وقع الجانبان التركي والإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على نص التفاهم المتعلق بتطبيع العلاقات بين البلدين.
وأوضحت مصادر تركية أن مستشار وزارة الخارجية التركية «فيريدون سينيرلي أوغلو»، قام بتوقيع نص التفاهم في مقر الوزارة بالعاصمة أنقرة، صباح اليوم الثلاثاء، بعيدا عن عدسات الصحافة.
من جانب آخر، وقع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية «دوري غولد»، اليوم الثلاثاء، اتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا، في مقر الوزارة بالقدس الغربية بالتزامن مع توقيعه من قبل مدير عام وزارة الخارجية التركية في أنقرة.
وقد أعلنت تركيا و«إسرائيل» رسميا أمس التوصل إلى اتفاق لإعادة العلاقات بينهما.
وأعلن رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، أمس الاثنين، تفاصيل التفاهم التركي الإسرائيلي بشأن تطبيع العلاقات بينهما، مؤكدا أن التفاهم سيساهم بشكل كبير في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني عامة، وقطاع غزة على وجه الخصوص.
وأوضح «يلدريم» في مؤتمر صحفي عقده في مقر رئاسة الوزراء التركية، أن عملية تطبيع العلاقات ستبدأ عقب التوقيع على نص التفاهم، اليوم الثلاثاء، من قبل مستشار الخارجية التركية ونظيره الإسرائيلي، لتبدأ عقب ذلك عمليات المصادقة عليه.
وأفاد «يلدريم» أن تفعيل السفارات وتعيين سفراء لدى كلا الدولتين، سيتم فور مصادقة الطرفين على التفاهم، مبينا أن البرلمان التركي سيتولى عملية المصادقة، فيما ستقوم الوزارات المعنية بالتفاهم في تل أبيب، بمهمة المصادقة لدى الجانب الإسرائيلي.
وتوترت العلاقة بين البلدين، عقب هجوم «إسرائيل» على «أسطول الحرية» الذي كان يحمل مساعدات إنسانية، في 31 مايو/آيار 2010، وأسفر الهجوم، الذي وقع في المياه الدولية، عن مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، فيما توفي آخر في وقت لاحق، متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء ذلك الهجوم.
وعقب الهجوم، استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت «إسرائيل» بالاعتذار فورا عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
ولم تتخذ «إسرائيل» أي خطوات في هذا الاتجاه؛ ما دفع تركيا إلى تخفيض علاقاتها مع «إسرائيل إلى أدنى مستوى؛ حيث خفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية بين الجانبين.
وفي 22 مارس/آذار 2013، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي، آنذاك، «رجب طيب أردوغان»، اعتذارا باسم «إسرائيل» بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقبل «أردوغان» الاعتذار باسم الشعب التركي.
وفي أوقات لاحقة، جرت مفاوضات بين البلدين لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، بينما تصر أنقرة على تنفيذ تل أبيب شرطيها المتبقيين، وهما دفع تعويضات لعوائل ضحايا الاعتداء على سفينة مافي مرمرة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.