تركيا تحل خلافاتها مع روسيا و(إسرائيل) في إعادة تقييم سياستها الخارجية

الثلاثاء 28 يونيو 2016 01:06 ص

أعلنت تركيا عن عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد ست سنوات من الشقاق وأبدت لروسيا الأسف يوم الاثنين عن إسقاط طائرتها الحربية سعيا لرأب تحالفات مأزومة ولتخفيف شعور بالعزلة على المسرح الدولي.

ومثل الاتفاق مع إسرائيل بعد التفاوض لسنوات تقاربا نادرا في الشرق الأوسط الذي تسوده الانقسامات مدفوعا باحتمال إبرام صفقات مغرية للغاز الطبيعي وبالمخاوف المشتركة من المخاطر الأمنية.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن البلدين سيتبادلان السفراء في أسرع وقت ممكن فيما قال نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق ستكون له "آثار هائلة" على الاقتصاد الإسرائيلي.

في هذه الأثناء قال الكرملين إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتذر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن إسقاط الجيش التركي طائرة لسلاح الجو الروسي العام الماضي وفتح الطريق لروسيا لرفع عقوبات اقتصادية.

وأكد إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان إرسال الرئيس التركي خطاب لبوتين رغم أنه لم يشر بالتحديد إلى الاعتذار وهو أمر لطالما استبعده المسؤولون الأتراك. وقال كالين إن إردوغان أبدى الأسف وطلب "المغفرة" من عائلة الطيار.

تأتي هذه التحركات بينما تعيد الحكومة التركية الجديدة التي تعج بحلفاء إردوغان تقييم سياستها الخارجية. وتردت علاقات تركيا ليس فقط مع إسرائيل وروسيا بل ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية.

وفي سوريا تحقق أسوأ كوابيس الأتراك إذ مكن الدعم الروسي الرئيس السوري بشار الأسد من البقاء في السلطة بينما استفاد مقاتلون أتراك تدعمهم الولايات المتحدة من الدعم الأمريكي في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية لتعزيز وضعهم في منطقة متاخمة للحدود التركية.

وبعد أيام من تعيينه الشهر الماضي قال يلدريم إن تركيا بحاجة إلى "زيادة أصدقائها وتقليل أعدائها" فيما بدا اعترافا ضمنيا بأن سياسات سلفه تسببت في عزلة للبلد العضو في حلف شمال الأطلسي.

وقالت بريندا شيفر الأستاذة الزائرة بجامعة جورج تاون والزميلة بالمجلس الأطلسي "يبدو لي أن تركيا تعيد تقييم أولويات سياستها الخارجية.

"في الحالتين تغلبت الواقعية السياسية على الاعتبارات العقائدية. لم تكن هناك أبدأ أي خلافات ثنائية بين تركيا وإسرائيل.. على العكس كانت هناك فقط مصالح مشتركة. نفس الشيء مع روسيا."

نتنياهو يرى مكاسب اقتصادية

تداعت العلاقات بين إسرائيل ومن كانت يوما حليفتها المسلمة الوحيدة بعدما هاجمت البحرية الإسرائيلية قافلة مساعدات في مايو أيار 2010 كانت تسعى لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس وقتلت عشرة ناشطين أتراك ممن كانوا على متنها.

وطردت تركيا السفير الإسرائيلي وجمدت التعاون العسكري بعد أن خلص تقرير للأمم المتحدة في الحادث عام 2011 إلى تبرئة إسرائيل بدرجة كبيرة. وقلصت إسرائيل وتركيا تبادل المعلومات المخابراتية وألغيتا تدريبات عسكرية مشتركة.

ويقول مسؤولون إن رأب الصدع في العلاقات مع إسرائيل زاد احتمال التعاون في النهاية لاستخراج احتياطيات الغاز الطبيعي التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات في مياه البحر المتوسط. وقال نتنياهو إن ما حدث فتح الباب أمام إمداد إسرائيل لأوروبا بالغاز عبر تركيا.

وتحدث نتنياهو بعد اجتماع في روما مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقال إن الاتفاق يمثل خطوة مهمة.

وأضاف للصحفيين "ستكون للاتفاق آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي وأنا استخدم تلك الكلمة عن قصد."

ورحب كيري بالاتفاق قائلا "نحن سعداء بوضوح في الإدارة. هذه خطوة كنا نريد أن نراها تتحقق."

وأوضح نتنياهو أن الحصار البحري على غزة سيظل قائما رغم مطالبة أنقرة مرارا برفعه بموجب الاتفاق رغم أن المساعدات الإنسانية قد تستمر إلى غزة من خلال الموانئ الإسرائيلية.

وقال نتنياهو "هذا من المصالح الأمنية العليا لبلدنا. لم أكن مستعدا لأي تنازل في هذا الشأن. هذه المصالح ضرورية لمنع حماس من حشد أي قوة بحيث تبقى كما كانت وكما هي."

لكن يلدريم قال إن الحصار "في مجمله" على غزة رفع بدرجة كبيرة بموجب الاتفاق لتمكين تركيا من تسليم مساعدات إنسانية وإرسال بضائع أخرى غير عسكرية.

وأضاف رئيس الوزراء التركي أن شحنة أولى تزن عشرة آلاف طن سترسل يوم الجمعة المقبل وسيبدأ العمل على الفور في معالجة أزمتي المياه والكهرباء في غزة.

تطلعات برفع العقوبات الروسية

قد يساعد حل الخلاف مع روسيا في الوقت نفسه على حلحلة التوتر الدبلوماسي الذي يكتنف الصراع السوري. فموسكو داعمة للأسد بينما أنقرة داعمة لفصائل مسلحة تسعى للإطاحة بحكمه.

وأسقطت الطائرة الحربية الروسية وقتل طيارها في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أثناء مشاركتها في حملة عسكرية يشنها الكرملين في سوريا. وقالت أنقرة إنها تصرفت وفقا للقانون لأن الطائرة دخلت المجال الجوي التركي بينما تنفي موسكو حدوث ذلك.

ورد الكرملين على الحادث بفرض عقوبات تجارية على أنقرة بينها تجميد العمل في خط أنابيب لشحن الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا وتوجيه السياح الروس بتجنب المنتجعات التركية.

وقال بوتين إن تلك العقوبات لن ترفع إلا باعتذار شخصي من إردوغان. ولم تصدر عن السلطات الروسية أي كلمة تتعلق برفع العقوبات.

وقال بيان الكرملين إن إردوغان أبدى استعداده لعمل كل ما هو ضروري لعودة العلاقات الودية الطبيعية بين تركيا وروسيا وكذلك للتعاون في مكافحة الإرهاب.

وارتفع سعر الليرة التركية إلى 2.9330 ليرة للدولار الأمريكي بعد إعلان الكرملين اعتذار إردوغان.

المصدر | نيك تاترسال وجاك ستابز وجيفري هيلر - رويترز

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسقاط السوخوي الروسية العلاقات التركية الروسية العلاقات التركية الإسرائيلية

الرئاسة التركية: «أردوغان» لم يعتذر في رسالته إلى «بوتين»

(إسرائيل) وتركيا لهما مصالح إقليمية مشتركة

تركيا و(إسرائيل) توقعان على نص اتفاق تطبيع العلاقات

«ديلي صباح»: المصالحة التركية الإسرائيلية وتحالف الاستقرار في الشرق الأوسط

«يلدريم»: اتفاق التطبيع يتضمن تعويضات إسرائيلية لضحايا «مرمرة» ومساعدات تركية لغزة

«الإخوان المسلمين» في مصر ترحب بالمساعي التركية لتخفيف الحصار عن غزة

«أميركان إنتربرايز»: عداء «أردوغان» لـ(إسرائيل) فكري وعلى الدولة العبرية دعم الأكراد

وزراء الدفاع والعدل والتعليم في (إسرائيل) رفضوا اتفاقية تطبيع العلاقات مع تركيا

روسيا: سنرفع القيود الاقتصادية على تركيا تدريجيا

روسيا ترفع الحظر عن الرحلات السياحية إلى تركيا

«ميديديف» يدعو الروسيين لقضاء عطلتهم في تركيا خلال الموسم الحالي

أثر الاستدارة التركية على حماس وغزة

تركيا و(إسرائيل) .. العلاقة الوثيقة

«أردوغان»: تطبيع العلاقات مع روسيا و(إسرائيل) أزعج البعض في الداخل والخارج

تركيا وإعادة الترتيب بين «الأيديولجي» و«السياسي»

مباراة ودية منتظرة بين منتخبي تركيا وروسيا إثر تطبيع العلاقات