قطار القدس هدف جديد للاحتجاجات مع تدهور وضع المدينة الأمني

السبت 15 نوفمبر 2014 02:11 ص

 لو أن هناك هدفا مستمرا ودائما للاضطرابات التي شهدتها مدينة القدس على مدى أسابيع فهو قطارها الخفيف بمظهره الانسيابي ومساره الذي يتلوى كالأفعى وسط المدينة مجاورا جدرانها العتيقة في رباط رمزي بين قسمها الغربي الذي يغلب اليهود على سكانه وقسمها الشرقي العربي.

لاقى المشروع الاسرائيلي الفرنسي الذي دشن عام 2011 بعد سنوات من التأخير وتجاوز التكلفة المخصصة له «إشادة» واسعة باعتباره بنية تحتية بمواصفات عالمية ستساعد على تعزيز الحزام الاستيطاني الإسرائيلي حول المدينة المقدسة في نهاية المطاف، وتعرضت الشركة الفرنسية للمقاطعة في الدول العربية، وخسرت فرصة تنفيذ أعمال بعشرة مليارات دولار في السعودية وحدها.

ورغم استخدام نحو 140 ألف راكب يوميا - من يهود متشددين إلى عمال فلسطينيين إلى تلميذات مسلمات إلى موظفين اسرائيليين - القطار يوميا مزقت الأشهر القليلة الماضية تلك الصورة الجامعة تمزيقا. 

فمنذ قتل يهود الفتى الفلسطيني «محمد أبو خضير»(16 عاما) في يوليو/تموز الماضي انتقاما لمقتل ثلاثة فتية يهود أصبح القطار هدفا شبه يومي من جانب شبان فلسطينيين يرشقونه بالحجارة والصخور وقنابل البنزين. 

ويبدو مظهر ثلاث من محطات القطار الثلاث والعشرين في حي «شعفاط» و«بيت حنينا» الفلسطينيين في القدس الشرقية أشبه بمناطق الحرب الخفيفة مع تكسير مناطق الانتظار وتحطيم آلات التذاكر أو نزعها من مكانها وانتشار جنود الشرطة الاسرائيلية المدججين بالسلاح في كل مكان.

وقال «ابراهيم صلاح»(58 عاما) الذي يدير محل «حلواني» للحلويات والمقابل لمحطة انتظار القطار المحطمة في شعفاط «هناك مشكلة كل يوم»، وأضاف وهو يطيح بيده «هناك غضب كبير من القطار. إنه يمر من هنا ليذهب للمستوطنات اليهودية. أنشئ لهم وليس لنا».

وفي الأسابيع الثلاثة الماضية دهس فلسطينيان بسيارتيهما أشخاصا كانوا ينتظرون عند محطتين من محطات القطار على الخط الأخضر الذي يفصل بشكل غير مرئي القدس الغربية عن شرقها منذ عام 1967 مما أسفر عن مقتل أربعة وجرح نحو 20. وقتلت قوات الأمن الاسرائيلية الاثنين.

وأسفرت الهجمات عن انخفاض عدد الركاب بنسبة 20% وفي إحدى المراحل لحقت بثلث عربات القطار أضرارا تجعلها غير صالحة للاستخدام.

وتحيط حاليا كتل أسمنتية كبيرة بالمحطات المعرضة للخطر ويتجول حراس مسلحون يرتدون سترات واقية في أرصفة المحطات كما يجوب رجال أمن يحملون البنادق الآلية عربات القطار ويتفحصون الأوجه وبطاقات الهوية أحيانا ويبحثون عن أي قنبلة قد تكون هنا أو هناك. 

أما على متن القطار فهناك يهود على رؤوسهم القلنسوة اليهودية إلى جوار مسلمات محجبات ومزارعين فلسطينيين متجهين إلى السوق وصبية متوجهين إلى المدارس وكل واحد يتحدث على هاتفه المحمول بالعبرية أو العربية أو الروسية أو الأمهرية أو الإنجليزية، لكن الأمر لا يخلو من نظرات جانبية وأخرى متفحصة تكشف عن توتر ولحظات إحباط كتلك التي حدثت حين أوقفت الشرطة فلسطينيا وأمرته بإظهار بطاقة هويته.

وسألني «ريتشارد كانوفيتز» (54 عاما) وهو يهودي أرثوذكسي كان يصعد إلى القطار من محطة بلدية القدس «هل أنت خائف من ركوب هذا الشيء؟»، وأضاف «القطار جيد. إنه يخدم الجميع. كان هدفا بالطبع لكنه في النهاية شيء جيد».

ويفضل السياح هذا القطار كونه وسيلة نقل سريعة توصلهم في نهاية أحد خطوطه إلى متحف «ياد فاشيم» لضحايا النازي وإلى سوق «ماهاني يهودا» الشهير وسط خط سيره فضلا عن مشاهد تجذب الأنظار للمدينة القديمة على طول طريقه.

لكن الكثير من الشبان الفلسطينيين يرون أنه مبعث للكراهية والغضب كونه يمر عبر حيين فلسطينيين ليصل إلى محطته النهائية في الشمال الشرقي إلى مستوطنة بسكات «زئيف» اليهودية، وقال «عبد الرحمن» -وهو شاب في الثامنة عشرة من عمره- كان يتجول قرب محطة «شعفاط» بينما كان شرطي اسرائيلي يراقبه من الجهة الأخرى للشارع «إنه قطار عنصري. أستخدمه لكن لا أحبه».

 

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

القدس قطار القدس محطة شعفاط العنصرية الاستيطان

«كيري» يعلن توصل الأردن ودولة الاحتلال لإجراءات تعيد «الهدوء» إلى القدس

الإمارات تفتتح مسجدا على أراض صادرها الاحتلال في القدس ينافس ”الأقصى“

إسرائيل تصادر آلاف الدونمات من أراضي قرية جنوب القدس

أعراض القدس: نتنياهو وساسة إسرائيليون آخرون يستعملون القدس لأهدافهم الخاصة

أموال إماراتية مولت بيع منازل بالقدس للمستوطنين الصهاينة!

يوسي ميلمان: حكومة لا .. أبدا!

إسرائيل تهتز: ضرب «يهودية الدولة» و«عاصمتها الأبدية»

ذئب .. ذئب .. أنقذونا!

«الوطن العربي» يتلاشى: الطوائف والقبائل والعشائر تلتهم الدول!

القدس.. مقبرة أوسلو