«تجنيس القبائل النازحة».. مناشدة جديدة لتصحيح أوضاع «البدون» في السعودية

الثلاثاء 3 مايو 2016 04:05 ص

أطلق نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حملة مناشدة لولاة الأمر في السعودية، لتجنيس القبائل النازحة، مشيرين إلى أن هذه القبائل بها لكثير من الخبرات التي قد تفيد المملكة.

والقبائل النازحة أو «البدون» كما يسميهم البعض، هم مجموعة من الأشخاص، يعيشون في جنوب السعودية، وشمالها ولا يحملون أي جنسية.

وتعاني هذه الفئة من عقبات عدة، تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، كما يتعرض البعض ممن يعمل فيهم لدى القطاعات الحكومية والخاصة للاستغناء عن خدماته بعد انتهاء صلاحية البطاقات الحالية، فضلا طول إجراءات التجديد.

كما يعاني «البدون»، الذي يبلغ عددهم حوالي ربع مليون مواطن، من عدم القدرة على العلاج في المستشفيات الخاصة والحكومية، ما زاد الأمر سوءا إلى جانب عدم قبول أبنائهم في المدارس الحكومية، وحرمانهم من التنقل بين المدن بدون هوية، إضافة إلى 10 آلاف حالة زواج مخالفة تمت بدون توثيق.

وتحت وسم «مناشدة تجنيس القبائل النازحة»، أطلق الناشطان الحقوقيان «خالد المصلوخي» و«عبد الله صالح»، حملة، للمطالبة بحل الأزمة، وأكدا في عدة تغريدات أن مطالبهم تتركز في الحصول على هوية كباقي المواطنين السعوديين.

هذا حقهم

«حساب عنزه»، كتب: «قضية البدون قبل أن تكون مجرد قضية ورقة هوية، هي قضية إنسانية لبشر ولدوا على أرض وينتظرون حقوقهم كمواطنين».

الإعلامية «دينا الخميس»، تساءلت: «لكل إنسان حق الحصول على جنسية وهوية الأرض التي يقيم فيها.. إلى متى هذه التعقيدات.. كيف لشخص أن يعيش بلا هوية؟»، وأضاف «شلال الضبعان»: «يستحقون.. فهم أبناؤنا وإخواننا، كما أنهم امتداد لنا.. أتمنى أن يدرس وضعهم وتنهى معاناتهم».

وغردت الإعلامية «غادة العلي»: «من حق كل شخص ينتمي لأرض أنه يحصل على هويتها، وما أعتقد إن البدون نزلوا من الفضاء.. هم قبائل معروفة غنية عن التعريف».

وأضافت «سعاد الشمري»: «كيف يجنس أصلا وهو ابن البلد والأرض والنخل.. هو فقط يحتاج هوية ليمارس متطلبات حياته اليومية بعدل وإنصاف وإنسانية» واتفق معها «محمد الضميان»، بالقول: «أبناء القبائل العائدة تناشدكم برفع المعاناة عنهم.. أيتام، أرامل، عوانس، شباب عاطلون».

أما الكاتبة «إيمان الحمود»، فأشارت إلى بيت الشعر الذي يقول: «بلادي وان جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام»، وعلقت عليه بالقول: «أبيات لم أفهم معناها إلا عندما لمست عشقهم لهذه الأرض».

بينما شاركت الناشطة «نوال الجابري» بقولها: «بعضهم يرفض منحهم الجنسية خوفاً من أن يزاحموهم بفرص العمل والتعليم.. لا يعلمون أن ابن آدم لا يموت حتى يستوفي رزقه».

معاناة مستمرة

«صلاح العنزي»، كشف عن معاناته قائلا: «قبل شهر سافرت لإحدى المناطق، رفضت الفنادق استقبالي.. يقولون بطاقتك غير سارية المفعول.. فنمت في أحد المساجد».

وتابع «غريب في وطنه» قائلا: «والدي خدم الوطن 33 سنة بالعسكرية.. ولا يحمل الجنسية.. تقاعد وتم إيقاف راتب التقاعد لحين حصوله على الجنسية».

في الوقت الذي قال «خالد المصلوخي»، أحد أبناء هذه القبائل: «عندما يتم تجنيس القبائل سيتم الاستفادة منهم بعدة قطاعات.. فلدينا الكثير من الشباب الناجح والطموح».

واتفقت معه «أمل المطيري»، حين غردت: «من ولد في أرض فهو ابن لها، وقد يكون الذين لا يحملون الجنسية انفع لهذه الأرض وأحن عليها ممن يحملونها».

وتوسل «موسى العنزي»، تحت الوسم، وكتب: «نحن أرحامكم وأبناؤكم ومصيرنا مشترك.. ونحن أهل السنة والجماعة نسترعي عطفكم بإنهاء هذا الكابوس الجاثم على صدورنا».

أما «خالد الفاخري» الأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، فشارك في الوسم، وكتب: «الموضوع محل اهتمام.. والجمعية تتابع هذا الملف باهتمام»، وغرد «خلف المشعان»: «نسأل الله أن يعجل بالفرج.. ثقتنا بالله ثم بولاة أمرنا كبيرة»، وتابع «عاطف المسمار»: «ياليت والله يتم إنهاء مشكلتهم واستخراج بطاقات لهم».

«عبد الله صالح» شارك عبر الوسم بقوله: «البدون نسبه لا تشكل حتى 0.5% من تعداد سكان المملكة.. وولاة أمرنا قادرون على إدخال الفرح علينا بقراراتهم».

وكانت صحيفة «الوطن» السعودية، نقلت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن وكالة الأحوال المدنية في السعودية، تدرس وضع حلول إيجابية تتضمن منح فئة «البدون» بطاقات بصلاحيات أوسع، لتمكينهم من الاستقرار في جميع شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والأسرية.

وبحسب تقرير جمعية حقوق الإنسان السعودية، يصنف معدومو الجنسية في السعودية إلى خمس فئات: الأفراد الذين سُحبت منهم هوياتهم نتيجة بلاغات تفيد بعدم نظامية حصولهم على الهوية الوطنية الرسمية. والثانية أشخاص سُحبت هوياتهم، لأسباب تعود إلى عدم ثبوت انتمائهم القبلي السعودي. 

أما الفئة الثالثة فهم الحلفاء الذين صدرت لهم بطاقة الخمسة أعوام، ولم يمنحوا الجنسية حتى الآن، على الرغم من انتماء هؤلاء إلى إحدى القبائل السعودية. والفئة الرابعة التي قدمت للسعودية للحج أو العمرة، ومكثوا بطرق غير نظامية، ويحملون الجنسية الأم لبلادهم، ولكنهم يخفونها للحيلولة دون ترحيلهم إلى بلدانهم، وهذه الفئة في ازدياد. فيما تتمثل الفئة الخامسة في مَن صدرت لهم الموافقة للحصول على الجنسية السعودية، لكن الإجراءات الإدارية لم تنتهِ حتى الآن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البدون السعودية معاناة الملك سلمان التجنيس البدون في السعودية مناشدة

«العبيدي» يقرر علاج أبناء الكويتيات من «البدون» والأجانب مجانا مدى الحياة

مصادر: السعودية تدرس منح «البدون» بطاقات بصلاحيات أوسع

«الغارديان»: دبي جديدة في جزر القمر وحل مشكلة البدون بـ200 مليون دولار

«سوق الجنسيات» ليست حلا لمحنة «البدون» في الخليج

حقوق الإنسان السعودية تنتقد بطء تصحيح أوضاع البدون في المملكة

البدون في الخليج: المعاناة مستمرة

توجيهات عليا بتصحيح أوضاع الأطفال السعوديين من أمهات أو أزواج أجانب

الكويت: تطبيق البصمة الوراثية على المواطنين العام الجاري

دموع الطفلة أنوار تنكأ جراح بدون السعودية