«الحوثيون» يستبعدون تنفيذا سريعا لاتفاق إطلاق سراح المعتقلين

الخميس 12 مايو 2016 06:05 ص

أكد مبعوث «الأمم المتحدة» إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» أن الأطراف اليمنية ناقشت، أمس الأربعاء، بعض الرؤى حول القضايا العسكرية والأمنية بما فيها تلك التي تتعلق بآليات الانسحاب وتجميع القوات.

وأضاف «ولد الشيخ» في بيان صحفي أن أعضاء لجنة الأسرى والمعتقلين ناقشوا بدورهم مقترح الإفراج عن 50% من جميع الأسرى والمعتقلين لدى جميع الأطراف قبل حلول شهر رمضان والآليات اللازمة لتنفيذ ذلك ومعايير اختيار القوائم الأولية واتفقوا على بلورة مقترحات في هذا الشأن.

من جهة أخرى، قللت مصادر قريبة من المشاورات من احتمال بدء تبادل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين قريبا، بعدما تراجع «الحوثيون» عن الاتفاق واستبعدوا تنفيذا سريعا لهذه الأفكار.

وكانت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية نسبت، أول أمس الثلاثاء، إلى اللجنة المختصة بالسجناء والأسرى والمعتقلين اتفاقا من حيث المبدأ على بحث مقترح لإطلاق 50% من المحتجزين لدى كل طرف قبل شهر رمضان المقبل وعلى إطلاق جميع المحتجزين مستقبلا كبادرة حسن نية وإجراء لبناء الثقة.

وفي سياق متصل، قال «ولد الشيخ» إنه التقى أعضاء من لجنة التهدئة والتواصل بحضور بعض من أعضاء الوفود المشاركة في المشاورات وجرى مناقشة عمل اللجنة واللجان المحلية والتحديات التي تواجه عملها وكيفية التغلب عليها، مشددا على أهمية تفعيل اللجان المحلية ودعم عملها.

وأوضح أن الوفود اليمنية أبدت التزامها بالحوار كسبيل وحيد لوقف الحرب في اليمن والعودة للانتقال السياسي السلمي والمنظم استنادا إلى مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات «مجلس الأمن» ذات الصلة.

ودعا «ولد الشيخ» الجميع إلى دعم اليمن في هذه المرحلة الفاصلة، متمنيا في الوقت ذاته على وسائل الإعلام الابتعاد عن نشر الشائعات التي تشوش على مسار السلام.

وأشار إلى أنه التقى كذلك مبعوث «مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن «صالح القنيعير» وعددا من الدبلوماسيين وبحث معهم سبل توحيد الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل ومستدام في اليمن.

كما أعلن أن اللجان الثلاث ستستأنف اجتماعاتها، صباح اليوم الخميس، لاستكمال بحث جميع القضايا المدرجة على جدول الأعمال.

خروقات واغتيالات

على صعيد آخر، أوضح محافظ عدن اللواء «عيدروس الزبيدي» أن ترحيل بعض اليمنيين ممن لا يحملون هويات شخصية من عدن إلى مناطقهم يأتي ضمن خطة أمنية مدروسة مصادق عليها من الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي لمكافحة الإرهاب وانتشار الجريمة، متعهدا بإعادة الأمن والاستقرار إلى عدن، بحسب تصريحات لصحيفة «الحياة».

ونجا قائد المنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني اللواء «عبدالرحمن الحليلي» من محاولة اغتيال، أمس الأربعاء، وسط حضرموت، كما تصاعدت خروق الهدنة على أكثر من جبهة، واندلعت اشتباكات ضارية بين القوات الحكومية وميليشيا «الحوثيين» في تعز.

وعقدت اللجنة الفرعية المسؤولة عن ملف الأسرى والمعتقلين اجتماعا أمس الأربعاء، برعاية «الأمم المتحدة» ودرست مقترحات للإفراج أو تبادل عدد أو نسبة من الأسرى في غضون فترة قصيرة كبادرة حسن نية، إضافة إلى معايير اختيار الأشخاص المطلوب إطلاق سراحهم وآليات التنفيذ المناسبة، لكن لم يعلن عن نتائج محددة أو مواعيد زمنية للتنفيذ، كذلك عقدت اللجنتان الفرعيتان المختصتان ببحث الملفين السياسي والأمني اجتماعات أمس الأربعاء.

ووفقا لمصادر قريبة من المشاورات، فإن الصعوبة في عمل اللجان تكمن في محاولات وفد «الحوثيين» وحزب الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» انتزاع اعتراف من الحكومة بشرعية الوضع الذي ترتب على اقتحام صنعاء وهيمنة الانقلابيين على اليمن، وهو ما ترفضه الحكومة اليمنية بشدة مدعومة بهذا من دول «مجلس التعاون الخليجي».

وأفادت مصادر مطلعة بأن ممثلي «الحوثيين» و«صالح» في اللجنة السياسية جددوا موقفهم الرافض للتعاطي مع الملف السياسي من دون التوافق على سلطة تنفيذية، فيما أكد الوفد الحكومي أن هذا المطلب لا يمكن أن يكون قبل استعادة الدولة وتسليم الأسلحة وإنهاء الانقلاب.

وفيما يتعلق باللجنة الأمنية، قالت المصادر إن الوفد الحكومي قدم، أمس الأربعاء، رؤيته لتنفيذ عملية الانسحاب وتسليم الأسلحة وفقا للقرار الأممي 2216، وتضمنت تصور الحكومة لانسحاب «الحوثيين» وحلفائهم من المعسكرات والوزارات والمواقع العسكرية والنقاط والممتلكات العامة والطرق الرئيسة.

وعلى صعيد ميداني، تواصلت خروقات الهدنة في مختلف الجبهات، واتهمت القوات المشتركة للجيش الوطني و«المقاومة الشعبية» ميليشيا «الحوثيين» وقوات «صالح» بأنها جددت قصفها العنيف على عدد من الأحياء السكنية بمدينة تعز، مستخدمة صواريخ الكاتيوشا والقذائف المدفعية، كما استهدفت مواقع الجيش والمقاومة.

إلى ذلك، نجا قائد المنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني اللواء «عبدالرحمن الحليلي»، أمس الأربعاء، من محاولة اغتيال عندما فجر انتحاري يعتقد أنه من عناصر تنظيم «القاعدة» سيارة مفخخة في طريق موكبه الذي كان يمر من منطقة «الباطنة» القريبة من مديرية القطن وسط وادي حضرموت.

وأفادت مصادر عسكرية بأن ثلاثة على الأقل من مرافقي «الحليلي» قتلوا وأصيب 13 آخرون بينهم مدنيون كانوا في الجوار أثناء الانفجار.

وكان «الحليلي» قاد حملة عسكرية ضد معاقل «القاعدة» في مناطق وادي حضرموت أدت إلى السيطرة على معسكرات تدريبية للتنظيم وتدمير كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر ومعامل تصنيع المتفجرات وتفخيخ السيارات.

من جهة أخرى، قلل محافظ عدن اللواء «عيدروس الزبيدي» من أهمية الأصوات المنادية بإقالته، والانتقادات التي وجهت إليه ومدير الأمن بسبب تطبيق إجراءات أمنية صارمة أدت إلى ترحيل عدد ممن لا يحملون هويات شخصية إلى محافظاتهم، مؤكدا أن مسألة الإقالة أو غيرها ليست في حساباته، وأنه ومدير الأمن سيقومان بدورهما في مكافحة الإرهاب، إلى جانب المجتمع الدولي والإقليمي وأفراد المقاومة والسلطة المحلية في عدن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين علي عبدالله صالح الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد محادثات السلام اليمنية

«ولد الشيخ»: الاتفاق على بحث إطلاق نصف المعتقلين قبل رمضان

المحادثات اليمنية في الكويت تتوصل لاتفاق لإطلاق سراح كافة المعتقلين

وساطة كويتية وأممية تنجح في إعادة فرقاء اليمن إلى طاولة المشاورات

الجيش اليمني يؤكد التزامه بوقف إطلاق النار على جميع الجبهات

«ولد الشيخ أحمد» يؤكد استمرار المفاوضات اليمنية بالكويت

تضارب الأنباء بشأن تعليق محادثات السلام اليمنية في الكويت

إضراب عشرة صحفيين يمنيين مختطفين عند «الحوثي» عن الطعام

المتحدث باسم «الحوثيين»: لا سلام في اليمن دون التفاهم مع السعودية

«العفو الدولية» تتهم «الحوثيين» وحلفاءهم بتنفيذ اعتقالات وحشية وعمليات تعذيب

«العفو الدولية»: جماعة «الحوثي» تمارس اعتقالا تعسفيا واختفاء قسريا لمعارضيها

اختفاء 10 صحفيين يمنيين من أحد سجون «الحوثي»

«الحوثي يعذب الصحفيين».. حملة إلكترونية لإطلاق سراح صحفيي اليمن

اليمن: الحوثيون يحيلون 10 صحفيين مضربين عن الطعام إلى النيابة