تكنولوجيا قراءة أفكار تنقذ المصابين بـ«متلازمة المنحبس»

الخميس 2 فبراير 2017 09:02 ص

تكنولوجيا التحكم بالكمبيوتر باستخدام الأفكار فحسب، هي تقنية موجودة منذ عقود، لكن البشرية حققت تقدماً محدوداً في استخدامها للغرض الأصلي: مساعدة أولئك الذين يعانون من إعاقات شديدة للتواصل بالمجتمع من حولهم، لكن، يبدو أن هذا تغير الآن.

فقد أظهرت دراسة جديدة أن استخدام تكنولوجيا بديلة تصل بين الكمبيوتر والدماغ، قد مكنت أشخاصاً يعانون من «متلازمة المنحبس»، من التحدث للعالم الخارجي لأول مرة، إلى درجة أنها سمحت لهم بالإبلاغ عن سعادتهم، بالرغم من الوضع الذي يعانون منه.

لماذا كان «المنحبسون» بحاجة لتقنية جديدة؟

المراحل النهائية من بعض الأمراض التنكسية مثل التصلب الضموري الجانبي، أو مرض العصبون الحركي، تترك مرضاها في حالة من الانحباس التام بداخلهم، إذ يفقد المرضى قدرتهم على تحريك أي جزء من أجسادهم، حتى عيونهم، مع إن عقولهم تبقى سليمة وقادرة على التفكير.

لكن المشكلة أن وسائل التواصل التي تقوم على تسجيل النشاط الكهربائي، وتوصيله بالكمبيوتر، تعطلت في حالة مريضة بالتصلب الضموري الجانبي، وفقدت القدرة على التواصل تماماً بعدما فقدت القدرة على تحريك عينيها، ما يدل على إن النشاط الكهربائي الذي كان يتم تسجيله، كان ناجماً عن حركة عضلات العين اللا إرادية، وليس عن الأفكار نفسها.

ولكي يتغلب العلماء على هذه المشكلة، فقد قام فريق دولي من الباحثين باستخدام طريقة مختلفة للكشف النشاط العصبي، عن طريق قياس كمية الأكسجين الواصل إلى الدماغ، بدلاً من الإشارات الكهربائية. هذا يرجع إلى أن مناطق الدماغ عندما تنشط تستهلك المزيد من الأكسجين، ولهذا نستطيع أن نكتشف أنماط نشاط المخ عن طريق التذبذب في مستويات الأكسجين في الدم، هذا يعني أن هذه الطريقة الجديدة يمكنها أن تساعد هؤلاء المرضى للتواصل قبل وبعد فقدانهم للقدرة على الحركة.

قال «لا» لأول مرة

الدراسة شملت أربعة من مرضى التصلب الضموري الجانبي، ثلاثة منهم فقدوا القدرة على التواصل مع مقدمي الرعاية لهم منذ 2014، أما الأخير فقد فقدها منذ أوائل عام 2015، وباستخدام التكنولوجيا الجديدة، تمكنوا من التواصل معهم، ومع عائلاتهم، على مدى عدة شهور، وهو الشيء الذي يشهده مرضى الانحباس للمرة الأولى.

الدراسة بدأت بتوجيه أسئلة شخصية وأسئلة عامة للمتطوعين، بإجابات معروفة بـ«نعم» أو «لا»، وقد سجلت الواجهة الحاسوبية لأدمغتهم، أنهم أجابوا بشكل صحيح بنسبة 70%، ما جعل الباحثين يقولون بأن هذه النسبة كافية، للاعتقاد بأن إجابتهم الصحيحة لم تكن من قبيل الصدفة، وأثبتت أفضليتها عندما قورنت بالواجهة الحاسوبية التي تعتمد على تسجيل النشاط الكهربي.

المرضى أيضاً تمكنوا من التعبير عن مشاعرهم حول حالتهم، وكل المرضى الأربعة أجابوا بـ«نعم» عندما سئلوا عما إن كانوا سعداء خلال الأسابيع العديدة الماضية، حتى إن أحد المرضى سئل عن موافقته على أن تتزوج ابنته حبيبها، وقد أجاب للأسف بـ«لا».

وقد استمر المتطوعون في استخدام النظام الجديد في منازلهم.

تحسن لا يستهان به

ومع إن التكنولوجيا الجديدة لا تسمح للمرضى المنحبسين، بأن يسيروا لما هو أبعد من التواصل بـ«نعم» أو «لا»، إلا إنه تحسن لا يستهان به بالنسبة لنوعية حياتهم.

المشكلة إن أول واجهة حاسوبية تقرأ أفكاراً من الدماغ، استخدمت لتمكين المعاقين من تهجّي الكلمات، والتواصل بالرسائل، كانت تستهلك وقتاً كبيراً وبطيئاً، كما إنها لم تكن لأولئك المرضى المنحبسين، ولهذا يمكن أن نعتبر التكنولوجيا الجديدة، خطوة نحو أنظمة أكثر تعقيداً وتسمح بالتواصل الحر ثنائي الاتجاه، الذي يتجاوز الإجابة «نعم» أو «لا».

ومع إنها تبدو بسيطة، إلا إن عليك أن تتخيل هذه التكنولوجيا بالنسبة لأربع أشخاص، قضوا سنوات دون أي اتصال بالعالم الخارجي، حتى بالرمش أو الإيماءات.

وبالرغم من التحديات التي تواجه هذا المجال، إلا إن نتائج كهذه هي ما تجعل العلماء يقررون المواصلة.

  كلمات مفتاحية

قراءة أفكار متلازمة المنحبس

سيدة مصابة بـ«متلازمة اللكنة الأجنبية» تتحدث بلهجة جديدة يوميا