أوبزرفر: كيف تحولت إسرائيل من ضحية تاريخية إلى متنمر قاتل؟

السبت 27 يناير 2024 07:29 ص

كيف تحولت إسرائيل من ضحية إلى متنمر متوحش؟.. تحاول الكاتبة رانجاني إيير موهانتي الإجابة على هذا السؤال في مقال نشره موقع "فير أوبزرفر" الأمريكي، مشيرة إلى دور الولايات المتحدة وبريطانيا "اللذين أنشئا طفلا مدللا شديد الأنانية ليتحول إلى بطل ساقط ومتنمر في عالم لم يعد يحب دعم المتنمرين".

وتقول الكاتبة إنه لقرون، كان اليهود ضحايا للاضطهاد الأوروبي، وبلغ الأمر ذروته خلال الهولوكوست في عام 1945، لكن هذا التعاطف تحول إلى رعاية حولت إسرائيل إلى كيان ظالم يفعل ما تعرض له اليهود تماما، بحق الفلسطينيين.

وبعد أكثر من 70 عاما من احتلالها فلسطين، رأى العالم كيف طردت إسرائيل أكثر من 5.9 مليون فلسطيني من أراضيهم وأملاكهم بقسوة، وأضافت إليهم 1.9 مليون فلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.

لا مبرر لطرد الفلسطينيين وقتلهم

وتضيف أن ما تعرض له اليهود في أوروبا، وهجوم "حماس" في 7 أكتوبر، لا يبرران أبدا طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في أراضيهم، ولا الحكم عليهم أو تجريدهم من كرامتهم، أو تدمير بيوتهم ومستشفياتهم ودور عبادتهم أو حشرهم في مساحات أراضي صغيرة.

وتشير الكاتبة إلى الاحتجاجات الشعبية التي تصاعدت بمختلف أنحاء العالم خلال الأسابيع الماضية ضد إسرائيل، وإقدام دول، لا سيما في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط على تخفيض أو وقف العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وختمت جنوب أفريقيا تلك التحركات بإقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

مهاجمة كافة المنتقدين

وتنتقد الكاتبة إقدام الصهاينة على مهاجمة أية جهة لا تقدم لهم – خلال حملة القتل الحالية في غزة – دعما غير مشروط أو تنتقد ما يفعله جيش الاحتلال، فقد فعلوا ذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وشوهوا طلاب جامعتي هارفارد وكولومبيا الذين وقعوا على بيانات مؤيدة للفلسطينيين، وتم إدراجهم في القائمة السوداء، وتم إلغاء عروض عملهم.

أيضا يواجه الطلاب والموظفون في المؤسسات الأكاديمية في المملكة المتحدة التوبيخ والإيقاف بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية.

وانتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية بوليفيا بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية معها، ووصفوا جنوب أفريقيا بأنها "الذراع القانوني لحماس" لرفع قضية الإبادة الجماعية إلى محكمة العدل الدولية.

أمريكا وبريطانيا

وتعتبر رانجاني أن على الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية خاصة في مهمة محاولة إيقاف إسرائيل الآن، فالأخيرة هي ربيبة هاتين الدولتين، حيث لعبت بريطانيا دورا فعالا في إنشاء وطن لليهود في فلسطين، ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل دون قيد أو شرط على مدى عقود من الزمن بالسلاح والمال والغطاء العسكري والدبلوماسي، وفي الواقع الحماية ضد الانتقادات من أي نوع.

ومن المثير للاهتمام أن قائد الفريق القانوني الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية الآن هو بريطاني.

وتقول إنه بسبب "ذنبهما التاريخي"، أنشأت بريطانيا وأمريكا طفلاً مدللاً شديد الأنانية، ولن يشارك أطفال الحي، ولن يلعب بلطف مع أطفال الحي، ولن يستمع إلى والديه.. طفل غير مسؤول أمام أي شخص أو أي دولة أو حتى أي مؤسسة دولية.

والآن تدافع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عما لا يمكن الدفاع عنه ــ المذبحة الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين، وهو ما يدعو إلى التشكيك في إحساسهما بالأخلاق والإنسانية.

دولة لليهود في أوروبا أو أمريكا

وترى الكاتبة أنه كان يمكن لأوروبا وأمريكا التكفير عن ذنب اضطهاد اليهود قديما بتخصيص دولة لهم إما في ألمانيا، لأن النازيين كانوا مسؤولين عن ما يعرف بـ "المحرقة"، أو في انجلترا التي قتلت اليهود وطردتهم عام 1290، وأيضا الولايات المتحدة التي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي، ولديها أيضا خطاياها ضد اليهود التي تريد أن تكفر عنها.

ونظرا للعلاقة الأبوية المفترضة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشعب اليهودي، فقد يُفسر من المعقول أن من واجبهما القيام بذلك، تضيف الكاتبة.

لكن، بدلا من ذلك، تم إنزال اليهود في دولة رابعة وقاسموا سكانها في الأرض، وما لبثوا أن طردوهم من معظمها.

وتمضي الكاتبة بالقول إن توقع تخلي أصحاب الأرض عن حريتهم وكرامتهم أمر مثير للغضب، وتوقع تخليهم عن حياتهم ببساطة هو إبادة جماعية.

وتختتم مقالها قائلة: "وبغض النظر عن قرار محكمة العدل الدولية، فإن العالم يرى إسرائيل كبطل ساقط ومتنمر.. والعالم لن يدعم بعد الآن المتنمرين".

المصدر | رانجاني إيير موهانتي / فير أوبزرفر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليهود فلسطين بريطانيا أمريكا محكمة العدل الدولية الإبادة الجماعية