استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

محمد علي .. أبعد من الرياضة

الجمعة 10 يونيو 2016 04:06 ص

شكلّت وفاة بطل الملاكمة العالمي، محمد علي، مناسبة جديدة لتذكير العالم بأن ثمّة ما يمكن الإجماع عليه والالتفاف حوله، على الرغم من حالة الاستقطاب والانقسام الديني والسياسي والإيديولوجي التي تعم الشرق والغرب.

ومثلما كانت الحال، قبل وفاته، من حيث الشهرة والانتشار، نال الرجل عبارات النعي والعزاء من مختلف القارات، ليس لكونه بطلاً رياضيا فذاً، أعاد تعريف رياضة الملاكمة، باعتراف منافسيه وخصومه، ولكن، لأنه كان رمزاً سياسياً وإنسانياً ملهما لكثيرين في العالم.

لا مجال للخوض في السجّل الرياضي الحافل لمحمد علي، والذي يعرفه القاصي والداني، خصوصاً الذين عاصروه في السبعينيات والثمانينيات، وإنما ما يثير الانتباه حقاً هو ما يتعلق بالجانبين، السياسي والإنساني، في شخصية البطل العالمي.

فالرجل ناضل سياسياً ضد ثقافة الاضطهاد والعنصرية، التي كانت تهيمن على المجتمع الأميركي حتى أواخر الستينيات، بل إن اتجاهه إلى رياضة "الملاكمة" كان، حسبما يُشاع، نتيجة احتكاكه برجل شرطة أميركي، وهو في الثانية عشرة من عمره، والذي نهره قائلاً: "لو أردت أن تهزمني، فاذهب أولاً وتعلم الملاكمة". وهو ما جعله يتبنى موقفاً سلبياً من الأميركيين البيض، ولم يخجل من التصريح بذلك علناً في أكثر من مناسبة. 

كان نضال محمد علي ضد العنصرية في أميركا جزءاً من نضالٍ أوسع، يخوضه الأميركيون من أصول أفريقية، خلال تلك المرحلة، والتي شهدت ظهور رموز وشخصيات أخرى ملهمة، مثل مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ، ضمن ما كانت تعرف بحركة "الحقوق المدنية" التي كانت تسعى إلى تجريم التمييز العنصري ضد الأميركيين الأفارقة.

والمعروف أن محمد علي ومالكوم إكس كانا قريبين إلى درجة كبيرة، قبل أن يتم اغتيال الأخير في الحادي والعشرين من فبراير/ شباط عام 1965. كذلك اتخذ محمد علي موقفاً جريئاً برفض الحرب الأميركية في فيتنام، بل ورفضه الالتحاق بالجيش الأميركي، وقد قال ذلك صراحة في أحد لقاءاته المسجّلة، مما أدى إلى تغريمه مالياً، وسحب لقبه العالمي، الذي كان قد فاز به. ولكن، بعد نهاية الحرب، أُعيد إليه اللقب، وأصبح، منذئذٍ، رمزاً أميركيا مهماً. 

إنسانياً، كان محمد علي رمزاً عالمياً بامتياز. وكانت تجربته مع مرض الباركينسون، الذي داهمه وهو لم يصل إلى سن الأربعين، سبباً مهماً في أن يكرّس ما تبقى من حياته للمساهمة في الأعمال الخيرية. فانخرط في حملاتٍ كثيرة تحارب الفقر والجوع في أفريقيا وآسيا.

وقد كان سفيراً للأمم المتحدة للنيات الحسنة منذ عام 2005، واستغل شهرته للقيام بأعمال خيرية وإنسانية كثيرة، وكان آخرها الرسالة التي بعث بها إلى إيران، من أجل إطلاق سراح مراسل جريدة "واشنطن بوست" الأميركية، جيسون رضائيان أواخر العام الماضي.

كما كانت له مواقف إنسانية رائعة، خصوصاً في علاقته بالأطفال الذين كان محمد علي يداعبهم كثيراً وينازلهم، سواء في جولاته في المدارس أو في المعارض الخيرية والإنسانية. وتزخر شبكة الإنترنت بعشرات الفيديوهات، التي تنقل ضحكات محمد علي ومواقفه مع الأطفال، داخل الولايات المتحدة وخارجها.

كان الأسطورة محمد علي، وسيظل، رمزاً نضالياً ملهماً لكثيرين في العالم، وستظل مواقفه وكلماته مصدراً للإلهام لدى كثيرين، خصوصاً الذين لا يزالون يعانون من مشكلات التهميش والعنصرية والفقر، ولمَ لا، وهو الذي نُقل عنه مرّة قوله: "المستحيل مجرد كلمة، يقولها أناس صغار، يجدون أن من الأسهل العيش في غمار العالم المتاح بالنسبة لهم، لا أن يستكشفوا القوة التي لديهم لتغييره".

* د. خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد علي الانقسام الديني الاضطهاد العنصرية الحقوق المدنية التمييز مالكوم إكس

تركيا تطلق اسم «محمد علي» على أكبر منتزهات أنقرة

تخصيص 30 دقيقة للصلاة على «محمد علي» كل «حسب تقاليده وديانته»

صديق «محمد علي»: أسطورة الملاكمة عرّف الناس بالإسلام وساعد المظلومين

بالصور والفيديو.. محطات في مسيرة الأسطورة «محمد علي»

وفاة أسطورة الملاكمة العالمي «محمد علي كلاي»

بالصور.. قبر أسطورة الملاكمة «محمد علي» متوافق مع الشريعة ومغطى بعلم تركيا