استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

من أين لك هذا؟

الأربعاء 29 يونيو 2016 09:06 ص

عودة إلى شعارات الانتفاضات العربية قبل خمسة أعوام، سنجد أن قضية الخبز، بمعنى العيش الحر الكريم، والعدالة الاجتماعية كانت من أهم محفزات خروج الناس إلى الشوارع غاضبة. لنتذكر هنا شعارات ثورة 25 يناير في مصر، ولنتذكر أن الهبّة في تونس إنما أطلقها حرق بائع بسيط مسحوق لنفسه غضباً واحتجاجاً.

الشعارات السياسية هي عادة من صنع النخبة الواعية، أما الجماهير الفقيرة فيصنع غضبها بؤس معيشتها، وطموحها في حياة أفضل تؤمن لها العمل والسكن وخدمات التطبيب والتعليم للأبناء.

التجربة في بلداننا وفي كل مكان تبرهن أن الاستقرار يعمّ ويسود حين يعيش الناس بكرامة، حين تلبى لها حاجات العيش الحيوية وتأمن إلى مستقبلها، وتجنح المجتمعات نحو الفوضى والاضطراب حين يجري إفقار الناس وازدراء كرامتهم. في الحال الأولى تتأمّن للحكومات قاعدة اجتماعية واسعة داعمة ومؤيدة، وفي الحال الثانية تجد الحكومات نفسها معزولة عن شعوبها، وربما منبوذة منها.

ويمكن للقبضة الحديدية والصارمة أن تسكت الناس وتخيفهم لبعض الوقت، وقد يطول هذا الوقت، ولكن تأتي لحظة يتساوى فيها الموت والحياة، كاللحظة التي حرق فيها البوعزيزي نفسه، ساعتها لن تفلح أية قوة في وقف غضب الناس.

لا يظهر اليوم أنه جرى الاستفادة من هذه العظة الكبرى على هول ما رأينا ونرى من تداعيات وارتدادات أدت إلى تفكيك بلدان وتقطيع أوصالها، وتحوّل أخرى إلى دول فاشلة، فما زالت الأمور المعيشية في أسفل سلم الأولويات، وما زالت الهوة تزداد اتساعاً بين الثراء الفاحش للأقلية الذي يزداد، وبين الفقر المدقع للأغلبية الذي يزداد أيضاً.

بل إن بعض النخب التي تمكنت من السلطة بعد التغييرات التي حدثت أظهرت أنها أكثر نهماً للثراء ونزوعاً نحو الفساد من تلك التي ثار الناس عليها، فصار الحديث يدور عن محدثي النعمة الآتين من بيئات لم تعتد سلوك الأثرياء، حيث راكم هؤلاء المحدثون ثروات خيالية خلال فترات قاسية، كأنهم على عجلة من أمرهم، لسرقة ما يمكن سرقته قبل فوات الأوان.

في عصور الإسلام الأولى قيلت تلك العبارة العظيمة: «من أين لك هذا؟»، التي تظل قاعدة ذهبية عابرة للزمن في فضح أوجه الفساد والتعدي على حقوق العباد، ولو أنها طبقت اليوم لأرتنا كيف يتحوّل، وخلال سنوات قلائل، وزير أو نائب لم يكن دخله يتعدى مرتبه الشهري، قبل التوزير، أو قبل انتخابه نائباً، إلى وكيل للشركات ومالك للعقارات وصاحب للثروات.

تدفع البلدان العربية المنكوبة اليوم الأثمان الباهظة لكل هذا، ولن يستقيم حالها ما استمرت هذه الآفة المدمرة آكلة الأخضر واليابس.

* د. حسن مدن كاتب ومفكر بحريني.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

الربيع العربي العدالة الاجتماعية ثورة 25 يناير مصر ثورة تونس الفساد الثورة المضادة

قصة الفساد العالمي… من أين لك هذا؟

ربيع الدكتاتوريات العربية

تعثر الربيع العربي .. وقفة مع العوامل الداخلية

الربيع العربي والتطرف .. الرواية الصحيحة

منابع الفساد و«ملاذاته الآمنة»