اقتحمت الأجهزة الأمنية المصرية، مساء الأمس، مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة، وألقت القبض على كل 2 من أعضائها وهما «محمود السقا» و«عمرو بدر»، بعد دخولهما في اعتصام احتجاجًا على الأمر الصادر بضبطهما من قبل «النيابة» بتهمة «الدعوة للتظاهر في جمعة الأرض».
من جانبها، عقدت نقابة الصحفيين اجتماعا في وقت متأخر مساء أمس، عقب القبض على «السقا» و«بدر»، ودعا مجلس النقابة إلى اجتماع طارئ للجمعية العمومية بعد غد الأربعاء ظهراً للتباحث في الواقعة.
كما شهدتْ النقابة وقفة لمئات الصحفيين على سُلمها في وقت متأخر، وأعلن «يحي قلاش»، نقيب الصحفيين، الاعتصام المفتوح في مقر النقابة، واعتبار مجلس النقابة في حال انعقاد دائم لحين عقد اجتماع الجمعية العمومية.
وأضاف في البيان الذي تلاه على الصحفيين المُتظاهرين: «إن كرامتهم من كرامة نقابتهم، وإن الأمر يمثل هجمة بربرية لم تحدث في تاريخ نقابة احتفلت بعيدها الماسي منذ أيام».
كما طالبت «الصحفيين» بإقالة وزير الداخلية على خلفية الاقتحام، حيث أضاف البيان: «هذا العدوان استباح حقوق وحريات الصحفيين وقدسية النقابة، بأنه لا يمكن غسل عاره إلا بإقالة فورية لوزبر الداخلية الذي أمر قواته بمحاصرة النقابة بالمخالفة للمادة 70 من الدستور».
واعتبر البيان أن سياسات الوزير الحالي، اللواء مجدي عبد الغفار، تؤدي إلى تأجيج حالة التوتر الداخلي لوطن يواجه التحديات، ودعت كافة النقابات إلى تدارس الواقعة وتأثيرها على العمل النقابي.
إلا أن وزارة الداخلية ردت في بيان لها أن القبض على «بدر» و«السقا» جاء وفقا لقرار النيابة، وبتنسيق مع مسؤول الأمن في النقابة، وإن «الصحفييْن سلما نفسيهما طواعية ودون استخدام أي نوع من أنواع القوة».
وكانت التظاهرات الأخيرة نددت باتفاقية «ترسيم الحدود بين مصر والسعودية»، ونُظمت في يومي 15 و25 من أبريل/نيسان الماضي. ورغم ما خاضته النقابة من معارك مع السلطة على مدار وجودها وما شهدته من احتجاجات ضد جميع الأنظمة، إلا أن هذه هي المرة الأولى في تاريخها التي يتم اقتحامها من قبل الأمن واعتقال أعضاء من داخلها.
ردود أفعال
وتواصلت ردود الأفعال من الكيانات والشخصيات المصرية، إذ كانت نقابة المهندسين من أوائل المتضامنين، ونقلت جريدة الشروق عن نقيبها إعلانه «الدعم الكامل لنقابة الصحفيين في كافة الإجراءات القانونية التي ستتخذها».
كما أبدى عدد من الصحفيين والشخصيات العامة استنكارهم لاقتحام الأمن للنقابة، مؤكدين على دعمها لموقفها، نقل موقع «بوابة الأهرام» عن نقيب الصحفيين السابق، «ضياء رشوان»، قوله «إن الواقعة بها خرق صريح لقانون نقابة الصحفيين، الذي ينص على عدم جواز تفتيش نقابة الصحفيين أو نقاباتها الفرعية دون وجود أحد أعضاء النيابة العامة، ونقيب الصحفيين أو من ينوب عنه».
وأضاف: «الواقعة تسيء إلى رئيس الجمهورية والحكومة، وطالب بتقديدم المسؤول للمحاسبة».
كما أصدر المتحدث الإعلامي باسم «الإخوان المسلمين» «محمد منتصر» بياناً في وقت مبكر من صباح اليوم جاء فيه: «إن ما جرى من اقتحام قوات السلطة العسكرية حرمة نقابة الصحفيين واعتقال واختطاف عضوين بالنقابة، وفض اعتصام أسر الصحفيين المعتقلين، تصعيد وجريمة غير مسبوقة لم يجرؤ أحد على فعلها من قبل»، كما ندد البيان بالتنازل عن جزيرتيّ «تيران وصنافير»، متهماً السلطة الحاكمة في مصر بأنها «تكمم الأفواه، وتقيد الحريات، وتسرق الوطن».
أما «جمال عيد»، الناشط الحقوقي، فغرد قائلاً: «في 3 مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في 1 مايو من كل عام سيتذكر العالم أن وزارة الداخلية اقتحمت نقابة الصحفيين في مصر».
وأضاف في تغريدة أخرى: «لو انت صحفي معارض متهم، ستقتحم النقابة وتعتقل لو انت صحفي مؤيد وعليك حكم ،تسافر في طائرة الرئيس ترفع علم السعودية تمر ترفع علم مصر تتسجن مصر».
