أكد مشاركون في اللقاء الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في عرعر أمس تحت عنوان «التطرف وخطره» على عدم وجود تعريف محدد يصف التطرف ويصنفه ويحدد المتطرفين بشكل دقيق، مشددين على ضرورة توافر الجهود الفكرية الملحة لمكافحة التطرف في كافة أشكاله الدينية والاجتماعية والثقافية والرياضية.
واعتبر المشاركون أن جميع من يتطرقون إلى التطرف لا يصيبون الحقيقة؛ بل يحومون حولها، «فالتطرف يحتاج إلى تحديد تعريفه بشكل جاد وواضح لمعرفة من هو الشخص المتطرف».
وأكد الأمين العام لمركز الحوار الوطني «فيصل بن معمر» خلال اللقاء الأول الذي أطلقه المركز ضمن برنامج «حوارات»، أن ما تمر به المنطقة حاليا من تحديات فكرية وثقافية يتطلب من الجميع إيجاد فكر خاص يتقبل مثل هذه الأطروحات، ويقوم بمعالجتها وتحديد ما يقبل وما يرفض منها.
وأفاد بأن تعريف التطرف لا يخص الجانب الديني فحسب؛ بل يشمل جمع أنواع التطرف، سواء الفكري أم الاجتماعي، معتبراً أن الهدف هو الرقي بالمجتمع إلى التوسط في كل شيء «لا الغلو مطلوب، ولا التفريط والإفراط مطلوب؛ بل يجب أن نصل إلى مجتمع متوسط في الأمور كافة»
واعتبر الأمين العام للحوار الوطني، وسائل الإعلام بجميع أدواتها المرئية والمسموعة والمقروءة شريكة مع المركز الوطني للحوار، وتتحمل الأمانة في كل صغيرة وكبيرة، مضيفاً: «نمر في مرحلة دقيقة وحساسة جداً، فالأعداء لم يستطيعوا أن ينفذوا إلى أي مجتمع إلا عبر التطرف والغلو؛ لقد تم استخدام الدين من المتشددين لزرع الفتنة والقتل والتدمير ونشر الكراهية».
وبيّن أن هؤلاء أشعلوا العالم الإسلامي مدة 40 عاماً ودمروا مجتمعات ودول، مفيداً بأن التطرف والمتطرفين خدموا أعداء الإسلام، كونهم جعلوا أنفسهم أدوات للأعداء في هدم أسس مجتمعاتهم وفي الإساءة للدين، مؤكداً أن الإرهاب والعنف هو عدو الوطن الأول، وأن ما حصل في قرية «الدالوة» يعد جريمة شنيعة راح ضحيتها أبرياء».
يذكر أن مجلس أمناء «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني» كان قد أقر في اجتماعه الثاني، أكتوبر/تشرين الأول الماضي الخطة التنفيذية لإقامة (20) لقاءً فكريا في مناطق المملكة الثلاثة عشرة، تحت عنوان «التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية».
وقال نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام للمركز الدكتور «فيصل بن معمر»: إن برنامج اللقاءات الذي اعتمده المجلس للفترة المقبلة سينطلق مع بداية العام الهجري الجاري وسيكون على ثلاث مراحل، تشمل إقامة لقاءات تحضيرية وأخرى نوعية في جميع مناطق المملكة، لافتا إلى أن البرامج سيشارك فيها «علماء ودعاة وأئمة مساجد، إضافة إلى العاملين في القطاعات التربوية والاجتماعية والثقافية».