صدرت خلال الساعات الأخيرة صدرت تصريحات عن اثنين من القيادات البارزة في «جماعة الإخوان المسلمين» تستنكر أي دعم يقدم لنظام الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»؛ فبينما أكد أحدهما أن دعم هذا النظام «عار» على من يدعمه، أعرب الثاني عن ثقته في سقوط نظام «السيسي» مهما بلغ حجم الدعم الذي سيتلقاه.

تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع زيارة بدأها العاهل السعودية، الملك «سلمان بن بعد العزيز» إلى مصر، أمس الخميس، والتي ترافقت مع وعود من الرياض بتقديم دعم اقتصادي كبير للقاهرة.

وفي رد على ما يبدو على هذه الزيارة وتلك الوعود، غرد «جمال حشمت»، القيادي البارز في «جماعة الإخوان المسلمين» عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا إنه يؤكد «للمرة المليون» على أمرين؛ الأول أن «دعم نظام فاشل فاشي (يقصد نظام السيسي) قام علي دماء ابناء الوطن، وهو يحتضر،  عار سيلحق بكل من حاول ذلك».

أما الأمر الثاني، الذي أكد عليه «حشمت»، فهو أن «كل اتفاق يتم مع سلطة الانقلاب فيه تفريط في ثروات مصر أو حدودها أو حقوقها التاريخية باطل بإجماع المصريين والقانون الدولي والوطنية المخلصة».

وكان البعض تداول أنباءً عن اعتزام مصر إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعودية خلال زيارة الملك «سلمان»، بما يتضمن تنازل القاهرة عن جزيرتين في البحر الأحمر للرياض؛ وهي الأنباء التي لم تعلق عليه مصادر رسمية مصرية أو سعودية.
وفي السياق ذاته، غرد القيادي البارز في «جماعة الإخوان» الوزير في آخر حكومة في عهد «مرسي» قبل الانقلاب عليه، «يحيى حامد»، عبر حسابه على «تويتر»، مؤكدا على أنه «لا مصالحة مع نظام الخائن السيسي».

وأضاف في تغريدته مخاطبا على ما يبدو السلطات السعودية: «سيسقط ولو دعمتوه بكل أموالكم، كلما زاد الطغيان وداعميه كلما تيقنت بقرب نصر الله ليس فيه فضل لأحد».

وتتواصل زيارة الملك «سلمان» إلى القاهرة لخمسة أيام، ويعلق عليها النظام المصري آمالا كبيرة في انتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية، بينما تتطلع أطراف في المعارضة المصرية إلى مساهمة الزيارة في إحداث انفراجة في الأزمة السياسية في البلاد.

وفي هذا السياق، دعا «حزب البناء والتنمية»، الذراع السياسية لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر، في بيان، أمس، العاهل السعودي إلى استثمار زيارته الحالية إلى القاهرة في التوسط لـ«تسوية عادلة» للأزمة السياسية المصرية، وإنهاء حالة الانقسام في البلاد.

وبينما أبدى «حزب غد الثورة» (ليبرالي معارض)، تفاؤله بأن تدفع زيارة العاهل السعودي للقاهرة باتجاه «إنهاء الاحتقان السياسي والانقسام المجتمعي في البلاد»، رحب «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» في مصر بـ«كل جهود لم الشمل الوطني»، وأكد أن «رحيل» رئيسي النظامين في سوريا ومصر، وإعادة الشرعية في اليمن وليبيا هو «صمام أمان للمنطقة العربية، وذلك في بيانين منفصلين، أمس.

زيارة الملك «سلمان»، التي تعد الزيارة الرسمية الأولى له إلى مصر منذ توليه الحكم خلفا لأخيه الملك «عبد الله» في يناير/كانون الثاني 2015، ترافقت مع وعود من جانب الرياض بتوقيع اتفاقيات هامة للاقتصاد المصري.

ويوم الثلاثاء قال مصدران حكوميان بمصر لوكالة «رويترز» للأنباء إن زيارة العاهل السعودي ستشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات بحوالي 20 مليار دولار وبفائدة اثنين بالمئة، بجانب تقديم قرض لتنمية شبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر) بقيمة 1.5 مليار دولار.

وذكرت مصادر دبلوماسية سعودية إنه من المقرر أن يكشف المسؤولون خلال الزيارة عن استثمارات سعودية قيمتها أربعة مليارات دولار.

وكان الملك «سلمان» أمر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريـال (حوالي 8 مليارات دولار). 

وأغدقت السعودية وبعض دول الخليج المساعدات على مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، لكن مراقبون يقولون إن الرياض شعرت بالإحباط على نحو متزايد بسبب عجز حكومة «السيسي» عن معالجة الفساد، وضعف الاقتصاد، وتقلص الدور المصري على الصعيد الإقليمي، ومواقف سياسية للقاهرة تتعارض مع السياسات السعودية.