وول ستريت يستقبل عصر «ترامب» بطريقته.. قفزة قوية بعد قسم اليمين الدستورية مباشرة

السبت 21 يناير 2017 02:01 ص

قفز مؤشر «داو جونز» بما يصل إلى 95 نقطة، يوم الجمعة، بمجرد أن أدى الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» اليمين الدستورية، كرئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين.

وخلال حفل تنصيبه، وعد الرئيس الجديد بمتابعة التعهد الذي أطلقه في حملته، كي «يحمي الوظائف الأمريكية»، قائلاً: «علينا أن نحمي حدودنا من ويلات الدول الأخرى، التي تصنع منتجاتنا، وتسرق شركاتنا وتدمر وظائفنا».

وقد أكد على أن إدارته سوف تتبع قاعدتين بسيطتين: «اشترِ المنتجات الأمريكية ووظف الأمريكيين»، ويبدو أنه يسعى إلى توحيد البلاد بعد الانتخابات المضطربة قائلاً: «عندما تتحد أمريكا، فلا يمكن لأحد أن يوقفها».

شهد «وول ستريت» شهدت تعافياً ملحوظاً منذ فوز «ترامب» التاريخي على «هيلاري كلينتون»، بالرغم من تأرجح «نشوة ترامب» خلال الأسابيع الفائتة، إلا إن عمليات البيع في ليلة الانتخابات، جعلت «وول ستريت» تبدو كأنها ترحب بـ«ترامب» بطريقتها الخاصة، مع ارتفاع مؤشر داو جونز 257 نقطة في اليوم الذي يلي الانتخابات.

وفي نهاية المطاف، فإن مؤشر داو جونز قد زاد أكثر من 1400 نقطة، في الفترة ما بين الانتخابات ونهاية السنة، أما بالنسبة للسوق الأمريكية ككل، فقد كسبت سوق الولايات المتحدة 1.4 بليون دولار في القيمة منذ الانتخابات، بحسب مؤشرات الأسهم الأمريكية.

وبدلاً من القلق بشأن الغموض الذي تخبؤه أيام إدارة «ترامب» القادمة، إلا إن المستثمرين ركزوا على أجندته المساعدة على النمو، ويبدو أن «وول ستريت» وضعت رهانها على خطط «ترامب» لخفض الضرائب، وخفض الرسوم، بالإضافة إلى المزيد من الإنفاق على البنية التحتية، وهو الشيء الذي سيسرّع نمو اقتصاد الولايات المتحدة.

وقد قال «ديفيد جوي»، كبير استراتيجيي السوق في شركة «Ameriprise Financial»: «هناك شعور بالتحول بين المستثمرين، وأن عصر ظروف إدارة الأعمال الصعبة، على وشك أن ينتهي».

لكن المستثمرين كانوا قد أوقفوا التصاعد في الأسابيع الفائتة، منتظرين تفاصيل أدق وأكبر حول الموعد الذي ستتحقق فيه الخطط الموعودة أثرها، وعن مدى قوتها نظرا لأن «الأمل والوعد بمساعدة النمو والأعمال التجارية، يواجه حقيقة أن واشنطن ما تزال في وضع معقد وسوف يستغرق إصلاح النظام الضريبي وقتاً، وكذلك إلغاء نظام أوباماكير، وخطط البنية التحتية».

وول ستريت أيضا متأهبة لأي علامات تشير إلى إشعال كلام «ترامب» الحاد لبوادر حرب تجارية مع الصين أو المكسيك، وهو ما قد يجبر النمو العالمي على التوقف، وقد أكد «ترامب» خلال خطابه على أن إدارته سوف تسعى «للصداقة وحسن النية» مع البلاد الأخرى، لكنه أكد في نفس الوقت أن من حق جميع الدول أن «تضع مصالحها أولاً».

«ويلبور روس»، الذي اختاره «ترامب» لمنصب وزير التجارة، يشير إلى أن الإدارة الجديدة سوف تتخذ موقفاً متشدداً من الصين، خاصة أنه سبق له وصفها «بالدولة الأكثر حمائية»، وقد أشارت بكين إلى أنها لن تتردد في الرد على أي إجراءات تتخذها الإدارة في واشنطن.

وول ستريت أيضاً تنتظر كي ترى ما إن كان ترامب سيقوم بإجراءات فورية بشأن وعوده بالقيام بتوقيع أوامر تنفيذية منذ أول يوم له في البيت الأبيض، وقد قال ترامب لمؤيديه في مأدبة غداء يوم الخميس أنه يتجهز لتوقيع «بعض الأوراق التي ستكون مفيدة جداً بعد خطابه في الغد، كي يبدأ العمل».

التاريخ يظهر لنا أن يوم التنصيب قد يحقق تغييرات كبيرة في سوق البورصة، على سبيل المثال، فقد انخفض مؤشر ستاندارد آند بورز بمقدار 5% بعد يوم واحد من تنصيب الرئيس أوباما في 2009، وهي التحركات التي تعكس الأزمة المالية المضطربة التي ورثها الرئيس «أوباما».

وبالرغم من البداية المخيفة، فإن وول ستريت نعمت بثمان سنين مربحة في ظل الرئيس «أوباما»، فقد ارتفع المؤشر بمقدار 166% منذ تولي «أوباما» منصبه، وهو انتعاش ثابت، وإن كان تعافياً اقتصادياً مخيباً للآمال مقارنة بما قبل الأزمة المالية.

المصدر | سي إن إن

  كلمات مفتاحية

وول ستريت دونالد ترامب تنصيب ترامب