كيف خدع «الخميني» يوما الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر»؟

الثلاثاء 7 يونيو 2016 08:06 ص

ظهرت آفاق جديدة لمدى الضعف الذي بدا عليه الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر» من خلال رفع السرية عن برقيات وزارة الخارجية المتعلقة بسقوط شاه إيران.

ووفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية، «بي بي سي»، فإن «آية الله الخميني» قد سعى سرا في يناير/كانون الثاني عام 1979 إلى الحصول على مساعدة الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر» للتغلب على المعارضة داخل الجيش الإيراني، والتي كانت لا تزال موالية لنظام الشاه. وقد وعد «الخميني» أنه إذا كان بإمكانه العودة من منفاه في فرنسا إلى إيران، بتسهيل من الولايات المتحدة، فإن بإمكانه أن يمنع حربا أهلية وأن نظامه لن يكون معاديا لواشنطن.

ويبدو أن الرجل الذي كان على وشك أن يصبح المرشد الأعلى بإيران كان يعرف الأبله بمجرد النظر إليه. ما فعله «كارتر» ردا على طلب «الخميني» ليس واضحا تماما في الوثائق التي تم الكشف عنها حديثا، ولكن «الخميني» قد عاد بالفعل إلى إيران وتم إسقاط خصومه العسكريين أو طردهم بلا رحمة. وقد تحولت إيران 180 درجة من كونها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة لتصبح أحد خصومها الأكثر عندا.

عدم رغبة «كارتر» في دعم الشاة، حليف واشنطن القوي طويل الأمد في ذلك التوقيت، كان معروفا منذ فترة طويلة على الرغم من الإعلان المستمر للدعم في ذلك التوقيت. وليس من المؤكد أن «الخميني» كان يعتمد على ذلك في واقع الأمر. ضمن إدارة «كارتر»، كان العداء لنظام الشاة بسبب سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان، التي مثلت حجر الزاوية في سياسة كارتر، ملحوظا وواسع النطاق بشكل كبير.

وبالتالي إن إيران قد مثلت واحدة من أول الاختبارات لمدى تفاني الإدارة الأمريكية في خدمة المبادئ المجردة على حساب المصالح العسكرية والسياسية الملموسة.

لم يكن الشاة جيفرسونيا ديمقراطيا. ولكن هل يمكن لأحد أن يجادل بجدية أن 35 عاما من الحكم الاستبدادي من جانب المتطرفين الدينيين قد أثمرت أفضل لحقوق الإنسان في إيران؟ وهل يمكن لأحد أن يشكك في تحول إيران الزلزالي من كونها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة إلى قوة داعمة للإرهاب تقوم بتعزيز قدراتها النووية، والتي تساهم في جعل الشرق الأوسط، والعالم بشكل عام، مكانا غير مستقر وأكثر خطورة.

تكشف الوثائق مع الأسف حجم السذاجة التي يمكن أن يبلغها أي رئيس أمريكي، وكيف يمكن أن يغفل عن العواقب الفعلية لقراراته. ولكن على ما يبدو فإننا قد تعلمنا القليل جدا من تجربة إسقاط الشاة.

صفقة «أوباما» التي تم عقدها في عام 2015 مع خلفاء الخميني بشأن برنامج الأسلحة النووية الإيرانية هي درس نموذجي كيف نقوم بأنفسنا بصناعة جيوبنا الدبلوماسية. نجح «آية الله خامنئي» في معرفة كيف يستغل «أوباما» تماما ما تلاعب «آية الله الخميني» بـ«جيمي كارتر». ويمكن أن تكون العواقب في هذه الحالة أكثر سوءا من عواقب سقوط الشاة.

تبدو مظاهر فشل الاتفاق النووي مع إيران واضحة كل الوضوح. يتم استئناف برامج الصواريخ البالستية الإيرانية على قدم وساق (تمثل الصواريخ الباليستية مركبات الإيصال للأسلحة النووية). وتقوم إيران بالفعل بتطويع الصفقة لصالحها في الوقت الذي يتواصل فيه انتشار النفوذ الإيراني الخبيث في منطقة الشرق الأوسط.

المفاجأة هنا هي أن الزعيم الأعلى الإيراني الحالي قد ندد بالفعل بالوثائق التي تم نشرها مؤخرا ووصفها بأنها مزورة. بعد كل شيء، إن الإعلان عن جهود «آية الله الخميني» لتأمين الدعم الأمريكي في عام 1979 يمكنها أن تقوض بشكل كبير الأسطورة الكبرى حول عداء «الخميني» وتصلبه التاريخي أمام الولايات المتحدة، وهو الموقف الوحيد الملائم في مواجهة الشيطان الأكبر.

بطبيعة الحال فإن ازدواجية الخميني من الصعب إخفاؤها عن أي شخص لديه أعين ترى. بالنسبة لرجل يتمتع بقداسة، فإن «الخميني» قد أعاد بكل تأكيد تعريف مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة».

ما يتجاوز حاجز السذاجة حقا هو أن الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر» كان منفصلا عن الواقع لدرجة أنه وقع في فخ ثرثرة «الخميني»، وهو الخطأ الذي يبدو أن الكثير من القادة الأمريكيين يقعون فيه إلى الآن. لا يقتصر الأمر على اليسار الأمريكي الذي يتم خداعه من قبل هذا الهراء، ولكنه يمتد إلى الكثير من الجمهوريين أيضا.

ينبغي أن يدفعنا التشابه في أوجه الفشل بين إدارتي «كارتر» و«أوباما» نحو وقفة صارمة. مرارا وتكرارا، في إيران وحتى على نطاق أوسع، طالما فشلت الولايات المتحدة في فهم خصومها وأهدافهم.

بوجه خاص في عام الانتخابات الرئاسية، ينبغي على الناخبين الأمريكيين أن يسألوا أنفسهم إذا ما كانوا يريدون أن يروا مساومات مع أمثال آيات الله. هذا بالتأكيد نوع من النقاش يستحق أن نخوضه.

المصدر | أميركان إنتربرايز

  كلمات مفتاحية

إيران الولايات المتحدة الاتفاق النووي الخميني خامنئي كارتر أوباما العلاقات الإيرانية الأمريكية

BBC فارسي تنشر رسالة سرية لـ«الخميني» أيد فيها المصالح الأمريكية في إيران

«سليماني» يزعم: «الخميني» حكم بالدين الحقيقي بعد 13 قرنا من «إسلام الأمويين والعباسيين»

95 مليار دولار.. ثروة «خامنئي» تعادل 30 ضعف ثروة «شاه إيران»

هل لعب «الخميني» دورا في التخلص من «موسى الصدر»؟

«بيزنس إنسايدر»: واشنطن اختارت «الوهم» و«خامنئي» اختار «البنادق»

مسؤول إيراني سابق يقر باتصال بلاده مع (إسرائيل)

وثائق جديدة تكشف اتصالات سرية لـ«الخميني» برئيسين أمريكيين