الاتفاق مع تركيا.. ماذا كسبت «حماس»

الخميس 30 يونيو 2016 04:06 ص

إن الاتفاق الاسرائيلي - التركي هو بالفعل خطوة ذات معان استراتيجية بعيدة المدى لاسرائيل. فبطبيعة الحال، أبرز رئيس الوزراء الأمور العامة، المعلقة بالعلاقات المتبادلة بين الدولتين. فست سنوات من العداء والاغتراب تصل الى منتهاها، ويبدأ عهد جديد ينطوي على آمال لانجازات كبرى في مجالات الاقتصاد والتعاون الاقليمي.

عن معاني البنود المتعلقة بحماس، عن تأثير الاتفاق على سياسة إسرائيل تجاه غزة بشكل عام وحماس بشكل خاص، أقل رئيس الوزراء في الحديث. فالحصار البحري على غزة وإن لم يرفع، إلا أنه فتح بابا واسعا جدا لادخال بضائع وعتاد من أنواع عديدة ووسائل بناء لمحطة انتاج الكهرباء والمستشفى.

ستشهد غزة ثورة اقتصادية، وربما في المستقبل اجتماعية أيضا. فمستوى المعيشة المتدني سيرتفع، وسيكون عمل آخر غير بناء الانفاق، ولن يبعد اليوم الذي تطرح فيه مسألة جدوى استمرار الحصار البحري على القطاع الى طاولة البحث.

في هذه المناسبة رفع مستوى مكانة حماس على المستوى الدولي. فقد دعي خالد مشعل الى لقاء شخصي مع اردوغان قبل بضعة ايام من التوقيع على الاتفاق. وبعد يومين من تلك الزيارة فقط قرر اردوغان مهاتفة ابو مازن ووضعه هو ايضا في الصورة.

كما ان العلاقة بين تركيا وحماس تلقت مباركة اسرائيل، بقرارها ايداع المهامة لانقاذ جثماني الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفتهما حماس في الجرف الصامد والمواطنين الاسرائيليين اللذين علقا في القطاع في يد انقرة. ورفع مستوى تركيا بذلك الى مكانة وسيط نزيه في مفاوضات حساسة للغاية ومفعمة بالمعاني الانسانية والجماهيرية في اسرائيل، فيما تحولت حماس فأصبحت قابلة للحوار مع اسرائيل من خلال واحد من اسيادها السياسيين في الساحة الدولية.

سيد آخر لحماس رحب بالاتفاق مع تركيا هو الرئيس بوتين. ففي نظر الدولتين الاساسيتين النشطتين في منطقتنا – الاولى التي توصلنا معها لتونا الى اتفاق تاريخي، والثانية قوة عظمى عالمية يتكبد رئيس الوزراء عناء زيارتها مؤخرا في احيان كثيرة والتباهي بعلاقات اسرائيل معها – فان حماس ليست منظمة ارهاب ولا تربط مع داعش وباقي عصبة الارهابيين. كما أن خالد مشعل يحوز في يده دعوة رسمية لزيارة موسكو.

ان جملة العناصر المفصلة أعلاه تضع مسألة استمرار سياسة اسرائيل تجاه حماس على جدول الاعمال، ولا سيما على خلفية التصريحات المفصلة لمصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع والتي أطلقت بعد بضعة ايام من تسلم وزير الدفاع الجديد مهام منصبه. جانبان برزا في اقواله: المواجهة التالية مع حماس محتمة، وذات المواجهة التي لا بد ستأتي يجب أن تكون "الاخيرة".

يقف الاتفاق مع تركيا في تضارب مع هذه السياسة، وعمليا يجعلها نافلة. فلا يمكن أن نتصور أن تقصف طائرات سلاح الجو محطة توليد الطاقة التي بنتها تركيا في القطاع. ولا يمكن أن نتصور أن تقرر إسرائيل الخروج في حرب إبادة ضد حماس خلافا لإرادة موسكو وأنقرة. لا يمكن أن نودع في يد تركيا مهام وساطة حساسة وفي نفس الوقت نسعى إلى مواجهة عسكرية مصيرية تجعل غزة موجات من الرماد في أثناء «حملة أخيرة».

الولايات المتحدة هي الأخرى رحبت بالاتفاق التركي الإسرائيلي. فمع أن الإدارة لا تزال تتمسك بالسياسة الرسمية التي ترى في حماس منظمة إرهابية، إلا أنه في السنوات الاخيرة التقت شخصيات أمريكية تولت في الماضي مناصب رسمية رفيعة المستوى مع مسؤولين كبار في حماس.

يشكل تأييد الولايات المتحدة للاتفاق على أي حل تأييدا أيضا لحق تركيا في إقامة قنوات اتصال مع حماس، يحتمل أن تستغل الان لمنفعة إسرائيل.

مع تبدد جولة الاستهزاءات لإسرائيل حول الاتفاق الناجح والدبلوماسية الإبداعية التي ولدته سيتبين بانها بقيت عمليا بلا استراتيجية أمنية تجاه غزة.

* أفرايم هليفي رئيس الموساد (الإسرائيلي) الأسبق.

المصدر | يديعوت العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

إسرائيل تركيا حماس أفرايم هليفي الاتفاق الاسرائيلي التركي غزة العلاقات التركية الإسرائيلية

‏انطلاق سفينة مساعدات تركية إلى ⁧‫غزة‬⁩ متوجهة إلى ميناء ⁧‫أشدود الإسرائيلي‬⁩

(إسرائيل) وتركيا لهما مصالح إقليمية مشتركة

تركيا و(إسرائيل) توقعان على نص اتفاق تطبيع العلاقات

«يلدريم»: اتفاق التطبيع يتضمن تعويضات إسرائيلية لضحايا «مرمرة» ومساعدات تركية لغزة

«هآرتس»: تركيا في «موسم» فرص سياسية تقلق إيران