شينخوا: مليشيات الحوثي تستهدف معارضيها بصنعاء بسلوكيات تتنافى مع قيم المجتمع

السبت 27 سبتمبر 2014 05:09 ص

بعد ستة أيام من سيطرة مليشيات «الحوثي» المسلحة على معظم المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية في صنعاء، شرعت المليشيات في استهداف معارضيهم بسلوكيات وممارسات تتنافى كليا مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع اليمني المحافظ وسط استنكار محلي ودولي.

وتمكن أنصار مليشيات «الحوثي» من اقتحام العاصمة صنعاء يوم الأحد الماضي، والسيطرة على معظم مؤسسات الدولة, منها ما استخدمت فيها القوة ومنها ما تم استلامها دون مقاومة من قبل حراستها، ومن بين تلك المؤسسات مقر الحكومة ومقر القيادة العليا للجيش اليمني ومباني التلفزيون الرسمي ومبنى الإذاعة الرسمية ومعسكرات ووزارات عدة وشركات حكومية بالعاصمة.

وأعقب السيطرة على تلك المؤسسات في مساء نفس اليوم، تم التوقيع من قبل جميع الأطراف اليمنية على «اتفاق السلم والشراكة» إلا أن المليشيات ظلت تمارس أعمالها في السيطرة على المؤسسات الحكومية وشرعت في معارضيها بالعاصمة.

وأفادت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أول أمس الخميس أن الأجهزة الأمنية سجلت أكثر من 40 حالة استهداف قام بها عناصر من مليشيات «الحوثي» ضد خصومهم بصنعاء، تمثلت في اقتحام المنازل وتفتيشها والسيطرة على بعضها.

وأوضح المصدر أنه من بين تلك المنازل التي استهدفتها  مليشيات «الحوثيون» منزل الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة «نوبل للسلام»، ومنزل رئيس الوزراء الأسبق «فرج بن غانم»، ومنازل كل من وزراء التربية والتعليم والخدمة المدنية والتأمينات، ووزراء سابقين، وكذا اقتحام منازل قيادات حزبية وعسكرية وأمنية وبرلمانيين ورجال أعمال بالإضافة إلى استهداف منازل عدد من رجال الإعلام والصحافة والمؤسسات الإعلامية ومواطنين.

وكشف رئيس جهاز الأمن القومي اليمني الدكتور «على حسن الأحمدي» أول أمس الخميس عن اقتحام مليشيات «الحوثيين» لمنزله الشخصي، مشيرا إلى أن المليشيات الحوثية قامت  بنهب بعض محتويات المنزل وغادروه بعد بقائهم بداخله أربعة أيام، حسب وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».

وعلى الرغم من إبرام اتفاق سلام وشراكة، إلا أن مليشيات «الحوثي» ما زالت مستمرة في اقتحام مؤسسات حكومية عسكرية ومدنية، حيث سيطر مسلحو الجماعة على معسكر «الخرافي» شرق العاصمة صنعاء والذي يضم قوات حفظ السلام الدولية اليمنية، كما سيطر المسلحون أمس على مقر الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تدير أكبر مشروع اقتصادي باليمن.

وقال الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» في كلمة يوم الأربعاء خلال الاجتماع الوزاري الثامن لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك، ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية «جمال السلال»، إنه تفاءل بما تم التوصل إليه في الاتفاق الأخير الذي سمي بـ«اتفاق السلم والشراكة الوطنية»، إلا انه وبرغم توقيع الاتفاق فقد تم مهاجمة المعسكرات ومؤسسات الدولة ونهب بعضها من قبل «الحوثيين».

وأضاف قائلا: «أدعوهم لاحترام ما تعهدوا به وإلى السعي لتحقيق أهدافهم عبر العمل السياسي فقط لا عبر العنف واستخدام السلاح، وإيقاف أعمال العنف ورفع كافة المظاهر المسلحة واحترام مدنية العاصمة وحضارتها والخروج من كافة المؤسسات الرسمية والمدنية».

وقوبلت تصرفات جماعة «الحوثيين» ضد المعارضين لهم باستنكار دولي، وأكد« مجلس الأمن الدولي» يوم الأربعاء رفضه لأي أعمال تهدف إلى تعكير صفو الأمن في اليمن أو تنفيذ هجمات أو إطلاق تهديدات ضد المعارضين السياسيين, قائلا إنه أمر مرفوض, باعتباره مهدد للسلم والأمن في شتى أنحاء اليمن.

كما طالب «المجلس الدولي»، بوقف تلك الأعمال فورا، مؤكدا في ذات الوقت ضرورة الالتزام الصارم ببنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية لكافة الأطراف، بما في ذلك مليشيات «الحوثي».

على المستوى المحلي، قوبل استهداف المعارضين للجماعة باستياء واسع في الأوساط اليمنية، خاصة مثل هذه الممارسات والسلوكيات تتنافى مع القيم والأخلاق والعادات والتقاليد اليمنية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، «عارف أبو حاتم» إن اقتحام مليشيات «الحوثي» لمنازل المعارضين للجماعة عمل «غير أخلاقي» ويتنافى كليا مع قيم وعادات المجتمع اليمني المحافظ.

وأضاف لوكالة أنباء «شينخوا» أنه بالفعل تم اقتحام عشرات المنازل لمعارضين للحركة «الحوثية» بصنعاء، وهذا عيب أخلاقي لم يعتاده المجتمع اليمني، ولم تمارسه أي جماعة من قبل في البلاد.

وتابع «للبيوت حرمتها ففيها النساء والأطفال وكبار السن، ما المبرر لاقتحام هذه الخصوصيات».

وأوضح أن هذه الممارسات والسلوكيات وتزايد مخاوف الناس من استمرارها وتوسعها وهي كفيلة بإضعاف جماعة «الحوثي المسلحة»، وربما قد نرى تفجر حراك شعبي ضدها.

ودعا المحلل السياسي اليمني مليشيات «الحوثي» إلى أن تبعث رسائل تطمئن الناس، لا تزيد من مخاوفهم، وأن تتحول الجماعة إلى حزب سياسي يسهم في خدمة المجتمع اليمني.

وأوضح «البخيتي» لوكالة أنباء «شينخوا» أن اليمن تمر بمرحلة تحول سياسي نتيجة ثورة شعبية، وعادة ما تمر البلاد بحالة من الفوضى، وحدوث بعض الأخطاء والتجاوزات نتيجة لوجود أطراف أخرى تستغل حالة غياب أجهزة الدولة الأمنية.

وأضاف «هذا لا يعني أبدا السكوت عن بعض الأخطاء والتجاوزات, وعلى الجميع التعاون خاصة في ظل خصوصية هذه المرحلة».

وحسب «البخيتي» «كان هناك مواجهة بيننا وبين بعض الأطراف العسكرية التي رفعت السلاح في وجه الثوار، وفوجئنا أن الدولة تخلت عن مسئوليتها وأصبح هناك حالة فراغ في العاصمة، مما اضطرنا لشغل هذا الفراغ».

وأشار إلى أن هذه الأخطاء والتجاوزات لها أثار سلبية على جماعته، لكنه استدرك قائلا: «مقارنة الوضع الاستثنائي باليمن بالدول الأخرى نجد أن هذه التجاوزات محدودة جدا».

المصدر | شينخوا

  كلمات مفتاحية

الرئيس اليمني يطالب مليشيات الحوثي بالانسحاب من صنعاء

مليشيات الحوثي تحتفل بالسيطرة على صنعاء .. و«روحاني» يهنئهم بـ"النصر المؤزر"

ميليشيات الحوثي تطلق سراح عسكريين إيرانيين بعد محاصرة جهاز «الأمن القومي» بصنعاء

سعود الفيصل: الحوثيون بددوا آمال استقرار اليمن .. وواشنطن تلوح بالعقوبات الدولية

المبعوث الأممي لليمن: صنعاء محتلة من «الحوثيين» والوضع اليمني «خطير»