اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية المملكة العربية السعودية بالسعي لتصعيد توتر العلاقات مع إيران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «حسين جابر أنصاري»، أمس السبت، إنه في حال لم يستطع الإيرانيون أداء مراسم الحج فإن «مسؤولية الصد عن سبيل الله تقع على السعودية».
وأضاف «أنصاري»: «أجرت منظمة الحج الإيرانية المفاوضات، وزار وفدنا السعودية وعاد، وقد صرحت طهران مرارا وتكرارا أن مسؤولية ما حدث إلى الآن يقع على عاتق الحكومة السعودية، فهذه الحكومة ورغم الشعار الذي ترفعه بأنها تنظر إلى قضية الحج بصرف النظر عن خلافاتها السياسية مع إيران، فإنها لم تفعل ذلك، بل مزجت خلافاتها السياسية بقضية الحج، حسبما نقلت وسائل الإعلان الإيرانية».
وتابع: «هذه الخلافات وحالها حال قضايا المنطقة، حيث ترى السعودية نفسها بهذا الشأن في مواجهة مع إيران، والرياض منذ فترة طويلة وضعت هدفها الأول المواجهة مع طهران وزيادة التوتر معنا، فالمملكة تبذل جهودها لتصعيد توتر العلاقات مع إيران».
واستطرد: «إذا لم يتم أداء الحج هذا العام للحجاج الإيرانيين، فمن المعروف تماما أن السعوديين ماطلوا لعدة أشهر وعرقلوا إصدار التأشيرات ولم يقدموا أي ضمان لسلامة الحجاج وأمنهم، فإذا لم يتم أداء الحج فإن مسؤولية الصد عن سبيل الله تقع على السعودية، مؤكدا أن الرياض وحتى هذه اللحظة لم توقع الاتفاقية التي كان ينبغي أن توقعها لإصدار التأشيرات من قبل مكتب رعاية مصالحها في إيران (أي السفارة السويسرية)».
واتهم «أنصاري» السعودية بأنها مصدر أغلب التيارات والتنظيمات التكفيرية، وهي تقدم أكبر دعم مالي لهذه التنظيمات، ملوحا بحدود صبر إيران، ومعلقا: «سعينا في السنوات الأخيرة للتعامل مع السعودية بضبط النفس إلى أبعد الحدود، إلا أن هذا لا يعني أننا وقفنا مكتوفي الأيدي».
ومن جهة أخرى، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أول أمس الجمعة، رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين، وقالت إن بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية امتنعت عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج وتتحمل أمام الله ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها من أداء الحج لهذا العام، مضيفة أنها على استعداد دائم للتعاون فيما يخدم الحجاج ويسهل إجراءات قدومهم.
جاء ذلك إثر سلسلة من الاجتماعات ناقش فيها الطرفان السعودي والإيراني جميع الأمور الخلافية التي سبق تداولها، قبل أن يعلن الوفد الإيراني رغبته في المغادرة دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم.
وأكدت وزارة الحج السعودية أنها استجابت لعدد من الإجراءات التي أبدى الطرف الإيراني مخاوف حولها، مثل حصول الحجاج الإيرانيين على تأشيرات رقمية لدخول السعودية، واتفاق حول شروط نقل الحجاج عبر الجو، وكذا التمثيل الدبلوماسي للحجاج الإيرانيين في مدينة مكة، والذي تضطلع به البعثة الدبلوماسية السويسرية.
