للمرة الأولى منذ إنشائها قام جهاز المخابرات العامة المصرية، بنعي فنان، هو الراحل «محمود عبد العزيز»، نظراً لما رأته من تجسيده بطولات أبناء الوطن في أعماله الدرامية بخاصة مسلسل «رأفت الهجان»، واصفة أدواره في هذا الشأن بأنه «جسدها بصدق».

جاء النعي في جريدة «الأهرام» المصرية، شبه الرسمية، بعد أن توفي «عبد العزيز»، أول أمس السبت عن عمر يقارب 70 عاماً، بعد معاناة مع المرض، وجاءت الوفاة داخل غرفة العناية المُركزة بمستشفى الصفا في حي المهندسين في محافظة الجيزة، وتم دفنه أمس في مقابر عائلته بمحافظة الإسكندرية.

وذاع صيت «محمود عبد العزيز» في أرجاء العالم العربي خصوصًا بأدواره في مجال المخابرات والجاسوسية، في فيلم «إعدام ميت» عندما قام بدور عميل للمخابرات مصري، ثم اتسعت رقعة شعبيته بالمسلسل التلفزيوني «رأفت الهجان» الذي يروي وقائع رأت المخابرات أنها مهمة في تاريخ المخابرات المصرية.

وقالت مصادر لصحف مصرية، إن الحالة الصحية للفنان «محمود عبد العزيز»، تدهوت بشدة خلال اليومين الماضيين وفشل الأطباء في التعامل معها.

وأضافت المصادر أن الفنان المصري كان يعاني من نقص نسبة الهيموغلوبين في الدم، كما يعاني من وجود أنسجة داخل الفم أدت لتورم باللثة، وتمت إزالته جراحياً، لكنه ما ظل يعاني من مشاكل في التنفس.

ولد «عبد العزيز»، في 4 يونيو/ حزيران 1946، في الإسكندرية (شمالي مصر)،ـ وسط أسرة متوسطة.

درس في كلية الزراعة بجامعة الاسكندرية، حيث خطا أولى خطواته في مجال التمثيل مع فريق المسرح في كليته.

وبعد تخرجه، واصل دراسته إلى أن نال درجة الماجستير في تربية النحل.

بدأ مشواره الفني في سبعينيات القرن الماضي، وقام بالتمثيل في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية، وكانت معظم الأدوار المنوطة في تلك الفترة به ذات طابع عاطفي.

وفي مطلع الثمانينات، بدأت أدوار «عبد العزيز» تتنوع وتبتعد عن الطابع الشبابي والرومانسي.

وأثبت نجوميته، بوجه عام، في فيلم «العار» وأعمال أخرى مثل «تزوير في أوراق رسمية» و«الصعاليك» و«الكيف» و«البريء» و«الكيت كات».

وكانت لـ«محمود عبد العزيز» تجربة وحيدة مع الإخراج في فيلم «البنت الحلوة الكذابة».

تجاوز عدد الأفلام التي قام بدور البطولة فيها أكثر من 80 فيلمًا، إضافة إلى عشرات المسلسلات التلفزيونية.