«النهضة» التونسية تعيد انتخاب «الغنوشي» رئيسا لها وتقر تحولها إلى حزب سياسي

الاثنين 23 مايو 2016 07:05 ص

أعادت حركة النهضة التونسية، فجر الإثنين، انتخاب رئيسها وزعيمها التاريخي «راشد الغنوشي» رئيسا لها كما كان متوقعا، وذلك خلال مؤتمرها العاشر الذي أقرت فيه الفصل بين نشاطاتها السياسية والدعوية.

وعقدت الحركة مؤتمرها العاشر الذي وصف في مسودة البيان الختامي بـ«التاريخي»، السبت والأحد في فندق في مدينة الحمامات على بعد حوالى ستين كيلومترا جنوب العاصمة التونسية.

وأُعيد انتخاب «الغنوشي» (74 عاما) بأكثر من 75% من الأصوات، أي 800 صوت، وحصل «فتحي العيادي» الرئيس المنتهية ولايته لمجلس شورى الحركة، أعلى هيئة فيها، والقيادي «محمد العكروت» على 22 صوتا و29 صوتا على التوالي.

وأثارت نتيجة التصويت التي عرضت على شاشة كبيرة عاصفة من التصفيق في القاعة قبل أن يقوم الحضور بترديد النشيد الوطني.

وكان «راشد الغنوشي» الداعية الذي نشط في سبعينيات القرن الماضي وأحد أبرز وجوه الإسلام السياسي في تونس والعالم الإسلامي، عاش في المنفى في لندن نحو عشرين عاما قبل أن يعود إلى تونس بعد ثورة 2011.

حزب مدني

وخلال مؤتمرها، استعرضت حركة النهضة الحزب الأول في البرلمان التونسي، حصيلة آدائها خصوصا منذ ثورة 2011 ووضعت استراتيجية للسنوات المقبلة.

وقال «الغنوشي» للصحفيين مساء الأحد إن النهضة «حركة تونسية تتطور (…) مع تونس».

وأضاف: «نتجه بشكل جدي وتم تبني ذلك اليوم باتجاه حزب سياسي وطني مدني ذي مرجعية إسلامية ويعمل في إطار دستور البلاد ويستوحي مبادئه من قيم الإسلام والحداثة».

وهذا التحول الذي أثار تعليقات واسعة في تونس ويدرس منذ سنوات، قدمه مسؤولو النهضة على أنه نتيجة تجربة الحكم ومرور تونس من الاستبداد إلى الديموقراطية إثر ثورة 2011.

وكانت حركة النهضة واجهت قمعا شديدا خلال حكم «زين العابدين بن علي» وخرجت منتصرة من أول انتخابات ديموقراطية جرت بعد ثورة 2011، وبعد أن أمضت سنتين في غاية الصعوبة في الحكم قررت التنحي وسط أزمة سياسية خانقة ضربت البلاد.

وفي نهاية 2014 جاءت النهضة ثانية في الانتخابات التشريعية بعد حزب نداء تونس بقيادة الرئيس الحالي «الباجي قائد السبسي»، لكنها تبقى حزبا مؤثرا في البلاد والسياسة التونسية رغم أن قرار الدخول في ائتلاف حكومي مع حزب نداء تونس أثار جدلا داخلها.

تصريحات مطمئنة

ويبدو أن هذا التغيير يتوافق مع آراء غالبية الشعب التونسي، فقد أفاد استطلاع أخير للرأي أن 73% من التونسيين يؤيدون الفصل بين الدين والسياسة.

وأجرت مؤسسة سيغما التونسية هذا الاستطلاع بالتعاون مع المرصد العربي للديانات والحريات ومؤسسة كونراد اديناور.

وتتابع بقية الأحزاب السياسية في تونس مع وسائل الإعلام باهتمام شديد هذا التحول، وتتساءل عن مداه الفعلي وتأثيره السياسي في البلاد.

وقالت «بشرى بلحاج حميدة»، البرلمانية التي استقالت من حزب نداء تونس خصوصا بسبب نقص «الوضوح» في العلاقة مع النهضة، أنها تنتظر إثباتات على هذا التغيير المعلن.

وأضافت أن «مستوى التصريحات هذا مطمئن لكنه غير كاف.. يجب أن يثبت هذا الحزب ذلك في خطابه السياسي اليومي وفي علاقاته مع الجمعيات».

وانتخب مندوبو الحزب البالغ عددهم حوالى 1200 فجر الإثنين ثلثي أعضاء مجلس الشورى الذي يعود إلى رئيس الحزب تعيين ثلثه.

وكانت الحركة افتتحت مؤتمرها في إحدى ضواحي العاصمة بحضور آلاف الأشخاص بينهم «قائد السبسي»، مع أن الرئيس وحزبه نداء تونس شنا في الماضي حملة شعواء على الحركة الإسلامية التي كانا يصفانها بالظلامية ويتهمانها بالتعاطف مع الإسلام الجهادي عندما كانت في السلطة، لكن اليوم، يتعمد «الغنوشي» و«السبسي» إظهار تقاربهما.

  كلمات مفتاحية

راشد الغنوشي النهضة التونسية فصل الدعوي عن السياسي

«الغنوشي»: الإسلام يتسع للعلمانية ولحرية المعتقد!

«الغنوشي»: حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية

«الغنوشي»: الدين يتضرر إذا ارتبط بحزب وسنتفرغ للعمل السياسي الإصلاحي

إعادة تأسيس «حركة النهضة» التونسية

الغنوشي: «حركة النهضة» بصدد التحول إلى حزب سياسي

أوهام «فوبيا الإخوان» لدى النخبة التونسية

تونس قبل «النهضة»

«الغنوشي»: فصل الدين عن السياسة مرحلة من مراحل «التطور» استعدت لها «النهضة»

انعطافة أخرى في مسيرة حركة النهضة التونسية

«هرمنا» من أجل هذه اللحظة .. الديموقراطية الإسلامية

الربيع والإسلام السياسي وانقلاب النهضة

عن قرار حزب النهضة التونسي فصل الدين عن السياسة

ذكر ما جرى فى تونس!

«الغنوشي»: «النهضة» بديل لـ«داعش» و«القاعدة»

«الغنوشي»: مقبولون على تغييرات شاملة في قيادات الحركة المركزية

مأزق إخوان مصر بين الدعوي والسياسي

بعد أيام من استقباله «القرضاوي».. العاهل السعودي يستضيف «الغنوشي» على الإفطار

«زياد العذاري» أمينا عاما جديدا لـ«النهضة» التونسية خلفا لـ«علي العريض»