بعد قرار إيران بمنع بيع الوقود لسيارات الشحن التركية العابرة خلال أراضيها بزعم أنها تكلف أقل مما تتكبده إيران مستخدمة الأراضي التركية، تركيا تستبدل «ترانزيتها» لنقل البضائع إلى دول أسيا الوسطى من إيران إلى طريق آخر يمر عبر أذربيجان.
أعلنت تركيا أنها استبدلت طريق (إيران- تركمانستان) بطريق (جورجيا-آذربيجان) لنقل بضائعها إلى دول أسيا الوسطى. ومن المقرر أن يبدأ النقل عبر الطريق الجديد إعتبارا من عام 2015. حيث سيتم نقل البضائع برا عبر جورجيا وأذربيجان ثم عبر بحر قزوين إلى تركمانستان. ومن المتوقع أن يتم نقل 30 ألف شحنة بضائع في العام الواحد.
يأتي هذا التغيير بعد إعلان إيران أنها لن تبيع وقود لسيارات الشحن التركية أثناء عبورها خلال الأراضي الإيرانية، بذريعة أن أسعار الوقود في تركيا أغلى من إيران أي أن سيارات الشحن الإيرانية التي تعبر تركيا تدفع أكثر من مثيلاتها التركية التي تعبر إيران.
من جانبه، قال «فاتح شنار» رئيس جمعية النقل الدولي في تركيا: «سيتم نقل الطريق التجاري؛ من (إيران- تركمانستان), إلى (جورجيا- أذربيجان- تركمانستان) إعتبارا من بداية عام 2015. حيث أننا اتفقنا مع أذربيجان وتركمانستان على تحديد طريق جديد عبر بحر قزوين. وقام أشقاؤنا في أذربيجان وتركمانستان بتخصيص عبارتين وسفينتي رورو لنا من أجل نقل بضائعنا إلى دول أسيا الوسطى». لافتًا: «إن شاء الله سيكون الطريق الجديد جاهزاّ في الربع الأول من العام القادم وسيكون أقل تكلفة من الطريق القديم».
كما انتقد «شنار» قرار إيران حظر بيع الوقود للشاحنات التركية مؤكدا أنها تخالف قوانين «العبور- الترانزيت»، وأضاف: «في الحقيقة نحن لن نتأثر بقرار إيران. ولن أبالغ إن قلت أنها في صالحنا. إذ أننا نشتري وقودنا من تركمانستان بسعر 0.14 سنتا، أي أرخص بـ 0.4 من إيران، كما أن إيران تخسر 1100 دولار من كل شاحنة تمنع بيعها الوقود».
يأتي ذلك بعد أيامٍ من اتهام إيران لتركيا، بإطالة أمد الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في سوريا من خلال الإصرار على الإطاحة بـ«بشار الأسد» ودعم «الجماعات الإرهابية» في سوريا، بحسب ما ورد منسوبا إلى مسؤول بالخارجية الإيرانية.
وتدعم كل من طهران وأنقرة طرفا مغايرا في الحرب التي تخوضها قوات معارضة ضد الأسد، منذ اندلاع الثورة قبل 3 سنوات، وهو أقرب حليف لطهران في المنطقة. بينما تدعو تركيا إلى الإطاحة بالأسد، وتؤيده إيران عسكريا وسياسيا.