قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور «أنور قرقاش»، أمس الأربعاء، عن الجدل الدائر على موقع «تويتر» حول تغريدة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ «عبدالله بن زايد» ورد الداعي الدكتور «يوسف القرضاوي»، إن «يوتيوب هو الحكم والدليل يدحض دفاع مفتي الإخوان».
وادعى «قرقاش» أن: «من برر وأفتى بالفتاوي الانتحارية يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، أرواح آلاف الأبرياء أزهقت لأغراض النفوذ والسلطة وتحت عباءة الدين».
وأضاف: «تغريدة طارق سويدان تكشف أن علماء الإخوان الكبار أحرجهم شريط القرضاوي وفتواه حول الهجمات الانتحارية، بدأ الدفاع عن هيراركية اللاهوت».
وتابع: «عليهم أن يتحملوا مسؤولية الفوضى والعنف الذي ساهموا في تأجيجه، ترويجهم لخطاب التطرف ورخص حياة الفرد أمام قرار الجماعة سنبقى ندفع ثمنه»، مؤكدا أن «ارتباط الإخوان التاريخي بالعنف والدموية فموثق ومعروف، والفتوى المبررة للانتحاريين، وغلبة قرار الجماعة على إرادة الفرد في هذا السياق»، على حد قوله.
وكان الداعي والمفكر الكويتي الدكتور «طارق السويدان» قد دافع عن «القرضاوي»، في وجه الحملة التي شنها وزير الخارجية الإماراتي عليه، ورد بتغريدة على حسابه في «تويتر» قال فيها: «على السياسيين الصغار أن يتأدبوا عند الحديث مع العلماء الكبار».
يشار إلى أن «عبدالله بن زايد» قال عبر حسابه على «تويتر»، الاثنين الماضي، إن «علينا أن نحاسب من حرض واسترخص دماء البشر وأجاز العمليات الانتحارية».
وأضاف: «هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها»، ورد «القرضاوي» على وزير خارجية الإمارات، بجزء من آية من سورة الأعراف.
ونشر «عبدالله بن زايد» تغريدة تعليقا على التفجير الانتحاري قرب الحرم النبوي، قال فيها: «هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها».
يذكر أن الشيخ «يوسف القرضاوي» نوه في كتاب موسوعة «فقه الجهاد» إلى أنه أجاز هذه العمليات للفلسطينيين، لظروفهم الخاصة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحرماتهم، وهي التي اضطرتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات؛ إذ لم يجدوا بديلا عنها.
وتابع: «ولم نجز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين، لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضد المسلمين بعضهم بعضا، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها، هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعا، ومثل هؤلاء: الذين اتخذوها ضد أمريكا في عقر دارها، مثل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، فلا تدخل في هذا الاستثناء».
كما نبه «القرضاوي» إلى أن «الإخوة في فلسطين قد أغناهم الله عن هذه العمليات، بما مكنهم من الحصول على صواريخ تضرب في عمق إسرائيل ذاتها، وإن لم تبلغ مبلغ الصواريخ الإسرائيلية، ولكنها أصبحت تؤذيهم وتقلقهم وتزعجهم، فلم يعد إذن المعول على العمليات الاستشهادية، كما كان الأمر من قبل، فلكل حالة حكمها، ولكل مقام مقال، والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال»، حسب النص في الصفحة 1198 من الكتاب.