اختتمت أمس الجمعة فى العاصمة الروسية موسكو أعمال الاجتماع الرابع للجنة المشتركة بين دولتي الإمارات العربية وروسيا الاتحادية، بحضور «دينيس مانتورف» وزير التجارة والصناعة الروسي والشيخ «عبدالله بن زايد» وزير الخارجية الإماراتي إضافة إلى عدد كبير من مسئولي الوزارات والهيئات والمؤسسات فى البلدين.

وأعرب الوزير الإماراتي فى الكلمة التى ألقاها فى الاجتماع الختامي عن شكره وتقديره للجانب الروسي مشيدا بحسن استضافة موسكو لأعمال اللجنة، كما أكد على ارتباط البلدين بعلاقات صداقة مبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل، كما أكد على أن انعقاد هذه اللجنة للمرة الرابعة يعد دليلاً على حرص القيادة على تعزيز التعاون الثنائي، بما يخدم المصالح المشتركة لكلا الطرفين والتمهيد للأرضية اللازمة لإحداث التقارب بين البلدين أكثر مما مضى.

ووفقا للبيانات التى ألقاها وزير الخارجية الإماراتي فإن حجم التبادل التجارى بين البلدين شهد تطوراً ملحوظاً حيث بلغ قرابة 2.5 مليار دولار فى عام 2013 مقارنة 1.48 مليار دولار فى 2012 ومليار دولار فى عام 2011، وهى الأرقام التى لا ترتقي لمستوى تطلعات البلدين لحجم العلاقة بينهما وفقا لتصريحات الوزير الإماراتى والتي نقلتها عنه وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

هذا وتبلغ قيمة الاستثمار المتبادل بين البلدين 18 مليار دولار وفقا للتقديرات، كما وقعت إمارة أبوظبي خلال شهر سبتمبر/ أيلول 2013 في موسكو مذكرة تفاهم لإنشاء صندوق استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، والذى يعد الاستثمار الأضخم لجهة خارجية فى البنية التحتية الروسية، في الوقت نفسه فقد تم التوقيع على اتفاقية بين صندوق «مبادلة» للبنى التحتية وصندوق «الاستثمارات المباشرة الروسي» لإنشاء مشروع مشترك تصل قيمته إلى ملياري دولار أميركي.

وتشير التقارير الاقتصادية إلى ارتفاع حجم  التجارة غير النفطية بين الدولتين بمقدار 7.5% في عام 2013 مسجلة 897 مليون دولار، وطبقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية  فإن 8 شركات روسية مسجلة حاليا فى وزارة الاقتصاد إضافة إلى 30 وكالة و124 ماركة تجارية .

وقد أنشأ رجال الأعمال الروس والإماراتيون أكثر من 350 مشروعا مشتركاً في دولة الإمارات العربية المتحدة وافتتحت أكثر من 40 شركة روسية مكاتب لممثليها في دولة الإمارات، كما ترتبط البلدان باتفاقية تعاون فى مجال الطاقة النووية السلمية تم توقيعها فى عام 2013 .

ووفقا لــما ذكره «تيودور كاراسيك»، مدير الأبحاث والتحليل في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري فى مايو/أيار الماضى تعليقا على الاجتماع الوزاري للدفاع بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في جدة، فإن دول الخليج تسعى لتوثيق علاقاتها مع روسيا بسبب ما وصفه بطول التقاعس الأمريكى بخصوص القضايا الشائكة فى المنطقة وبخاصة الملف السورى، وكنوع من رد الفعل تجاه موقف الولايات المتحدة الودود تجاه إيران فى الأشهر الأخيرة ، كما نوه إلى نجاح روسيا فى فتح أسواق لها فى الإمارات العربية المتحدة والعراق الجزائر ودول أخرى متطلعة ًإلى القيام بدور أكبر فى المنطقة ، ويعتقد «كاراسيك» أن العلاقات بين بعض دول الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا والكرملين قوية جدًا نظرا للحماقات التى ارتكبتها الإدارة الأمريكية على حد وصفه.