«ترسيم الحدود» يُقَسّم «تويتر»: مصريون: عواد باع أرضه.. سعوديون: حق عاد لأهله

الأحد 10 أبريل 2016 09:04 ص

لم يمر توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر، على طول شريط البحر الأحمر، مرور الكرام، على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالسعوديين والمصريين، الذي تحول إلى فريقين متناحرين في بعض الأوقات، في صورة مخالفة تماما للحالة الرسمية بين البلدين.

وأعلنت مصر توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية، أمس الجمعة، والتي تضمنت إقرار السلطات في القاهرة بأحقية الرياض في جزيرتي «صنافير» و«تيران»، اللتين تقعان في شمال البحر الأحمر عند مدخل خليج العقبة.

ومبررة موقفها، قالت الحكومة المصرية، في بيان، إن «العاهل السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير (كانون الثاني) 1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له، وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ».

وتمثل الجزيرتان أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان في حركة الملاحة في خليج العقبة، وكانتا خاضعتين للسيادة المصرية؛ فهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة «كامب ديفيد» للسلام بين مصر و«إسرائيل».

وكانت القاهرة أعلنت الجزيرتين محميتين طبيعيتين منذ العام 1983.

وتعددت الوسوم التي استخدمها الناشطون على موقع «تويتر» للحديث عن اعتراف السلطات المصرية الحالية بأحقية السعودية في الجزيرتين، واحتل بعضها مراتب متقدمة من حيث التفاعل، ومنها وسوم «عواد باع أرضه»، و«تيران صنافير»، و«عودة صنافير وتيران لوضعهما التاريخي».

سعودية حتى بالاسم

في مصر، انقسم الناشطون إلى فريقين، الأول، هم المؤيدون لتنازل السلطات المصرية عن جزيرتي «تيران» و«صنافير» للسعودية، وغالبيتهم من المؤيدين للانقلاب العسكري على الرئيس «محمد مرسي» في 3 يوليو/تموز 2013، بجانب الكثير من الناشطين السعوديين.

أما المعارضون لتنازل السلطات المصرية عن جزيرتي «تيران» و«صنافير» للسعودية فغالبيتهم من معارضي الانقلاب العسكري، وإن كان بعضهم دعم بشدة هذا الانقلاب.

وتركزت أغلب مشاركات المؤيدين في وسم «تيران صنافير»، في مقابل وسم «عواد باع أرضه» الذي أطلقه المعارضون.

وأبرز المؤيدون مقدمة الإعلامية المصرية «لميس الحديدي» في برنامجها التليفزيوني على قناة «سي بي سي» المصرية الخاصة، التي زعمت أن الجزيرتين سعوديتين، وقدمت ما اعتبرته أدلة على ذلك.

الناشطة «نورا»، دللت على سعودية الجزيرتين، بالقول: «أصلا من أساميها باين (يظهر) أنها سعودية، (الأمر) ما يحتاج تاريخ ولا جغرافيا».

كما كتب ناشط يدعى «محمد»: «كل ما في الموضوع إن الجزر داخل المياه السعودية والقانون الدولي يعطي لكل حق حقه؛ لذلك كان تصرف السيسي 100% عقلاني حيال الحدود».

وانضم إلى هذا الفريق، النشطاء السعوديون الذين استخدموا وسم «عودة صنافير وتيران لوضعهما التاريخي»، حيث قال الناشط «راشد بن عوض»: «زادت مساحة بلدي 103 كيلومترات».

أما الناشط السعودي «فهد علوش»، فكتب: «اللهم من أراد بجزيرتي تيران وصنافير شراً فأجعل كيده في نحره.. عاش الوطن حراً وعلى أراضيه ملك».

وكتب الناشط «عبد الله»: «هذا ضريبة عودة الحق لأصحابه.. المفروض حنا (نحن) نزعل، تنازلنا عن جزيرتين طيلة عقود حتى يحاربوا (يقصد المصريين) إسرائيل، وفي الأخير وقعوا هدنة معها (يقصد اتفاقية كامب ديفيد)».

وأضافت الناشطة «علا»: «يعني معليش ليش الزعل.. انتو كذبتو الكذبة وصدقتوها، أن الجزر مصرية، لكن الواقع هي سعودية وابحثو واتاكدو».

مصرية بالتاريخ

في المقابل أبز المعارضون وثائق من التليفزيون المصري تعود إلى 50 عاما، وبرامج فضائية لمذيعين وإعلاميين محسوبين على السلطات الحالية، يقرون بتبعية الجزيرتين إلى مصر، فضلا عن ما هو منشور في الكتاب التعليمي المقرر على طلاب الصف السادس من التعليم الأساسي، ويقر بتبعية الجزيرتين لمصر، متسائلين: «منذ متي أصبحت سعودية؟».

وقال السياسي المصري «ممدوح حمزة»، الذي كان من أبرز الداعمين للانقلاب العسكري على الرئيس «مرسي»،  في سلسلة تغريدات: «بعد تجميع معلومات مؤكدة، والرجوع إلى أهم الخبراء، تيران وصنافير مصريتان، ونحن لسنا في حاجة إلى ترسيم حدود؛ لأن الحدود موجودة علي جميع الخرائط».

وأضاف: «مجرد قبول فكرة ترسيم حدود لحدود قائمة ومستقرة ومعترف بها دوليا علي جميع الخرائط المصرية والدولية هو تفريط في أرض مصر لا نتوقعه من مسؤول مصري».

وعبر وسم «عواد باع أرضه» (موروث شعبي مصري يُستخدم للسخرية ممن يخلى عن أرضه الذي يعتبر من عرض الرجل)، قال الإعلامي المصري الساخر «باسم يوسف»، والذي دعم أيضا الانقلاب العسكري، مخاطبا الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»: «الاتفاق إنك كنت تبيع نفسك مش (وليس) تبيع جزرك يا باشا»، في غشارة إلى خطاب سابق للرئيس المصري قال فيه إنه لو كان ممكنا أن يبيع نفسه من أجل إنقاذ الاقتصاد المصري من أزمته لفعل.

وأضاف «يوسف» مستخدما رتما لإحدى الأغاني المصرية الشهيرة: «بيع أرضك بيع جزرك شوف الشاري مين؟».

وكان فيديو للواء «عبدالمنعم سعيد» رئيس أركان عمليات القوات المسلحة الأسبق، الأكثر نشرا في وسم «عواد باع أرضه»، حيث أكد اللواء في اتصال تليفوني بأحد برامج «التوك شو»، أن «جزيرتي تيران وصنافير مصريتين وليست سعوديتين»، معتبرا أن تعامل القوات المسلحة المصرية مع الجزيرتين وقت خدمته يؤكد مصريتهما، لافتا لوجود قوات مسلحة مصرية عليهما تقوم بالحراسة.

ناشطة تطلق على نفسها اسم «خليك في حالك»، كتبت: «كل بلد عاوزة حتة (جزء) من التورتة هتيجي وتاخدها.. المهم هتدفع باليورو ولا بالدولار ولا بالريال ولا بالشيكل (عملة إسرائيل)».

أما «مريم التابعي» فقالت ساخرة: «في نكسة 67 (هزيمة الحرب أمام إسرائيل في حرب 5 يونيو/حزيران 1967) احتلت سيناء ومعاها تيران وصنافير من قبل الكيان الصهيوني.. تبقى سعودية ولا مش سعودية يا متعلمين يا بتوع المدارس؟».

الناشط «الرفيق محمد»، كتب: «الأرض أرضنا عن أبونا وجدنا.. وبكره ولا بعده لعيالنا بعدنا.. وعواد اللي باعها دا مش مننا».

وقال المدون والسياسي المصري «وائل عباس» ساخرا: «عهد السيسي شفنا فيه نوع جديد تماما من الوطنية! الوطنية اللي بتبرر التنازل عن التراب الوطني علشان القائد ما يطلعش غلطان.. ولسه ياما هانشوف».

وقال الناشط السياسي «شادي الغزالي حرب»: «لأول مرة أفهم إحساس اللي عاشوا النكسة.. لكن المرة دي مش مجرد هزيمة عسكرية.. ده تفريط في الكرامة».

وأضاف «عبد الله غنيم»: «السعودية تأسست سنة 1932 والجزر ملك مصر من أيام الحكم العثماني».

الناشطة «ياسمين الخطيب»، سخرت: «كده حلال على اليونان (مدينة) الإسكندرية (شمالي مصر)، وحلال على الإمارات مدينة زايد (غرب القاهرة).. بالنسبة لليبيا شوفوا تحبوا تخلصوا (مدينة) مطروح (شمال غربي مصر) على كام».

أما «الباشمهندس أحمد»، فكتب بلهجة ساخرة: «مرسي الخاين العميل باع مصر لقطر والسيسي انقذها وبعها للسعودية».

فيما أعاد بعض النشطاء تغريد تغريدة للرئيس الأسبق «محمد مرسي»، في 20 أبريل/ نيسان 2013، حين كتب: «أرض مصر حرام على غير المصريين».

وقال ناشط يطلق على نفسه اسم «هتكلم وهقول»: «لو كانت أرضه (يقصد: السيسي) مكنش باعها.. بس عشان هو سارقها فمش فارقه معاه».

وأضاف «شريف عبده»: «حاربت وحررت سيناء بالبحر بالجزر، وعملت اتفاقيه السلام، عمرك سمعت السعودية كانت طرف في الاتفاقية دي؟».

وكتب الناشط السياسي «زياد العليمي» مستنكرا: «النيل لأثيوبيا، والأرض للسعودية، والاستثمار للإمارات، والقرار للي هيدفع، والتصالح للفاسدين، والسجن للأحرار».

وقال «خالد إبراهيم»: «أردوغان أسقط طائرة روسية لما تجاوزت حدود بلاده.. السيسي باع  جزيرتين على الحدود للسعودية».

وتعجب الناشط «معاذ» من المطالبين بعرض اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية المصرية السعودية على البرلمان، وكتب: «بيقولك ازاي السيسي يبيع جزيرتين دون الرجوع للبرلمان. دا لو راجع البرلمان ممكن بيع البحر الأحمر بسيناء بالناس اللي عليها».

وبعيدا عن جدال مصرية أو سعودية الجزيرتين، قال الناشط «تامر السيد»: «إن كان الإنسان المصري نفسه بلا قيمة في وطنه فلا بكاء على أرض بيعت!».

كانت الحكومة المصرية قالت إنها ستعرض الاتفاقية الجديدة لترسيم الحدود البحرية مع السعودية على البرلمان لإقرارها، وفقا للدستور.

 

  كلمات مفتاحية

تيران جزيرة صنافير السيسي عواد باع أرضه السعودية مصر

باحث سياسي: السعودية ومصر لا تملكان التصرف بجزيرتي تيران وصنافير

رسميا.. مصر تعترف بأحقية السعودية في جزيرتي تيران وصنافير

توقيع 17 اتفاقية بين القاهرة والرياض.. ومستثمر سعودي: انتهى زمن المساعدات

الإخوان ورموز سياسية يرفضون أنباء عن تنازل «السيسي» عن جزيرتين للسعودية

قياديان إخوانيان للملك «سلمان»: دعم «السيسي» عار.. سيسقط ولو دعمتموه بكل أموالكم

‏بالفيديو.. «جمال عبد الناصر»: «تيران» و«صنافير» مصريتان وأي مساس بهما عدوان⁦‪

صحيفة مصرية: «بن سلمان» تعهد بالالتزام ببنود «كامب ديفيد» المتعلقة بـ«تيران» و«صنافير»

«البرادعي» في مقال قبل 34 عاما: «تيران» و«صنافير» تقعان تحت «الاحتلال» المصري

«ستراتفور»: «السيسي» يخسر شعبيا والجيش يرى أن التخلي عن الجزيرتين يمس الكبرياء الوطني

باب ما جاء في حسن الجيرة

تيران وصنافير .. دلالات الجدل المصري

بالإجماع.. «الشورى» السعودي يوافق على اتفاقية ترسيم الحدود مع مصر

«نقابة الصحفيين» المصرية تعتزم مقاضاة وزير الداخلية

الأمن المصري يقتحم نقابة الصحفيين ويعتقل 2 من أعضائها .. ومطالبات بإقالة الوزير

مجلس الوزراء السعودي يوافق على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر

البرلمان المصري يعاود الانعقاد اليوم وينتظر ملف «تيران وصنافير»

برلماني مصري يكشف لأول مرة نص اتفاقية «تيران وصنافير» المثيرة للجدل

برلماني مصري: لا استفتاء على ملكية «تيران» و«صنافير»

مصر: تخفيف أحكام بالسجن بحق متظاهري «جمعة الأرض»

مغردون مصريون: «رجعوا حمادة» لاعب أولمبياد «ريو» الذي رفع علم السعودية