عثرت الأجهزة الأمنية الأمريكية على جثة مبتعث سعودي متوفى السبت الماضي يدعى «رائد البقشي» وأوضحت أنه من خلال التحقيقات الأولية وبعد اطلاعها على جثته لا توجد شبهة جنائية في الحادثة، وتعمل الأجهزة الأمنية الآن على استكمال الإجراءات اللازمة للتحقق أكثر من سبب الوفاة التي ترجح أنها نوبة قلبية.

و«البقشي» طالب سعودي مبتعث يدرس الهندسة منذ 3 أعوام في ولاية «ميتشغن» الأمريكية تغيب عن الجامعة وأصدقائه في مدينة «بونت بلزنت» ليومين متتاليين، حيث افتقدوه الأربعاء الماضي وبحثوا عنه لكنهم لم يجدوه حاولوا الوصول له فى منزله والاتصال به، أو الدخول بكسر الباب، وباءت محاولاتهم بالفشل. فسارعوا إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية، التي بدورها حضرت إلى المكان ودخلت المنزل، وتم العثور على «البقشي» متوفيا على سريره.

وتحفظت الأجهزة الأمنية على الجثة للتأكد من عدم وجود أية ضربات أو طعنات، أو ما يشير إلى «شبهة جنائية». وكانت الجثة سليمة. فيما تعمل على تكثيف جهودها لتأكيد ذلك بشكل نهائي، والتنسيق مع الجهات المختصة لإرسال الجثمان إلى ذوي المتوفى في محافظة الأحساء، وتحديداً مدينة الهفوف.

وأوضح «حسين الخليفة»، وهو زميل دراسة للمتوفى «البقشي»، أنه «لا توجد لرائد عداوات مسبقة»، مضيفا: «كان ذو أخلاق عالية، ومتعاوناً كثيراً، ومهتماً بدراسته إلى حد كبير»، لافتاً إلى أن آخر حديث دار بينهما «وجه لي خلاله نصائح يمكن العمل عليها لاجتياز تخصصي الدراسي، والحصول على أعلى الدرجات، والعودة بشهادة الهنـدسة الكهربائية، لكن الموت كان أسرع».

بدورها، أكدت السفارة السعودية في واشنطن متابعتها «الحثيثة» للحادثة، للتأكد من أسباب الوفاة، وما إذا كانت طبيعية أو خلاف ذلك، وتكفلت بإنهاء الإجراءات اللازمة كافة، لإيصال الجثمان إلى ذويه في مسقط رأسه، بعد إنهاء الإجراءات النظامية في أمريكا.

وتعجب النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر من حوادث المبتعثين التى تكررت الفترة الماضية، وقامو بتدشيين حملة عبر وسم حمل اسم «#رائد_البقشي»، أعربوا فيه عن حزنهم على وفاته داعين الله له بالرحمة ومتعجبين من تكرار هذه الحوادث للسعوديين خاصة.

 فقال «عبدالإله العيسى»: «إنا لله و إنا إليه راجعون .. غريبة والله الحوادث اللي تجي ورا بعض في وفاة المبتعثين الله يغفر لهم و يصبر ذويهم»، أما بن عمه «إياد البقشي» فنعاه قائلا: «رحم الله ابن العم #رائد_البقشي طالب الهندسة الميكانيكية والذي توفي نتيجة"سكتة قلبية" أثناءالنوم في شقته بولاية ميتشغن. دعواتكم له بالرحمة».

فيما دعى له الشيخ «عبدالله الشهري» «اللهم أنزل رحمتك ومغفرتك على #رائد_البقشي  ، وألهم أهله الصبر ، وأعظم لهم الأجر ..»، وتساءل «عبدالله القحطاني» عن الحماية التي توفرها المملكة للمبتعثين فقال «#رائد_البقشي مبتعث انقتل وقبله #عبدالله_القاضي وين الحمايه للمبتعثين الحين كل واحد يخاف على قريبه ويمكن يرجعونه خوفاً من القتل».

وتكررت الفترة الماضية الحوادث التي يتعرض لها المبتعثون السعوديون في الخارج فبعد مقتل «ناهد المانع» في بريطانيا بعدة أشهر جاء مقتل «عبدالله القاضي» في «لوس أنجلوس».

من ناحية أخري، كاد «حمد صالح اليامي»، المُبتعث السعودي لنيل الدكتوراه في «علوم الصيدلة»، من جامعة آستون في بريطانيا، أن يلقى حتفه لولا «العناية الإلهية»، وذلك بعد تعرضه هو ووزوجته لاعتداء ومحاولة طعن من أشخاص «مجهولين» في مدينة «برمنغهام» البريطانية السبت الماضي، ما أدي إلى تعرّض طفلتهما (خمسة أشهر) لـ «صدمة نفسية»، على شكل «نوبات هلع»، بسبب هول الواقعة. فيما تُجري الأجهزة الأمنية «مسحاً شاملاً» للبحث عن المتسببين.