«السكينة» السعودية: إرهابيون يحاولون «أفغنة» التجنيد في سوريا

الثلاثاء 3 مايو 2016 09:05 ص

قال «عبد المنعم المشوح»، رئيس حملة «السكينة» لمكافحة الإرهاب، التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية السعودية، إن «الدعوات التي أطلقها الداعية التكفيري عبد الله المحيسني، كان جزء منها يدعو إلى تحريض الشباب على ترك تعليمهم وأعمالهم وأهلهم ووطنهم، والانخراط في قتال فتنة مع ميليشيات إرهابية».

وأضاف في تصريحات لصحيفة «عكاظ»، إن الجيل الحالي من التنظيمات الإرهابية يركز بشكل كبير على الحملات التسويقية للفكرة، نظرا إلى قصر نفس المتعاطفين والأنصار ولدخولهم في مراحل تذبذب، خصوصا في محيط الإنترنت وشبكات التواصل.

وأكد «المشوح» أن «حملة انفر» التي أطلقها «المحيسني»، أخيراً ظهرت بشكل مدعوم من قبل حسابات وشخصيات وفصائل تنتمي لتنظيم «القاعدة» وفصائل قريبة منه، وركزت على فكرة «أفغنة» التجنيد، وهي محاولة لإعادة التجنيد إلى بدايات العرب الأفغان، إذ كان حينها يتم تحييد الخلافات الفكرية والعقدية والمنهجية وتصبح الأهمية للقتال والتجنيد وتجميع أكبر عدد ممكن.

وأطلق كل من «جيش الفتح» وما يسمى «مركز دعاة الجهاد»، اللذي يتزعمه «المحيسني»، و«رابطة أهل العلم في الشام»، في 20 أبريل/نيسان 2016، حملة أطلق عليها اسم «انفر»، ويقوم عليها قرابة 300 من قادة الجماعات المقاتلة في سوريا، وتنشط في شمال سوريا وجنوبها.

وأكد «المشوح» أن التنظيمات الإرهابية بالفعل أصدرت بيانات ورسائل، وكانت مغرية في شكلها العام، لكن الاستجابة وفقا لمعطيات مواقع الإنترنت وشبكات التواصل جاءت ضعيفة، خصوصا في السعودية.

وكشف أن مجموعات التوعية والتوجيه والحوار التابعة للسكينة تدخلت بعد أن لاحظت نزول معدل الحملة الإرهابي من القمة، أي بعد ثمانية أيام من انطلاقها، مؤكدا أنهم يتبعون تكتيكا يقوم على التفكيك والتشتيت «الفكري»، ودائما من معه الحق ينجح في مواجهة حملات التشويه إن توافرت له الأدوات الفكرية والتقنية.

وبين أن المواجهة الإلكترونية مع الجماعات الإرهابية لا بد أن تقوم على التفاعل البشري الحاضر، مضيفاً: «نحن نتعامل مع مادة فكرية وعاطفية ذات أبعاد ومتغيرات، فالبث الإلكتروني ينجح في صناعة جو عام، لكن لا يصنع تغييرا في البنية الفكرية سواء للإرهابيين أو المتطرفين أو حتى المستهدفين الآخرين».

ونهاية العام الماضي، أكدت حملة السكينة، أنها رصدت تراجعا لافتا في شعبية تنظيم «الدولة الإسلامية» بين مناصريه وأتباعه، عبر وسائل التواصل الاجتماعية، التي كانت تعج في وقت سابق بأفكار وأهواء التنظيم.

وأكدت الحملة أنها تتبعت التفاعل مع خطاب زعيم التنظيم «أبي بكر البغدادي» الأخير، فوجدت التفاعل معه «باردا جدا مقارنة بخطابات سبقت».

وعزت ذلك إلى تراجع شعبية التنظيم، وتخلي الإيرانيين عن أكثر منصاته التي كانت تنطلق من طهران،، حيث توقف أكثر من ٥٠ مُسوقاً للتنظيم في إيران، مشيرة إلى أن تناول «البغدادي» السعودية بالسوء، يعود إلى خيبة أمله بأبنائها.

وأشارت السكينة السعودية إلى أنها كانت توقعت انفضاض التأييد لـ«الدولة الإسلامية»، لأنها لاحظت منذ البداية، «هشاشة خطابه الديني، وفشله في الإقناع الشرعي، رغم ترسانته الإعلامية، وقدراته في المجال التقني».

والسكينة هي حملة إلكترونية تطوّعية مستقلة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية، انطلقت عام 2003.

وتقوم فكرة الحملة على التخصص في عالم الإنترنت والانتشار في مواقع ومنتديات ومجموعات الإنترنت، وذلك عبر فريق مختلف التخصصات، يحقق بتكامله أهداف الحملة عبر الوسائل والأساليب المناسبة والمؤثرة على أن تكون صفة الانتشار والتعامل مع المُستهدفين صفة شخصية وديّة.

ومن خلال هذه المواقع والمنتديات يتم بث المفاهيم الصحيحة ومناقشة الأفكار المنحرفة، قد يكون هذا النقاش علناً أو عبر الرسائل الخاصة أو برامج المحادثة الثنائية، وتُركّز على المضمون الشرعي، بالإضافة إلى الأدب في الحوار ومراعاة التفاوت في ثقافة المخاطبين.

 

  كلمات مفتاحية

حملة السكينة الدولة الإسلامية السعودية سوريا

فيديو.. الداعية السعودي «المحيسني» يدعو طلاب العلم إلى «النفير» في سوريا

«السكينة»: تراجع شعبية «الدولة الإسلامية» والسعوديون خيبوا أمل «البغدادي»

السعودي «المحيسني» في رسالة لأهل سوريا: دونكم رقاب آلاف «المجاهدين»

حملة السكينة: قيادات داعش «عنصرية» ولا تثق فى السعوديين!

«السكينة» تعمل على قياس تعاطف الشارع السعودي مع «دولة الخلافة»

«و.س. جورنال»: نشاط سعودي من أجل اعتراض تجنيد «المتشددين» عبر الإنترنت