ريسبونسبل ستيتكرافت: الحرب على غزة كشفت النفاق الغربي في مسؤولية الحماية

الخميس 25 يناير 2024 05:50 م

مفهوم "مسؤولية الحماية"، في ظلّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو مفهوم "منافق وخطير".

هكذا تحدث الكاتب كريستوفر موت، في مقال نُشر على موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن النخب العالميّة لم تبدِ أي اهتمام بتحمّل مسؤولياتهم في سياق "مسؤولية الحماية"، وذلك على صعيد حماية المدنيين، بينما تشنّ إسرائيل حملتها العسكرية على غزة.

كما قارن ذلك مع ردّ الفعل على الحرب في أوكرانيا، حين دعا المعلّقون إلى التدخل المباشر من أجل إنقاذ "الأوكرانيين الأبرياء".

وأضاف الكاتب أنّ سمعة نظرية "مسؤولية الحماية" تلقت ضربة واختفت من التداول، أقلّه حتى أعاد إحياءها "الغزو الروسي لأوكرانيا".

كما لفت إلى أنّ بعض الصحفيين دعوا إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وقد نوقش هذا الموضوع داخل دول حلف شمال الأطلسى "ناتو"، لكنّه ركّز على أنّه قد اُتخذ قرار في النهاية، إذ لا يمكن الإقدام على مثل هذه الخطوة، نظرًا إلى قدرات روسيا العسكرية التقليدية، وخاصة في مجال السلاح المضاد للطيران.

وأشار الكاتب في السياق نفسه إلى امتلاك موسكو الردع النووي، مضيفًا أنّ "غالبية الأعضاء في (ناتو) قرّروا بالتالي أنّ محاولات خلق منطقة آمنة للأوكرانيين من خلال الإفادة من قوات عسكرية تابعة لـ(ناتو) تحمل معها خطرًا يجب تجنّبه".

وذلك يشير بوضوح، وفق موت، إلى أن "مسؤولية الحماية" كان الهدف منها أساسًا في إطار تحرك الدول الكبرى ضد دول صغيرة، لا تستطيع الدفاع عن نفسها".

ورأى الكاتب أنّ عدم الالتزام بالمبادئ الذاتية عندما تتسبب "دولة حليفة مثل (إسرائيل) بأزمة إنسانية"، هو المسمار الأخير في نعش مفهوم "مسؤولية الحماية"، والتي وصفها بالفكرة الفاشلة.

كما أعرب عن أمله بأن يحمل ذلك معه تطورًأ إيجابيًا يتمثل بالتخلص الكامل من هذا المفهوم.

وأوضح أنّ "الحرب الجاريّة في غزة هي وفقًا للمعايير كافة التي يتحدث عنها المروّجون للتدخلات الإنسانية، تنسجم تمامًا مع مسؤولية الحماية".

ولفت إلى أنّ ما تقوله بعض الأطراف الإسرائيلية يُفيد بأنّ هناك شكلًا من أشكال تشريد السكان، وهذا يُنظر فيه على الأقل.

وتابع: "إنّ الاكتظاظ السكاني في غزة يعني أنّ المدنيين يتحمّلون العبء الأكبر من العنف"، مردفا: "كما أن نقص الأدوية والطعام يفاقم كل هذه المشكلات".

وأمام ذلك، ووفق الكاتب، فإ، حرب غزة الحالية، تشكل بكل المعايير التي يستشهد بها عادةً أنصار التدخل الإنساني، حالة مثالية لتفعيل مبدأ "مسؤولية الحماية"، لكن ذلك لم يحدث.

وبعيدًا عن مراكز تنافس القوى العظمى، ووفق المقال، يبدو أن "مسؤولية الحماية" آخذة في الانخفاض، حيث يتم تجاهل أزمات مثل ميانمار والسودان باستمرار من قبل الدول المتوقع أن تتدخل، على الأرجح بسبب الخوف من الانجرار إلى سوريا أو عراق آخر، وإعطاء المزيد من الدعم.

ولفت موت إلى أنّ سامانثا باور المنظرة الأساسية لهذه الدفعة نحو التدخل الإنساني، والتي تعدّ أهم منظّري "مسؤولية الحماية"، ترأس حاليًا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إدارة الرئيس جو بايدن، ولكنها آثرت "الصمت المريب" تجاه ما يحدث في غزة.

وأضاف أن باور مؤلفة الكتاب المؤثر "مشكلة من الجحيم: أمريكا في عصر الإبادة الجماعية"، لم تنطق بكلمة عما يدور في في غزة، وهي التي عادة ما تشدّد على ضرورة التدخل الأمريكي عندما يلحق أضرارًا كبيرة بالسكان المدنيين في الحروب.

وتابع موت: "إنها ملاحظة مبتذلة أن نشير إلى أن القوى العظمى لديها معايير أخلاقية مختلفة لحلفائها وأعدائها، ولكن المسؤولية عن الحماية هي عقيدة في السياسة الخارجية تعتمد بالكامل على ادعاءات أخلاقية.".

وزاد: "إن عدم القدرة على الارتقاء إلى مستوى مبادئها الخاصة عندما تندلع أزمة إنسانية من قبل دولة حليفة مثل إسرائيل هو المسمار الأخير في نعش فكرة فاشلة تمامًا".

واختتم المقال بالقول: "لا يسعنا إلا أن نأمل أن يكون الجانب المشرق في هذه اللحظة الصعبة من التاريخ هو ألا نسمع أبدًا عن مسؤولية الحماية مرة أخرى".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأربعاء نحو 25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مسؤولية الحماية إسرائيل ناتو أوكرانيا أمريكا الحرب في غزة حرب غزة

113 يوما من العدوان على غزة.. إسرائيل تواصل القصف والمقاومة تتصدى للتوغلات