الحكومة التركية: نجري تحقيقات دقيقة لكشف صلة محاولة الانقلاب بالخارج

السبت 30 يوليو 2016 03:07 ص

صرح نائب رئيس الوزراء التركي المتحدث باسم الحكومة «نعمان قورتولموش»، اليوم السبت، بأن بلاده ستجري تحقيقات دقيقة جدا لكشف صلة محاولة الانقلاب الفاشلة بالخارج، مشيرا إلى أنها ستبلغ الرأي العام بكل النتائج التي تحصل عليها في هذا الإطار.

وجدد «قورتولموش» التأكيد على أن إعادة «فتح الله كولن» من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تركيا، تعد المسألة الأهم التي من شأنها أن تزيل التردد والشكوك فيما يتعلق بالمتورطين في المحاولة الانقلابية التي جرت في 15 يوليو/تموز الجاري.

وفي مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية، قال «قورتولموش» إن هناك حملات تشنها أطراف خارجية (لم يسمها) خلال الفترة الأخيرة، لتأليب الرأي العام ضد تركيا، داعيا المواطنين الذين ليست لديهم صلة بالمنظمة الإرهابية إلى عدم القلق.

وأشار إلى أن القضاء التركي سيحاسب كل من لديه صلة بمنظمة «كولن»، بالطرق العادلة، وأن الحكومة التركية ستبذل جهدا كبيرا للحيلولة دون تضرر المواطنين الأبرياء.

وذكر «قورتولموش» بأن حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) كان يضم سابقا نوابا ووزراء ينتمون للمنظمة، وتم التسامح معهم بشكل كبير للأسف، قائلا: «سنعمل خلال الفترة القادمة على تقييم هذا الأمر داخل الحزب، كما هو الحال بالنسبة لمؤسسات الدولة التي يتم تطهيرها من المنظمة بشكل كامل، ونتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الإطار».

وكان قيادي بارز بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، قد أعلن أن سلطات بلاده تحقق حاليا في تورط القيادي المفصول بحركة «فتح»، «محمد دحلان» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف الشهر الجاري.

وكشف مصدر مقرب من الاستخبارات التركية لموقع «ميدل إيست آي» البريطاني أن حكومة الإمارات تعاونت مع المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا قبل أسابيع من المحاولة الانقلابية، من خلال استخدام «دحلان» وسيطا مع «كولن» زعيم «الكيان الموازي».

وأوضح المصدر أن «دحلان»  حول أموالا إلى مدبري الانقلاب في تركيا قبل أسابيع من محاولة الانقلاب وتواصل مع «كولن» من خلال رجل أعمال فلسطيني مقيم في أمريكا ومعروف لدى جهاز الاستخبارات التركية.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة بتركيا، لـ«الخليج الجديد»، أن المؤشرات حاسمة على (دور ما) لعبته كل من الإمارات ومصر والأردن في مخطط الانقلاب، لكن من المبكر تحديد مدى عمق هذا التورط، إلا أن مؤشرات أولية، لم تحددها المصادر، أظهرت تورط الدول الثلاث في محاولة الانقلاب الفاشل.

وقال وزير العدل التركي «بكير بوزداغ»، أول أمس الخميس، إن «كولن» ربما غادر أمريكا إلى مصر أو كندا أو جنوب أفريقيا، وذلك بعد تصريح سابق أوضح فيه أن بلاده تلقت معلومات استخباراتية حول نية «كولن» الهروب من الولايات المتحدة باتجاه واحدة من خمس دول، بينها مصر.

من جهته، نفي رئيس الوزراء المصري «شريف إسماعيل»، وجود معلومات مؤكدة لدية بشأن تقديم «كولن» طلب لجوء إلى القاهرة، لكنه قال إن القاهرة ستدرس هذا الطلب حال تقدم به الأخير.

وفي وقت سابق، طالب نائب بالبرلمان المصري، حكومة «إسماعيل»، بمنح اللجوء السياسي لـ«كولن»؛ ردا على استضافة تركيا لمعارضين مصريين.

واعتمد اجتماع تحضيري لوزراء خارجية دول «منظمة التعاون الإسلامي»، الأربعاء الماضي، مشروع قرار يصنف جماعة «فتح الله كولن» كمنظمة «إرهابية».

واعتمد القرار بشكل جماعي من الدول الإسلامية، باستثناء مصر التي تحفظت، مرجعة ذلك إلى بعض الإجراءات القانونية.

وسبق لمصر أن عرقلت إصدار بيان بالإجماع لـ«مجلس الأمن» يندد بمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، في خطوة تظهر ما يضمره الجانب المصري من مساندة لمحاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد.

وكشف موقع إسرائيلي في تحقيق له، أن تركيا مقتنعة تماما أن دولا عربية كالإمارات تقف خلف الانقلاب العسكري الفاشل، خاصة بعد توارد أنباء عن زيارة «كولن» لأبوظبي قبل أسبوع من الانقلاب.

ونشر الموقع الصحفي الإسرائيلي «بريتبارت» تحقيقا صحفيا لـ«آرون كلاين» مدير مكتب الصحيفة بـ«القدس» وكبير محرري التحقيقات الصحفية فيها، ترجمه موقع «الإمارات 71»، أكد فيه، أن «أنقرة تعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، وهما من ألد أعداء الإخوان المسلمين في العالم العربي، يسعيان لتقويض نظام أردوغان، كونه أحد داعمي الحركة».

وأضاف أن السفارات التركية ووكلاء الاستخبارات في الشرق الأوسط تجمع أدلة دامغة على تورط أجهزة مخابرات هذه الدول في محاولة الانقلاب الفاشلة.

إلى ذلك، نفى قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال «جوزيف فوتيل»، أمس الجمعة أن يكون تدخل بأي شكل في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، بعدما اتهمه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بالانحياز للانقلابيين.

وقال «فوتيل» -في بيان- إن أي معلومات تفيد بأنه كانت لي أي صلة بالمحاولة الانقلابية في تركيا خاطئة تماما، مؤكدا أن تركيا شريك استثنائي وحيوي في المنطقة منذ سنوات.

وكان الجنرال، الذي يقود عمليات وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» في الشرق الأوسط، ألمح في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية مساء الخميس إلى أن الانقلاب الفاشل في تركيا ورد فعل حكومة أنقرة عليه؛ من شأنهما إضعاف العمليات التي تضطلع بها وزارته في المنطقة.

وكشف في منتدى «آسبن» الأمني بولاية كولورادو عن أن عددا من أوثق حلفاء أمريكا العسكريين في الجيش التركي أودعوا السجون عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وردا على هذه التصريحات، اتهم «أردوغان»، «فوتيل» بالانحياز إلى الانقلابيين، وقال «أنتم تنحازون إلى طرف الانقلابيين عوضا عن الدفاع عن بلد أفشل محاولة الانقلاب هذه».

وأضاف «أردوغان» أن الذي دبر الانقلاب يقيم في بلدكم وأنتم تطعمونه، في إشارة إلى المعارض التركي المقيم في الولايات المتحدة «فتح الله كولن»، الذي تطالب تركيا بتسليمه.

  كلمات مفتاحية

تركيا مصر الإمارات الأردن الولايات المتحدة الانقلاب محمد دحلان فتح الله كولن

«ميدل إيست آي»: «دحلان» نقل أموالا إلى منفذي محاولة الانقلاب بتركيا قبل أسابيع من وقوعها

تركيا تحقق في تورط «دحلان» المستشار الأمني لولي عهد الإمارات في محاولة الانقلاب

«كولن»: واثق أن واشنطن لن تسلمني للسلطات التركية

وزير العدل التركي: «كولن» ربما غادر إلى مصر أو كندا أو جنوب أفريقيا

دول عربية وغربية في دائرة الاتهام بالتورط في انقلاب تركيا الفاشل.. الإمارات ومصر أبرزها

تركيا.. حبس 12 ألف و96 شخصا على خلفية محاولة الانقلاب الفاشل

تركيا .. إلغاء المدارس والمعاهد العسكرية وإلحاق قادة الأسلحة بوزير الدفاع وفصل 1389 عسكريا

كاتب تركي: الفلاحون والعمال وأصحاب المحلات وربات البيوت أنقذوا الديمقراطية

القبض على 11 عسكريا حاولوا احتجاز «أردوغان» أثناء محاولة الانقلاب

«قرقاش»: اتهامات «النفيسي» بروباغاندا ضد الإمارات مصدرها نشرة «إخوانية»

تركيا تجري تغييرات جذرية تشمل جميع المؤسسات العسكرية

السفير التركي لدى الإمارات يشيد بموقف أبوظبي الداعم للشرعية

لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.. «كيري» يزور «أنقرة» نهاية الشهر الحالي