استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حين يبارك حاخام إسرائيلي «محمود عباس»

الاثنين 4 أبريل 2016 04:04 ص

(1)

لم أصدّق بصري، وأنا أشاهد الرئيس محمود عباس مطاطئاً رأسه بين يدي حاخام يهودي، يتلو عليه آيات تلمودية، ويعبّر له عن حسن ما يفعل تجاه اليهود. لم أصدّق سمعي، وأنا أسمع عباس يعبّر عن أحرّ التعازي لأسرة الجيش الصهيوني ومجتمعه، بوفاة الضابط الإسرائيلي الجنرال منير عمار، رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية التابعة للاحتلال.

لم أصدّق سمعي وبصري، وأنا أشاهد محمود عباس على "يوتيوب"، وهو يردّد إن قوات الأمن الفلسطينية تدخل المدارس، وتفتش حقائب الطلبة الفلسطينيين، بحثاً عن سكاكين لمنع عمليات الطعن. وقال إن السلطات الأمنية صادرت أكثر من 70 سكيناً.

(2)

يتجاهل محمود عباس الذكرى الأربعين ليوم الأرض، ويتجاهل مشاعر الشعب، ويقوم باستفزاز شامل لكل أفراد الشعب الفلسطيني الرافضين الاحتلال الإسرائيلي، بل كل العرب الذين يؤمنون أن القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى، ويعملون، كلٌّ بطريقته، لتقديم الدعم والتأييد لنضال الشعب الفلسطيني، لنيل حقوقه المشروعة.

يوفد عباس وفداً كبيراً لتقديم التعازي في جنرال إسرائيلي، لم يصل، في رتبته العسكرية تلك، إلا إذا كان قد قتل كثيرين من أفراد الشعب الفلسطيني، أو أمر جنوده بقتلهم، من دون رحمة.

ينتسب الجنرال منير عمار الذي قضى نحبه قبل أيام إلى الطائفة الدرزية الفلسطينية، والتي يرفض معظم أبنائها تحت الاحتلال الخدمة في الجيش الإسرائيلي، لقناعتهم بأنه جيش احتلال، فيتعرّضون للسجن والملاحقة وتضييق دائرة حياتهم المعيشية، فماذا سيكون تبرير القائد الفذ محمود عباس لأولئك الرجال الرافضين للالتحاق بالجيش الذي يحتل فلسطين والجولان؟

(3)

يصر محمود عباس على التمسك باتفاق أوسلو الخبيث الذي لم يلتزم به الإسرائيليون، كما يصر على التمسك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أجل حماية قطعان المستوطنين. ويصر على المفاوضات التي لم تجد نفعاً منذ عام 1993.

راح يستجدي رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلةٍ معه أجراها التلفزيون الإسرائيلي أن يجلس على طاولةٍ للتفاوض معه، ويعلن أنه ينتشي عندما يستمع إلى المطرب الإسرائيلي، ميشيل ياهو، وغيره من المغنين الإسرائيليين.

كنت أتمنى أن يعبّر عن امتعاضه وسخطه من القمع المسلح الذي يرتكبه جيش الاحتلال ضد الشباب الفلسطيني، أعني شباب الانتفاضة الثالثة التي يرفض محمود عباس تسميتها هذه، ويسميها "هَبّة".

كنت أتمنى أن يستيقظ ضميره، ليعلن رفع الحصار عن غزة وإنهاء القطيعة بين غزة، ديار العزة والكرامة، والضفة الغربية، وأن يقرر العودة إلى قطاع غزة اليوم بمناسبة الاحتفالية بيوم الأرض.

ما يجري في الضفة الغربية على أيدي جنود الاحتلال من قتل لأطفال وشبان فلسطينيين من الجنسين، ونسف منازل ومصادرة أراضٍ، بذرائع مختلفة، منها محاولة طعن مجند إسرائيلي أو بتهمة حمل سكين، أو غير ذلك. كل هذا وأكثر هو نتيجة سياسات محمود عباس الهادفة إلى الارتماء في أحضان الكيان الإسرائيلي، وعدم الاكتراث بحقوق الشعب الفلسطيني.

في شهر مارس/ آذار الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 650 فلسطينياً. وتفيد التقارير الفلسطينية الموثقة بأنه، منذ بدء الانتفاضة (الهبّة)، في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، اعتقل أكثر من 4000 مواطن فلسطيني، واعتقلت القوات الإسرائيلية 128 طفلاً و16 سيدة وفتاه في شهر مارس/ آذار الماضي، وعدد الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين منذ بدء الانتفاضة في أكتوبر 144 شهيداً.

السؤال الذي يطرح نفسه: أين جهود الزعيم الملهم محمود عباس، صانع السلام للشعب الفلسطيني، من هذه الجرائم.

أليست مهمة الزعيم الدفاع عن الشعب والوطن والسيادة؟ أعتقد أن عباس لم يعد قادراً على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.

آخر القول: انتهت صلاحية الرئيس محمود عباس، وعليه أن يرحل. عليه أن يقضي بقية حياته بالاستمتاع بسماع الموسيقى والأغاني الإسرائيلية، لأنها تحقق له النشوة، كما قال.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر. 

  كلمات مفتاحية

فلسطين محمود عباس إسرائيل الحاخام مئير عمار نتنياهو صنع السلام

«عباس»: نفتش التلاميذ حتى لا يحملون سكاكين ومستعد للاجتماع بـ«نتنياهو»

ترتيبات للقاء بين «عباس» و«مشعل» بالدوحة لإتمام المصالحة الفلسطينية

«عباس»: التنسيق الأمني مع (إسرائيل) لا يزال قائما

«عباس»: مستعد للتعاون مع (إسرائيل) لوقف التحريض المتبادل بين الجانبين

علنا ورسميا في (إسرائيل): علينا اغتيال المناضلين!

كيان يعيش الرعب

عن أية «قنبلة سياسية» يتحدث الإسرائيليون؟