لماذا لا توجد علاقة لـ«غزة» بحوادث استهداف الجيش المصري في سيناء؟

الاثنين 3 نوفمبر 2014 12:11 ص

بالرغم من كل المحاولات المباشرة التي يقوم بها بعض المحسوبين على الإعلام المصري فضلا عن التلميح والتعريض والاتهام لقطاع «غزة» وحركات المقاومة وتحديدا حركة «حماس» بالوقوف خلف عمليات استهداف الجنود المصريين في سيناء, فإن المؤشرات المبنية على تقدير حقيقي للواقع تشير إلى عدم وجود علاقة لقطاع «غزة» بهذا الأمر.

ولمزيد من التفصيل فإنه على الصعيد السياسي فإن حركات المقاومة في «غزة» وحركة «حماس» تحديدا تتجنب على الأقل الحديث عن الخلاف بينها وبين النظام في مصر بالرغم من مشاركة النظام المصري في عملية حصار قطاع «غزة» وذلك لأن الحركة تعلم أن مصر هي المنفذ الوحيد لقطاع «غزة» إلى العالم الخارجي لذلك لا تريد أن تقع في أي خلاف مع النظام المصري ولو على الصعيد الإعلامي حتى لا تتضرر مصالح المواطنين الراغبين بالسفر عبر معبر رفح المغلق معظم أيام السنة أصلا.

فليس من مصلحة حركة «حماس» القيام بهذه الأفعال علما أن سياسة الحركة منذ إنشائها تؤكد أنه لم يعهد عليها التدخل في شئون أية دولة عربية، وتوجه قوى المقاومة الفلسطينية بوصلة سلاحها فقط نحو العدو الإسرائيلي كما أنها لن تسمح حتى بقيام أفراد متشددين بالقيام بمثل هذا انطلاقا من «غزة» ليس لأنها ستتضرر فحسب بل لأنها ترفض مثل هذه الأعمال وتستنكرها.

وقد أعلن عضو القيادة السياسية في «حماس»، «خليل الحيّة» أنّ دماء المصريّين عزيزة على قلوبهم، ولا يسمحون أن يمسّ أمن مصر بأيّ سوء.

يكاد النظام المصري أكثر نظام في العالم يتلفظ الناطقون باسمه بمصطلح الأمن القومي وربما يذكرنا هذا بتصريحات وزير الخارجية المصري الأسبق «أحمد أبو الغيط» الذي قال في 2008  أن الذي سيعبر من قطاع «غزة» إلى حدود مصر طلبا لفك الحصار ستكسر قدمه في إشارة على تواجد الجيش المصري.

وهنا يتوجب التنويه على الصعيد الميداني الأمني أن الجيش المصري الذي يتواجد على الحدود مع رفح الفلسطينية التي تبلغ مسافتها قرابة 10 كيلومترات قد قام بتدمير معظم الأنفاق ويقيم عددا من الثكنات والمواقع العسكرية ونقاط المراقبة مما يجعل من الصعب حدوث أي عملية تسلل دون ملاحظة الجيش.

كما أن وزارة الداخلية الفلسطينية لديها على الطرف المقابل من الحدود أيضا أكثر من 20 نقطة مراقبة, وإن هذا الكم من الإجراءات الأمنية يحول دون قيام عناصر بالدخول إلى سيناء وتنفيذ هجمات ثم العودة بهذه السهولة.

وفوق هذا شكلت وزارة الداخلية في «غزة» لجنة أمنية لفحص وجود علاقة إلا أن اللجنة أكدت عدم وجود أي علاقة بهذا الحادث.

أما على صعيد واقع «غزة» بعد الحرب حيث ينتظر قطاع «غزة» المقبل على فصل الشتاء وآلاف البيوت المهدمة مرحلة إعادة الإعمار بفارغ الصبر التي ستمر عبر البوابة المصرية التي نظمت القاهرة مؤتمر إعادة الإعمار مؤخرا فهل ستسعى «غزة» بنفسها لإغلاق هذه البوابة.

كما أن استكمال مفاوضات التهدئة التي تمت برعاية مصر والتي توقفت حاليا لا يمكن أن تتصور في حال تصديق سيناريو الإعلام المصري الذي يتهم «غزة» بدون الإشارة إلى الروايات والسيناريوهات التي أشارت أن الجنود قد قتلوا في معارك في ليبيا أو قيام جماعات متشددة في سيناء باستهدافهم, أو حتى قيام عملاء لـ«الموساد» باستهدافهم لخلق بلبلة وتوظيف العملية لصالح أهداف «إسرائيل»، ولم يتبن الإعلام المصري أيا من هذه السيناريوهات، وبدون انتظار تحقيقات بل على العكس فقد اتهم مذيعوه حركة «حماس» وقاموا ببث أسماء لمسئولين عن هذه الهجمات!

وقد أعلنت وزارة الداخلية في «غزة» أن الأسماء الواردة في الإعلام المصري هي أسماء ملفقة، وهي على النحو التالي:

أولاً: أسماء وألقاب ليس لها أصل في السجل المدني الفلسطيني، وهم:

1- سعيد نايف القرياني

2- أبو منصور الغزي

3- أبو ياسر المقدسي

4- إبراهيم الزياني

5- باهي الزياني

6- أحمد نصير القرم

ثانيا: أسماء شهداء ارتقوا خلال العدوان على غزة قبل عدة أشهر:

1- محمد أبو شمالة

2- رائد العطار

ثالثا: أسماء ثنائية تطابقت مع أسماء لمواطنين من سكان الضفة الغربية ولم يدخلوا غزة في أي وقت سابق، وهم:

1- صلاح البرغوثي، عدة أشخاص بهذا الاسم جميعهم من مدين رام الله.

2- إسماعيل الغزاوي، ثلاثة يحملون هذا الاسم من مدينة رام الله، ورابع من سكان غزة مواليد 1939 وتوفى تاريخ 23/12/2010.

3- نايف صباح، من سكان مدينة بنت لحم ولم يدخل غزة من قبل.

4- عمار صالح، تطابق مع أسماء لعشرات المواطنين من سكان الضفة الغربية ولو يدخلوا غزة من قبل.

5- عطا الله القرم، من مدينة الخليل وهو طفل عمره 15 عاما ولم يسافر لأي منطقة من قبل.

للأسف فإن الإجراءات العملية بعد الحادثة جاءت وكأن «غزة» هي من قامت بها، حيث إغلاق معبر رفح وتوقف محادثات التهدئة والبدء بهدم منازل مواطنين مصريين على الحدود مع «غزة» للبدء بإنشاء منطقة عازلة.

ويشير هذا إلى أن النظام في مصر اختار استعداء حركة «حماس والمقاومة رغم محاولة الأخيرة عدم قطع الحبال، إلا أن الانقلاب يحسبها على خانة «الإخوان المسلمين» ولا يريد وجودها على حدوده كما أن تلاقي مصالح الاحتلال والانقلاب الراغب في تثبيت شرعيته الدولية عبر التقرب من «إسرائيل» من خلال مزيد من الضغط على «غزة» بعد الضغط الذي قدمه خلال الحصار والعدوان الأخير وما زال يؤكد أن الأمور لن تتوقف عند هذا الحد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر حماس غزة سيناء المنطقة العازلة معبر رفح

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

السلطات المصرية تحول قطاع غزة «كبش فداء» لإخفاقاتها في سيناء!

أطياف الجهاد في سيناء من الصوفية إلى حلفاء "داعش"

السيسي اقترح إقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء ضمن خطة مصرية للحل