تقرير إسرائيلي يستبعد عودة التعاون بين الموساد والمخابرات التركية إلى ما كان عليه

الثلاثاء 28 يونيو 2016 12:06 م

رغم اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا و(إسرائيل) الذي تم توقيعه اليوم الثلاثاء، فإن العلاقات الأمنية بين الجانبين لن تعود إلى سابق عهدها.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها بأن العلاقات بين تركيا و(إسرائيل) في المجال الأمني والمخابراتي والحرب ضد الإرهاب ستكون ضعيفة جدا، وذلك بسبب عدم الثقة بين أجهزة المخابرات في البلدين، بحسب مصادر إسرائيلية.

وأوضح التقرير الذي نقلته صحيفة رأي اليوم أنه في الأعوام الأخيرة زادت الحرب الباردة بين جهاز المخابرات التركي (MIT)، والموساد، بسبب ما تقوله (إسرائيل) بشأن مساعدة المخابرات التركية إيران في العديد من المواقف، أهمها إرشاد المخابرات التركية لإيران على خلية تتكون من 10 أشخاص تتجسس لصالح الموساد في قلب طهران، فنجحت الأخيرة في ضبطها وتصفيتها.

وتابعت المصادر الإسرائيلية أنه منذ أن بدأ رئيس المخابرات التركية الحالي، «هاكان فيدان» مهام منصبه في 2010، بدأت الحرب بينه وبين جهاز الموساد، فبعد توليه مباشرة، حصلت المخابرات التركية على تسجيل صوتي يفيد بأّن الموساد يناقش خبر تعيين «فيدان» في منصبه الجديد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيليّ آنذاك، «إيهود أولمرت» :«نخشى من أن يقوم رئيس المخابرات التركي المعين بنقل المعلومات لإيران، فهو يعرف الكثير عن أسرارنا، والتفكير بأنّه يمكن أن يطلع عليها الإيرانيين، أمر مقلق، على حدّ تعبيره.

وأفادت يديعوت أحرونوت بأن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نشرت عام 2012، تقريرا يشير إلى أن «فيدان» سرب معلومات استخباراتية مهمة لإيران بخصوص شبكة تجسس للموساد تعمل داخل إيران، الأمر الذي دفع طهران لتصفية هذه الشبكة بالكامل، لتصبح أقوى ضربة وجهتها إيران في حرب الاستخبارات الإسرائيليّة الإيرانية بمساعدة «فيدان.

جهاز محترف

وأضاف التقرير أن هناك انزعاج إسرائيلي من جهاز الاستخبارات التركية في شكله الحديث، وبرئيسه الجديد، فبعد أن كان جهاز الاستخبارت التركية جهازا مهترئا غارقا في صراعات بين مختلف أجنحته، ويورط الدولة في أزمات خطرة لصالح جهات داخلية أحيانًا وجهات خارجية في أحيان أخرى، أصبح الجهاز اليوم جهازا محترفًا تشهد كبرى أجهزة الاستخبارات في العالم بنجاعته وبنجاح عملياته، كما عمل «فيدان على تغيير قواعد اللعبة مع (إسرائيل) وقلب الأمور رأسا على عقب.

ولفت التقرير إلى أنّ العلاقات الحميمة بين الاستخبارات التركية والموساد تعود إلى العهد الذي تلا تأسيس (إسرائيل) عام 1958 بعشر سنوات.

وتعاظمت هذه العلاقات وتطورت في بداية التسعينات لتصبح تعاونا استراتيجيا، حيث تمّ التوقيع في هذه الفترة على العديد من الاتفاقيات بين تركيا و(إسرائيل)، حتى وصلت العلاقات لأفضل حال.

وفي هذه الفترة استطاع الموساد استخدام الأراضي التركية كمنطقة آمنة، فكان يستطيع عملاء الموساد دخول تركيا والخروج منها لتنفيذ مهامهم، وأهمها الاغتيالات.

لكن مع تولي «فيدان» زمام الأمور، تغيرت قواعد اللعبة بالكامل حيث إنّه مع تعيين «فيدان» في منصبه، أمره الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بتقوية أواصر التنسيق الأمنيّ والإستراتيجيّ والاستخباريّ مع المخابرات الإيرانية، الأمر الذي دفع رئيس الموساد في حينه، «مائير داغان، إلى التحذير من العلاقة مع المخابرات التركيّة، كما اقترح على الحكومة الإسرائيلية تخفيض مستوى تبادل المعلومات بين الجهازين إلى الحدّ الأدنى، لأنّه زعم أن فيدان سيقوم بإبلاغ الإيرانيين بمعلومات حساسة جدا، وفعلا وافقت الحكومة الإسرائيلية على ذلك، بحسب المصادر ذاتها.

توقيع الاتفاق

في وقت سابق اليوم، وقع الجانبان التركي والإسرائيلي، على نص التفاهم المتعلق بتطبيع العلاقات بين الجانبين.

وأوضحت مصادر تركية أن مستشار وزارة الخارجية التركية «فيريدون سينيرلي أوغلو»، قام بتوقيع نص التفاهم في مقر الوزارة بالعاصمة أنقرة، صباح اليوم الثلاثاء، بعيدا عن عدسات الصحافة.

من جانب آخر، وقع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية «دوري غولد»، اليوم الثلاثاء، اتفاق تطبيع العلاقات مع تركيا، في مقر الوزارة بالقدس الغربية بالتزامن مع توقيعه من قبل مدير عام وزارة الخارجية التركية في أنقرة.

وأعلنت تركيا و(إسرائيل) رسميا الإثنين التوصل إلى اتفاق لإعادة العلاقات بينهما.

وأعلن رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، الاثنين، تفاصيل التفاهم التركي الإسرائيلي بشأن تطبيع العلاقات بينهما، مؤكدا أن التفاهم سيساهم بشكل كبير في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني عامة، وقطاع غزة على وجه الخصوص.

وتوترت العلاقة بين البلدين، عقب هجوم (إسرائيل) على «أسطول الحرية» الذي كان يحمل مساعدات إنسانية، في 31 مايو/آيار 2010، وأسفر الهجوم، الذي وقع في المياه الدولية، عن مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، فيما توفي آخر في وقت لاحق، متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء ذلك الهجوم.

وعقب الهجوم، استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت «إسرائيل» بالاعتذار فورا عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

ولم تتخذ «إسرائيل» أي خطوات في هذا الاتجاه؛ ما دفع تركيا إلى تخفيض علاقاتها مع (إسرائيل) إلى أدنى مستوى؛ حيث خفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية بين الجانبين.

وفي 22 مارس/آذار 2013، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي، آنذاك، «رجب طيب أردوغان»، اعتذارا باسم «إسرائيل» بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقبل «أردوغان» الاعتذار باسم الشعب التركي.

وفي أوقات لاحقة، جرت مفاوضات بين البلدين لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، بينما تصر أنقرة على تنفيذ تل أبيب شرطيها المتبقيين، وهما دفع تعويضات لعوائل ضحايا الاعتداء على سفينة مافي مرمرة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

  كلمات مفتاحية

تركيا إسرائيل الموساد المخابرات التركية

تركيا و(إسرائيل) توقعان على نص اتفاق تطبيع العلاقات

«يلدريم»: اتفاق التطبيع يتضمن تعويضات إسرائيلية لضحايا «مرمرة» ومساعدات تركية لغزة

تركيا و(إسرائيل) تتوصلان لاتفاق حول تطبيع العلاقات

الخارجية التركية: تطبيع العلاقات رهن بموقف (إسرائيل) خلال المحادثات المقبلة

تركيا: اقتربنا من المرحلة الأخيرة في محادثات تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)

(إسرائيل) وتركيا لهما مصالح إقليمية مشتركة

«الإخوان المسلمين» في مصر ترحب بالمساعي التركية لتخفيف الحصار عن غزة

«أميركان إنتربرايز»: عداء «أردوغان» لـ(إسرائيل) فكري وعلى الدولة العبرية دعم الأكراد

«هاكان فيدان».. يد «أردوغان» الضاربة في الداخل والخارج