«مرج دابق»: المعركة التي غيرت وجه الشرق الأوسط قبل 500 عام

السبت 27 أغسطس 2016 09:08 ص

ألقى تقرير لموقع «ناشيونال انترست» الأضواء علي ذكري مرور 500 عام على موقعة «مرج دابق» الحربية بين العثمانيين والمماليك الذين كانوا يحكمون مصر والشام، وانتصر فيها العثمانيون، مشيرا إلى أن هذه المعركة التي اندلعت قبل منذ خمسة قرون، شكلت معالم الشرق الأوسط الحديث.

وقد مرّ 500 عام على معركة «مرج دابق» (أغسطس/ آب 1516) التي انتصر فيها الجيشُ العثماني بقيادة السلطان «سليم شاه» على الجيش المملوكي بقيادة السلطان «قنصوه الغوري»، والتي كانت نقطة تحول في تاريخ المنطقة.

ومن خلال سلسلة المعارك العثمانية ونتائج هذه المعارك، تشكلت السياسة في المنطقة، وتحددت العوامل الديموغرافية والدينية، وما تبعها من تطورات على المدى البعيد انتهت بهزيمة العثمانيين وتقسيمات «سايكس بيكو» للمنطقة.

وأشار التقرير إلى حديث منسوب إلى النبي «محمد» صلي الله عليه وسلم، والذي أثير جدال حول تفسير تنظيم الدولة له، كمؤشر على أهمية هذه المعركة وأهمية مدينة «دابق».

ويقول الحديث النبوي: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون لا والله لا نخلّى بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتل ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية».

ويحاول التقرير الربط بين الأزمة السورية الحالية، وتدخل تركيا وبين معركة «مرج دابق» كتعبير عن صراعات الماضي والحاضر في المنطقة، وما يعتبره البعض «المعركة الأخيرة في التاريخ» أو «حرب آخر الزمان».

ففي ذلك الوقت، حول العثمانيون معاركهم ووجهتهم من أوربا باتجاه المشرق، كما تحولوا من أولوية الحشد ضد الدولة الصفوية الشيعية (إيران) إلى الحشد ضد الدولة المملوكية (السنية) في الشام ومصر، بعد اتهام الدولة المملوكية بأنها تحالفت مع الصفوية ضدهم، كما أن الأوربيين كانوا قد استعادوا بعضا من قوتهم في ذلك الحين.

ومثلت معركة «مرج دابق» نقطة تحول تاريخية في طبيعة العلاقات الإقليمية منذ ذلك الحين. إذ أدت إلى القضاء على السلطنة المملوكية في الشام ومصر، وأصبح الشرق تحت السيطرة العثمانية، وانتقلت حدود وخطوط الصراع بين الفرس والترك إلى كردستان والعراق.

وأدي التوسع السريع للإمبراطورية الصفوية الفارسية التي نشأت عام 1501 في منطقة شمال إيران الحالية، ممتدة إلى الكثير من بلاد فارس وأفغانستان والعراق، لتصادمها مع الإمبراطورية العثمانية.

وقد أدي هذا إلى مواجهة العثمانيين للصفويين في معركة «جالديران»، في 23 أغسطس/آب 1514، حيث قاد العثمانيون السلطان «سليم ياوز الأول» في حين كان الصفويون تحت قيادة «إسماعيل الأول».

وانتهت المعارك بانتصار القوات العثمانية وسيطرتها على مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وأدت إلى وقف التوسع الصفوي لمدة قرن من الزمان وجعلت العثمانيين سادة الموقف. وقد أدت المعركة، بالإضافة إلى الاستيلاء على تبريز عاصمة الدولة الصفوية، إلى سيطرة السلطان العثماني على مناطق من عراق العجم وأذربيجان ومناطق الأكراد وشمال عراق العرب، ثم توجهه صوب الشام حيث أكمل انتصاراته على المماليك حلفاء الصفويين في معركة مرج دابق.

ومن ذلك الوقت أصبح الإسلام السني للدولة العثمانية هو المهيمن بشكل دائم في معظم أنحاء المنطقة، حيث هيمنت قبلهم سلطنة المماليك السنية لثلاثة قرون، على مصر والمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والقدس.

وحين بدأ الغزو العثماني لسوريا تحت قيادة «سليم الأول»، كانت سلطنة المماليك مرتبكة وغير مؤهلة للحرب، وكان العثمانيون يسعون لمنع تحالف بين الصفويين المهزومين في «جالديران» والمماليك، فزحفوا على المماليك وانتصروا في مرج دابق، ليتحول الشرق الأوسط تماما للسيطرة العثمانية منذ ذلك الحين، وحتى هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الدولة العثمانية الدولة الصفوية مرج دابق الشرق الأوسط

موريتانيا.. «مؤتمر علماء السنة» يطالب بالتصدي للمشروع الصفوي التوسعي

«ستراتفور»: ما الذي يمكن أن تتعلمه سوريا الحديثة من سوريا العثمانية؟

كاتب سعودي يدعو للتطبيع مع (إسرائيل) لمواجهة «المد الصفوي الإيراني»

بعد 100 عام من فقده .. تركيا تستعيد علم «الدولة العثمانية» من بريطانيا