونرى أن كل هذه المطالب لا جدال فيها".

وتابع إيشيك خلال العرض: "نحن مصممو الأزياء، يُترك لنا عادةً التعبير عن أفكارنا من خلال الملابس ونترك الباقي للخيال. لكننا نعيش في أوقات خطيرة، نحتاج فيها إلى دقة الكلمات".

ووفق موقع "هي"، فإن النقشات والرسمات وحتى القصات "أعادتنا إلى فلسطين، وإلى اللمسة العربية المميّزة"، ضاربة المثل بـ"البليزر الطويلة المزدانة بالشراريب عن الأكتاف، كما أطلت الشراريب مجددًا لتزيّن توب أسود نُسّق مع بنطلون أسود كلاسيكي بلمسة عصرية".

وتابع الموقع: "لفتت أنظارنا أيضًا خلال العرض البليزر المستوحاة من نقشة الكوفية الفلسطينية، فقدّمتها الدار بنسختين الأولى باللونين الأخضر والأبيض والثانية بالأحمر والأبيض، وهي أيضًا ألوان ترمز إلى العلم الفلسطيني.

وفي إطلالات أخرى غطت الكوفية وجوه عارضي الأزياء، في تذكير بالشباب الفلسطيني المقاوم للاحتلال.

الرموز لم تقف عند هذا الحدّ، بل شهد العرض أيضا رسمة البطيخ الأحمر تزيّن "تي-شيرت" أسود، وعلى مدى سنوات اشتهرت هذه الرسمة بأنها رمز من رموز النضال الفلسطيني.

كذلك لفتت التوب الرمادية الضيّقة المزدانة بعبارات باللغة العربية الأنظار، إضافة إلى رسمة أخرى زيّنت عددًا من الإطلالات وهي مستوحاة من شعار منظمة الأمم المتحدة.

ولطالما شكّلت السياسة جزءًا لا يتجزأ من علامة (GmbH).

واستخرج إيشيك، وهو ألماني تركي، وهوسبي، وهو نرويجي باكستاني، هويتهما المتعددة الثقافات كمصدر إلهام لمجموعاتهما.

(GmbH) هي علامة ألمانية للأزياء تأسست عام 2016، على يد إيشيك وهوسبي، وحققا نجاحًا سريعًا بعد إطلاق مجموعتهما الثانية.

وتم ترشيحهما لجائزة (LVMH) وتم إدراجهما في قائمة (Dazed) السنوية التي تضم 100 شخص يشكلون مستقبل ثقافة الشباب.

ومنذ قرابة عامين، تزامنت بداية أسبوع الموضة في ميلانو مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وسارعت كبرى شركات الأزياء، ومن بينها "بالنسياغا"، إلى التعبير عن تضامنها مع الأوكرانيين، في حين ساهم المحتجون الذين حملوا لافتات في خلق أجواء مهيبة غير اعتيادية.

أما هذا العام في باريس، فكانت مظاهر التضامن مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجوم شحيحة، فقرر المصمم الأمريكي ريك أوينز، إقامة عرضه من منزله، متعللاً بالعصر "الهمجي" الذي نعيش فيه، ولم تُتخذ خطوات أخرى ملحوظة.

وأشارت تقارير إلى أن الكثير من ماركات الأزياء الكبرى، مثل "لويس فويتون" و"رالف لورين" و"شانيل"، أعربت عن دعمها لإسرائيل، أو أن لها علاقات مالية مع شركات في البلاد.

وفي تقريرها عن عرض شركة (GmbH) والخطاب الذي ألقاه مؤسساها، لم تذكر مجلة الموضة "فوغ" إسرائيل أو فلسطين.