دعا رئيس أكبر حزب تركي معارض، الولايات المتحدة الأمريكية، لتسليم «فتح الله كولن»، مشيرا إلى ضرورة أن يُحاكم «كولن» في محكمة مستقلة بتركيا.
ونقلت «الأناضول»، عن «كمال قليجدار أوغلو»، رئيس حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية)، قوله: «بالتأكيد، يتوجب على واشنطن إعادة فتح الله كولن إلى تركيا».
ويقيم «كولن» في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في ولاية بنسلفانيا، منذ عام 1998.
جاء ذلك في تصريحات صحفية له خلال زيارته مقر القوات الخاصة في منطقة غولباشي بأنقرة التي تعرضت لقصف الانقلابيين، أكد خلالها ضرورة أن يُحاكم «كولن» في محكمة مستقلة بتركيا، إذا كان يُعتبر المسؤول الأول عن تلك الأحداث الكبيرة، ويقول بأنه «يريد تبرئة نفسه».
وأشار «قليجدار أوغلو» إلى أن حزبه ينظر بشكل إيجابي للغاية لمسألة طلب تسليم «كولن» لتركيا.
وفي شأن أخر، أكد «قليجدار أوغلو» أن حزبه سيدعم أي تعديلات دستورية متعلقة باستقلالية وحيادية القضاء، معرباً عن أمله في أن تجتمع الأحزاب السياسية قريباً، وأن تجد حلاً لذلك.
وكان وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، حث في وقت سابق اليوم، السلطات الأمريكية إلى التحرك بشكل سريع من أجل تسليم زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية «فتح الله كولن» لتركيا، إضافة إلى حظر كافة أنشطة المنظمة، والتضامن مع تركيا حليفتها بحلف الشمال الأطلسي «ناتو».
وأكد «جاويش أوغلو» في مقالة له لشبكة «الجزيرة انترناشيونال»، أن أي دعم لـ«كولن» والمنظمة الإرهابية، لا يتوافق مع روح الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن المنظمة تموّل أنشطتها الهادفة إلى تقسيم الدولة التركية من خلال مدارسها المنتشرة في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، قال السفير التركي لدى الخرطوم «جمال الدين آيدن»، إن بلاده تعتزم إجراء مناقشات مع الحكومة السودانية بشأن إغلاق المدارس والمؤسسات التابعة لمنظمة «الكيان الموازي» التي يتزعمها «كولن» في البلاد.
جاء ذلك خلال مشاركة السفير في ندوة بالخرطوم، بعنوان «تركيا ما بين التآمر وإرادة الشعب»، نظمها «المركز القومي للإنتاج الإعلامي»، المقرب من الحكومة، الثلاثاء.
وفي رده على سؤال من أحد الصحفيين، خلال الندوة، بشأن ما إذا كانوا سيطلبون من الحكومة السودانية إغلاق المدارس والمؤسسات التابعة لـ«كولن»، قال «إيدن»: «نحن بصدد مناقشة الحكومة السودانية بهذا الشأن»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة (15 تموز/يوليو) الحالي، محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «»فتح الله كولن«» (الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة «فتح الله كولن»، التي تعتبرها السلطات إرهابية، قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لاسيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.