استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سيطرة الأمم الغربية

الخميس 30 أكتوبر 2014 03:10 ص

منذ عصر الاكتشافات الجغرافية الكبرى وانتشار موجة الإمبريالية التي اكتسحت العالم، ألفت الدول الغربية الريادة والسيطرة على الأمم المحرومة من التفوق الحضاري والتقني الذي حققه الغرب وما رافقه من قوة عسكرية كاسحة استخدمها لإخضاع العالم. وعلى مدى سنوات طويلة، أحكم الغرب قبضته على الآخر ومارس عليه البطش، بل سعى لاستغلاله في إطار علاقة تحكمها القوة، إلى أن خفّت بوصولها إلى نوع من الوصاية السياسية خلال فترة الاستعمار الحديث بين عشرينيات القرن الماضي وحتى خمسينياته، بعدما انعتقت دول العالم الثالث وكسرت نير الاستعمار والسيطرة الغربية. وقد وصل التحكم الغربي في العالم إلى درجة تسمية الملوك والحكومات ورسم الحدود والدول، وبعث القوميات المنسية وطمس أخرى لم يكتب لها التبلور في إطار دول قومية. وبسبب هذه السنوات المديدة من الاستعمار والهيمنة، كرّس الغرب نفسه نموذجاً للقوة والحضارة التي يجب الاحتذاء بها، سواء في أسس الحكم وقواعده أو في مناحي الثقافة الأخرى، كالدين واللغة وأنماط اللباس وغيرها. وليس أدل على ذلك من الدول الأفريقية التي تبنت لغة المستعمر واعتنقت دينه.

لكن يبدو أن تلك العلاقة غير المتوازنة، التي صبت على الدوام لمصلحة الغرب، قد بدأت في التبدل ولم تعد ثنائية الإمبريالي المتغطرس والضحية المستعمَر هي نفسها، بل أصبح ضحية الأمس مؤهلاً اليوم لإشهار مظلوميته والعودة للانتقام.

هذا الانقلاب في الموازين بين الغرب المستعمِر وبقية الدول ينطبق حتى على الولايات المتحدة التي روجت لنفسها كقوة مدافعة عن تحرر الشعوب وتقرير المصير، إذ غالباً ما ينسى الناس أن أميركا ذاتها امتلكت شبه إمبراطورية بين 1898 و1945 شملت الفلبين وبورتو ريكو وجزر أخرى في المحيط الهادئ.

أما خطر الإرهاب الحالي الذي يخشاه الغرب، فهو رد من ضحايا الأمس البعيد والقريب على الإمبريالية الغربية، لا سيما الحضور المكثف للولايات المتحدة في العالم العربي ومغامراتها العسكرية في دوله بعدما تجاوزت مرحلتي التهديد السوفييتي، وتخطت الحرب الفيتنامية التي تركت ندوباً غائرة في الوعي الأميركي، حيث يبدو أن الشرق الأوسط يضرب مجدداً، ويرد على التدخل العسكري الأميركي في العراق وقبله في مناطق أخرى، بل إن الغرب الذي استضافت دوله مهاجرين ولاجئين من الشرق الأوسط فشل على ما يبدو في استيعاب أبنائهم وإدماجهم في الحياة العامة، وظل التهميش والإقصاء يلاحق جيلاً بأكمله مما دفعه في النهاية للعودة إلى الشرق الأوسط كجهادي متطرف. ومع أن رجوع هؤلاء إلى المدن الغربية ما زالت تداعياته غير معروفة، فإن النقاش الأمني حالياً في دوائر الاستخبارات الغربية يكاد ينحصر في طرق تطويق العائدين ومنع تحولهم إلى قنبلة موقوتة في بلدانهم.

وفي تفسير لما يجري من تحولات عاصفة في الشرق الأوسط وعلاقة ذلك بالغرب الحاضر دائماً في ثنايا تلك التحولات، والمتأثر بها أيضاً، يبرز كتاب مرجعي لضابط الاستخبارات البريطانية السابق نورمان كوهن، عنوانه «البحث عن المدينة الفاضلة»، صادر عام 1957، وفيه يلخص تجربته الطويلة في محاربة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم الستالينية خلال الحرب الباردة. وكما يقول في مقدمة الكتاب فإن «المعتقدات التقليدية حول عصر ذهبي متخيل والتبشير بمملكة فاضلة، تتحول في بعض أوقات التيه والاضطراب إلى أيديولوجيات تعتقنها حركات شعبية تندفع لتحقيقها مهما كانت السبل والوسائل». بمعنى آخر، ليس هناك من جديد في تنظيم «داعش» الذي هو محاولة للوصول إلى نموذج متصور غير قابل للتطبيق. لكن نورمان يقول إن مثل هذه الظواهر مؤقتة ولن تدوم طويلاً، لذلك فإن «داعش» على سبيل المثال ليست جزءاً أصيلاً من الدين الإسلامي، كما لم تكن النازية تعبيراً صادقاً عن القومية الألمانية، بل انحرافاً لها، ولم تكن الستالينية ترجمة أمينة للمبادئ الماركسية.

وإذا كان المسلمون اليوم يشعرون بعدم الارتياح لإفراز مجتمعاتهم ظواهر متطرفة مثل «داعش»، فإن الألمان أحسوا بالشعور ذاته بعد أن انتعشت النازية بين ظهرانيهم، كما توجس الروس من القمع الستاليني، وهو ذاته موقف المجتمع الأميركي من بعض الظواهر في مراحله التاريخية، مثل ملاحقة الساحرات وحرق المخالفين.. لكن التاريخ يعلمنا أنها ظواهر سرعان ما يطويها النسيان وتصبح جزءاً من الماضي.

* وليم فاف كاتب ومؤرخ أميركي

المصدر | خدمة «تريبيون ميديا سيرفس»

  كلمات مفتاحية

الامبريالية الاستعمار الغرب السيطرة

تعامل الدولة العربية مع شبابها

ثلاث ظواهر مَرَضية تجاوزها العالم إلا النظام العربي: الطائفية والسلطوية وتهميش المرأة

مستقبل العرب بلا عروبتهم: إسرائيل و«داعش» تحت المظلة الأمريكية

الأصولية السلطوية وانهيار «الدولة» العربية

المشرق العربي والكيانات المتصدعة .. من «سايكس ـ بيكو» إلى «داعش»